|
هترشات مراقب سياسي - يوسف صوصل
|
هترشات مراقب سياسي
في اواسط العقد الاخير من القرن العشرين لما احتدم الخناق على نظام الانقاذ من جهة الغرب و على راسه امريكا نتيجة لتحركات الحركة الشعبية لتحرير السودان مشفوعة بتامين و مباركة المعارضة في الشمال ، تحرك الافارقة بقيادة نيجريا لما اعلنت امريكا عزمها على تشكيل قوات للتدخل السريع لاعادة اية حكم ديمقراطي يقوضه انقلاب عسكري بمقتضى رعايتها للديمقراطية في العالم و حددت كينيا مهدا لهذا الوليد المرعب، سارع الافارقة لرفض المقترح الامريكي و تبنوا ان يؤفرقوا المقترح بتشكيل قوات افريقية للتدخل السريع لذات الغرض الامريكي فقط بنكهة افريقية . تقدم الافارقة عبر منظمة الايقاد بمبادرة الايقاد كمقترح لحل المشكل السوداني ، فالتدخل العسكري في السودان مباشرة ليس من الحكمة بمكان كما ان المشكل السوداني ليس مجرد انقلاب عسكري و انما قضايا متشابكة جمعت فيها المصيبة المصابين و بالتاكيد السودان ليست ليبريا .وجد الافارقة نفسهم امام وضع عصيب ، ضعف في الامكانيات و هشاشة في التشكيل و تباين في المراجع و فوق كل هذا و ذاك فمعظمهم انقلابيون فكيف يقومون بدور( الغلفاء و شايله موسها تطهر ؟ ) لجا الافارقة على نحو حيي الى الغرب بامريكته لتكوين ما عرف باصدقاء الايقاد . هزة هذه التحركات الغربية و الافريقية المجتمع السياسي السوداني ايما اهتزاز ، فبدا عرابوا الانقلاب العسكري يهرعون الى المناداة بالتحول من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية ، كما تربع اهل الشرعية المسلوبة يمرسون في اشنابهم فارشين اطرافهم ليمطر الطيران الغربي ذهبا و سلطة ، بل ذهبوا الى اكثر من ذلك فعاشوا الحلم و راحوا يقسمون الكيكة ، و كالعادة نسوا محنتهم و بداوا خلافاتهم في من يحق له ملا مقاعد المتامرين على الديمقراطية ؟ و 53 مقعد كثيرة على الحركة و شنو يعني قوى حديثة و ...الخ. مبادرة الايقاد يتلخص جوهرها في امرين لا ثالث لهما : ان تقبل الخرطوم بحكم علماني مبهم الاطر او ان تمنح الجنوب استقلاله فيما عرف بحق تقرير المصير . غسل المسلمون و العرب وجوههم صبيحة يوم المبادرة على ماء اسن ، فاي من البندين طعنا لهم في مقتل لان في موروثهم : العلمانية اقرار بالكفرانية و ايضا فصل الجنوب نقص للارض العربية و الاسلامية. سرت اشاعة ان العرب تحركوا للملمة الفتنة السودانية، كيف لا و هم الذين ورثوا من ابائهم الحكمة الشهيرة : بيدي لا بيد عمرو ، تقول الاشاعة ان العرب تحركوا بقيادة حكيم العرب وقتها : الشيخ زايد بن سلطان و رعاية المملكة العربية السعودية بمبادرة لجمع اطراف النزاع في السودان الى كلمة سواء تمير اهلهم و تحفظ ارضهم و يزدادوا خيرا وفيرا و ترفع عنهم سلطان من هم عنده في العداء سواء. ذهبت الاشاعة الى جمع الشتات في قالبين سياسيين كبيرين احدهما يجمع فسيفساء اليسار بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان و زعيمها ساعتئذ الدكتور جون قرنق دي مابيور ، اما الاخر فيكون مأوى لاشتات اليمين بقيادة الاسلاميين و من لف لفهم . سمت الاشاعة الرئيس عمر البشير لرئاسة الحكومة التي تنفذ ذلك المقترح و قرنق للخارجية و عبد العزيز خالد للدفاع و رئاسة الوزراء لاحد الحزبين الكبيرين و التجارة للاخر و يتنزل الامر حتى يشمل كل المواقع الادارية في قسمة تحفز الانتصار للمقترح. فرح كثيرممن يؤمنون بالسعي في ما ينفع الناس لذلك المسعى رغم انه اشاعة فحلم الجوعان عيش الا ان الاشاعة عادت لتقول : ان هذا الامر دبر بليل من وراء ظهر الشيخ فما كان من الشيخ الا ان اسكنه فسيح خيالاتنا و اودعه حيث استقر
|
|
|
|
|
|
|
|
|