مدرسة الابداع البجاوى ... بقلم الاستاذة زينب الحويرص

لآ أشك أن عام 2012 سيكون خيرا ذلك أن مفتتحه حمل لى إشارتين تبشران بهذا التفاؤل وما أندر ما يجعلنا نتفائل هذه الأيام فى وطننا السودان الذى يسبح فى بحر من مهددات وحدة متبقية بعد قيام دولة جنوب السودان على ثلث جغرافية السودان القديم .... كل شئ فى السودان لا يبشر بخير حتى أتيحت لى بالصدفة مشاهدة برنامج ممتاز انتجته قناة ( قون) فى بورتسودان بمناسبة مهرجان السياحة الذى أقيم هناك .... جلست مندهشا مبهورا بهذا الفنان حقيقة وبمعنى الكلمه فنان إسمه أحمد سعيد أبو آمنه .... صوت نادر وقوى ومعبر وطروب لم أسمع بمثله إلا من رفيقه البجاوى ود البدرى .... قلت لإبنى الطيب الذى شاركنى بهجة الطرب والدهشه ( سأكتب عن هذا المغنى العجيب) ذلك لأننى توقفت عن الكتابة فى الصحف منذ أمد بعيد لأن ما يدور فى الوسط الفنى لا يستحق ان يكتب فيه ولو بكلمة واحده .... الفنان أبو آمنه قدم غناء حقيقيا Authentic ولأن الصوت الموسيقى فى حقيقته هو إنعكاس لسلوك أو هو سلوك محدد لذلك فأن الفنان أبو آمنه كان يمثل صوت الغناء البجاوى بكل خصائصه وخصوصياته وما ذاك إلا لأن الفنان أبو آمنه هو نفسه يحمل فى داخله وعيا بفنون وتراث أهله وافتخاره بها والدفاع عنها مما أكد لى أننا أما فنان (جهوى) بجاوى متمكن ومتأكد من أدواته غناء ورؤية وليست هناك أوجه مقارنه بين المغنى الشاب أحمد سعيد أبوآمنه وبين عشرات المغنين عديمى الموهبة والرؤية الفنية الذين تعج بهم العاصمة السودانيه ويجد كثير منهم الترحاب والرعاية فى الوسائط الإعلامية لأننا للأسف الشديد مانزال نعيش تحت هيمنة ثقافة وفنون الوسط والتعنصر لها بما لا يتيح مجالا عادلا أو معتدلا للثقافات والفنون السودانية الإقليمية .... الفنا أبو آمنه مثال وأنموذج لفن حقيقى يعبر عن واقع إبداعى حياتى حقيقى معاش ولكننا عجزنا عن إستيعاب حقائق الثقافة السودانية الشامله ....
وقبل أن أكتب فاجأتنى بشائر العام الجديد بالدراسة الطيبه الممتازه التى بادرت بها الأخت الفنانه زينب الحويرص التى ما تزال حية فى الذاكره رغم بعد المسافه فقد فرجت سطورها عن كثير مما كان يجب أن يقال وكذلك أفرجت عن مكنون أشواق لزميلة وصديقة على شواطئ أيام معهد الموسيقى والمسرح وساعات المؤانسه فى المكتبة الصوتيه ...الأستاذه زينب الحويرص كان يجب أن تحتل مكانة متقدمة فى حقل الغناء فى السودان بصوتها الشجى وثقافتها العاليه وبخلقها الجميل النبيل ولكن زينب الحويرص آثرت أن تتجه بفنها وتجربتها مهاجرة للدنيا الجدية مع زوجها الفنا جدا عمر بولينو وما برحا يقدمان من أساليب جديدة مضافة فى بركة الغناء السودانى الراكده....
أنا لا أكتب معلقا أو متداخلاعلى حديث الأستاذه زينب الحويرص فذلك سيأتى لاحقا بإذن الله ولكن لأعبر عن مدى غبطتى بها وهى تتصدى بشجاعة وعمق حول ( مدرسة الإبداع البجاوى) متمنيا لها ولأسرتها وزوجها سنة سعيدة مثمرة ونتمنى أن نراهما فى زيارة لنا هنا..........وهذا هو عنوان بريدى الإلكترونى [email protected] للتواصل وكل عام والجميع بخير