الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
أمل هباني تكتب عن عنصرية الأطباء : نقلا عن الميدان
|
التحية للصحفية أمل هباني وها هو مقالها المنشور في الميدان عدد الخميس 19 يناير 2012
المجتمع بين مطرقة الخطاب العنصري وسندان الانحطاط السلوكي Thursday, January 19th, 2012 طبيبة تسئ لمريضتها قائلة : (كل زول بتكلم حسب خلقتو)
مارست طبيبة(نائب اخصائي) تمميزاً عنصريا سافرا تجاه مريضة جاءت الى مستشفى حكومي عريق في الخرطوم في حالة وضوع قبل الموعد المحدد لتوليدها بعملية قيصرية أذ اساءت الطبيبة المريضة (منتقدة شكلها) أثر احتدام النقاش معها وخرجت قبل اكمال الاجراءات الطبية ،وانتظرت المريضة التي انفجرت باكية من حديث الطبيبة حتى حضور الوردية الأخرى لتجري لها عملية الولادة ….
هذا هو الخبر ولنتخيل السيناريو التالي من وحي الخبر
المكان غرفة ولادة أمراة تتقلص ملامح وجهها وتغمض عينيها بشدة مع كل (وجعة) تعلن عن قرب خروج الجنين
الطبيبة …بعد ان تراجع الملف ..تسأل المريضة ما الذي أتى بها وهي في وحدة طبيب آخر …
المريضة تجيب بأن داهمتها آلام الولادة في هذا الوقت
الطبيبة تزيد من نبرتها العنيفة تجاه المريضة وتقول لها انها مسئولية طبيب آخر وكان يجب ان تتصل به و(نقة ) كثيرة تزعج المريضة التي ترد عليها (بأن الاطباء يجب أن يكونوا ملائكة الرحمة ) تنتهرها الطبيبة و(تعنفها ) وتختم تعنيفها ب(ذاتو كل زول بتكلم حسب خلقتو ) ترد المريضة بصوت منكسر (هذه خلقة الله ولا اعترض عليها ….تقاوم دموعها محاولة ابتلاع الاهانة لكن الجرح كان اكبر من الاحتمال تنفجر باكية وتنحدر دمعات هنا وهناك ممن شهدوا الموقف حزنا على الانسان وقيمته المتدنية في بلادي ..وتخرج الطبيبة دون أن تجري عملية الولادة للمريضة لتنتظر المريضة طبيبا آخر اكثر احتراما للانسان ولمهنته ليقوم بمهمته في (الوردية القادمة ) …
هذا الحوار حدث في مستشفى في قلب الخرطوم وربما يحدث كل يوم ،وكل ساعة في منطقة ما في بلادي …والاخطر في هذا الخطاب العنصري القمئ أنه من طبيبة والاطباء يجب أن يكونوا الابعد والاسمى عن اي خطاب عنصري تمييزي ،وأن فئة الاطباء كانت ومازالت (رغم التردي المريع) الفئة الاكثر محافظة على اخلاقيات المهنة وأن هناك عدد مقدر من الاطباء يؤدوا عملهم بنبل انساني كبير ،….وأنه في احلك الاوقات للمريضة وفي اكثرها حوجة وثقة وتعلقا بالطبيب ،لذلك تعتبر هذه أهانة القوي للضعيف،والقادر للعاجز لأن الطبيب في هذه اللحظات رسول الحياة بالنسبة لمريضه …وانه من أمرأة تجاه أمرأة أخرى …والأجدى أن تنحاز النساء برحلة شقائهن وعذابهن التي فرضتها الطبيعة والمجتمع والدولة والرجل الى بعضهن ويكن أكثر احساسا ورأفة وابعد من ظلم بعضهن البعض ..المشكلة أن الخطاب العنصري التمييزي تتصاعد وتيرته بصورة مقلقة في المجتمع السوداني على كافة المستويات….نواصل
وسننقل ما تبقي من مقالها
|
|
|
|
|
|
|
|
|