قام جهاز الأمن والمخابرات بمصادرة هذا العدد (رقم 2490 - 20 مارس 2012) من الميدان بعد طباعته في المطبعة
الميدان 20 مارس 2012
كلمة الميدان
من الذي يحكم السودان؟؟
في تصريح له في مطار الخرطوم بعد عودته من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في١٤/٣/٢٠١٢ م أكد رئيس الوفد السوداني إدريس عبد القادر أن المفاوضات مع دولة الجنوب، أن اللجنة المشتركة الخاصة بأوضاع مواطني الدولتين قد وقعت بالأحرف الأولى اتفاق توفيق أوضاع مواطني الدولتين وترسيم الحدود. وأن الاتفاق شمل الحريات الأربعة ( التنقل والحركة والتمليك والعمل) وفقاً للمعاملة بالمثل.
وفي الاجتماع الذي عقد بالقصر الجمهوري في ١٤/٣/٢٠١٢ م برئاسة عمر البشير وحضره نائبه وعدد من الوزراء، رحب البشير بالاتفاق الإطاري الذي وقعه الطرفان كما رحب بلقاء الرئيس سلفاكير في جوبا في الأسبوع الأول من أبريل ٢٠١٢ للتوصل إلى اتفاقات نهائية. ورحبت الحكومة السودانية وفقاً لتصريح وزير الإعلام عبدالله مسار بما توصلت إليه المفاوضات من اتفاق.
وعبر شعب السودان عن غبطة ملؤها التفاؤل معتبراً الاتفاق بين الدولتين خطوة ايجابية مهمة على طريق وقف تصعيد الحرب والمواجهة واعتبر تصريحات الطيب مصطفى الرافضة للاتفاق ووصفه له بأنه انبطاح أمام الضغوط الأمريكية، وأنه سيقاومه بكل السبل لتعبئة الشعب السوداني لمناهضته، رأي لشخص يفتقد أدنى الإحساس بالمسؤولية ولا يهمه مستقبل الوطن لأنه لعب دوراً معيباً ومخزياً بتحريضه على انفصال الجنوب.
وقد بدأ أئمة المساجد بالفعل في خطبة الجمعة التحريض ضد الاتفاق في عدد من مساجد العاصمة ولم تحرك السلطة ساكناً تجاه ذلك وتركت له الحبل على القارب مثلما فعلت تجاه موقفه التحريضي للانفصال حتى وقع.
وندد عبد القادر إدريس بأن من يهاجمنا أما أن يكون له غرض أو أنه يحلم أو يحارب إلى ما لا نهاية. كما ذكر أن حفظ النفس مقدم على الدين نفسه. وهاجم الخطابات العنصرية، وأكد أنها أكبر مهدد لأمن البلاد وإنها تؤدي إلى فتنة الناس حتى في دينهم.
ولكن ما هو أكثر عجباً ودهشة التصريح الذي أدلى به نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم للمركز السوداني للخدمات الصحفية(smc) في ١٧/٣/٢٠١٢ م قائلاً: "لم نتفق مع الجنوب حول الحريات الأربعة" وهو تصريح يناقض كل ما أشرنا إليه أنفاً.
السؤال الذي يفرض نفسه من نصدق؟ ومن هو الذي يحكم السودان؟ وهل هو تراجع عن ما توصلت إليه مفاوضات أديس؟ أم أنه انعكاس للصراع الضاري داخل المؤتمر الوطني حول السلطة؟
ما عاد شعب السودان يصدق قادة المؤتمر الوطني والسلطة بعد نقض رئيس الجمهورية لما توصلت له جولة المفاوضات الثانية بقيادة د/ نافع علي نافع من اتفاق وحلول ايجابية. وهذا ما يستوجب تصريحاً قاطعاً وواضحاً من رئاسة الجمهورية لما تم الاتفاق عليه.
المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان يقيني بان أسوار الظلم مهما علت لن تقف في طريق إرادة الشرفاء السودان لكل السودانيين Sudan for all the Sudanese
(عدل بواسطة sultan on 03-20-2012, 00:24 AM) (عدل بواسطة sultan on 03-20-2012, 00:25 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة