وداعاً صديقي عبدالمجيد منصور، سقِتْ الغوادي مُقامكَ مِربعاً فمِربعا
سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الحي الذي له المُلك ذو الجبروت سبحان الله الذي يهبُ الأرواح ريحانها من نَفِس الملكوت سبحان الذي يمنحُ النَّفسَ حياتها و باطمئنانٍ يأخذها بالموت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله... فيا فالِق الحبّ والنّوى، ويا مُجري الرِّياح والقُوى، أنْ تجعل نَفْسَ فقيدنا، عبدالمجيد منصور، في برزخ الخلود، آمنةً مُطمئنة؛ وَ "يا أيّتُها النفسُ المُطمئنّة، إرجعي إلى ربِّك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جَنّتي" مضى عبدالمجيد منصور، إلى رحاب ربه يخبُّ الخطى غير وجلان، فما ينتظره بإذن الله، خيرٌ هو مكافأة عَمّا غرس من خيرٍ في دنيا التفاني، أعماله تُغريه بسرعة الرحيل، غير وجلٍ ولا مُرتاع، كهلٌ لمّا يرذل في العُمُر بعدُ، له في نفسِه حاجة، إن كان طول العُمُر خيار ، أو المقادير بالأيدي.. مضى وللناس في حياته حياة، يسكبُ من مِهَنيَّتِه بإخلاص، ويصبُ من خبراتِه بغيرإنكاس، يوغل في مسالك التآخي والصداقات الخَيِّرة.. لم ولن يكن الرحيل العجول، رغبة عند فقيدنا عبدالمجيد منصور، فقد كان من المُحِبِّين للحياة بأهلها، أنسامها اللِّطاف وعواصفها الزُّعاف، مطايبها القِراح وأشجانها العِجاف؛ مع ذلك فقد كان عبدالمجيد منصور، هوُ الواثق، العارف والعامل بالخيرات ، وأشهُدُ بما أعلم منذما يزيد عن رُبع قرن، وما أنا بالغيبِ من الحافظين، وغلبة ظنِّي أنّ المَثالة القارّة، لا تُزحزها الهوائل، بلـَ...ها الايّام تزيدها رُخاءاً وغبطة .. كان الفقيدُ يعرف أن الموتَ حَق، والحياة إلى رحيل، والجنان مؤيل العاملين في الدِّين والدنيا، إذا اجتمعا بالحُسنى.. كان، رَحِمه الله تعالى، الآمل في عفو ربّه، المسرور بعمله يجوّده، يُعامل مرؤوسيه بالعقل والقلب معا.. أميناً، كان في تأتِّيه للعمل، مشغوفٌ بالتجويد، ويعرف للأفراد والجماعات أقدارها، لا يُحطّها، بل يزيدُ في نمائها.. كانت حياته مليئةً باهتمام لآلِه وأنجاله، ومتينة بإكرام معارفه من الناس، والعمل الصالح يرفعُه بشراً سويا، لمَنْ يعرف أو يتعامل مع الناس، كانت أدانيه وأقاصيه في الحياة، أن يعمل لخير الناس طُرَّاً، ولم يأنِ عن فِعل الخيرات غير عاجز ولا مِهوان.. كان متواضعاً، لَبِقاً، جيّاشاً بالتعاطي الإنساني، سريع الانفعال بما يدهم أيّاً من معارفه من مصائب الدهر التي تنقضّ بغتة أو بتأنٍّ، يؤلمه ألم الناس، ويُسعده فَرَحُ ونجاحُ كائنٍ مَنْ كان، مديد النظرة المُتأمِّلة، عريض البَسمة المُتَهلِّلة، شفيف النّبرة مع علوِّ، هو فضلٌ من فضائله الكثيرات.. وله نبرةٌ مُمَيّزة تشوبها بَحّة الروماتيزم، تغلي مراجل صدره لُجّ التحاور الإخواني، فيستجمع قواه أن تخور، ولا يأبه بالاً كثيراً، كذلك كان يُعاني داء السُّكَّر، و لا يُجرِّمنّه شنآن سوء عاقبة، إنْ أحسّ تقصيراً في مَدِّ يد التواصل الإخواني، أن يغترف الغُرفة سُكّراً في يقين يُحيِّر الصامدين، حتى لا يفلتُ حبل مودّة أخوية، أو يكون مُنقَطَع الحديث عند ساحته الرّحبة، مهما طمح السُّكَّر أو تعالت نوبات الروماتيزم.. كان ميسور الرضا، عَصيَّ الاضِّغان، وإن اضَّغن لبُرهةٍ أكملها لآخرها، ثم عاد بقلبِ طفلٍ ووقار شيخ يُلهِب راحلته أن تعيد الرّواء.. مع بُشراه في التنافسَ الخَيِّر في بلوغ المناقب، فقد كان، من الرّعيل الذي لا تُبطره رفيعات المناصب الوظيفية، ولا تروعُه جِسام الحادثات الفُجائية؛ لم يكُنْ من المزهوِّين، مجبولٌ على التناصح، مُتأتٍ في بهيج الهوايات، الإخوانيات؛ وكان جماعُ أمرِه، أنّه نِعم الصاحب اليقظان، وخير الرفيق الملآن، يعيشُ دهره بالرِّضا المقسوم، لا تُبطره العلاوات، ولا تعصِفُ بأخلاقه المُكايدات، وعنده، كانَ، أنّ الناس إخوان أسوياء على الفطرة، والوطن إنسان، ولا رادٌّ لقضاء الواحد الدّيّان، والقدر مقدور، والحياة معبرٌ لأمثالِه مخبور ومأبور. رحمكَ الله العليُّ القدير، جلّ وعلا، يا فقيداً للجميع، وأثابك بقدرما كنتَ عليه من فضائل، وبقدرما بذلتَ من جمائل.. رحمك المولى عزّ وجلّ، بقدرما كنتَ ذاكر لربّك، أميناً لسِربك، قوياً في دربك السوداني الهلالي المرِّيخي المِصرَفي الإداري في أعلى مراقيه.. كان آخر لقائي بك، أخريات الثمانينات، وكنتَ مدير فرع البنك بشارع القصر، وأنا واحد من موظِّفي إدارة الاستثمار، حيثُ ودّعتك، قبل أن أترك المؤسسة مُغاضباً، لأسعى في ناحية أخرى.. تباعدت بيننا المسافات، والأسفار، وإن أنسَ لا أنسى، سعيُك لإعادة توظيفي بالبنك، برغم أنني من حُماة نقابة المصارف، حينها.. اللهم ارحم عبدالمجيد منصور، وأجزل له العطاء، تقبّله ربِّي عندك أحسن القبول، اللهم أجزل له الرحمة، وتغمّده باللّطف، واجعل اللهمّ البركة في ذُرِّيتِه وآل بيته جميعاً، وكل معارفه بالخرطوم وشندي وحيثما مكانٍ حَطَت به فيه المقادير، وألهمهم ربي، جميعاً، حُسن الدّعاء له بخير القبول عند مليكِ مُقتَدِر، وألزمهم ربي، الصبر وحُسن العزاء، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .. العزاء الحار، لكَ أخي حيدرJini العزاء لأصدقائي وزملائي المِصرَفيين قديماً وحديثا، وهمُ أصدقاء الفقيد عبدالمجيد المنصور، بل جُزء من صداقاته المديدة في كل النجوع والمدائن التي حَلّ بها، أخصُّ منهم: المغيرة فداسي الحليماب، وداعة الكريدة، فخري الشعبية، حسن يوسف امتداد ناصر، حسين مبارك السجانة، ناجي أب روف،أسعد الرِّيفي المزاد، محمد عبدالمنعم"فوكس" أركويت، صلاح النصري ، علي الخضر المحيريبا، أحمد خلف الله أمدرمان، الشاذلي أمدمان، كليتون أم درمان، أحمد الأموي المتمّة، السماني امتداد ناصر، الحويج، فقيري، عبدالرحمن رُفاعة، محمد حسين حلة كوكو، عبداللطيف البشاقرة، السر قندتو، سمير محمد عثمان الثورة الحارة2، محمد عبدالرازق سنار، صلاح المهدي، عبدالكريم، محمد أحمد العيلفون، كمال الياس أمدرمان ولكل الزملاء، والزميلة آمال. الحُزن يُقلِقُ والتجمُّل يردَعُ ,,, والدّمعُ بينهما عَصيٌّ طيُّعُ يتنازعان دموع مُسَهَّدٍ هذا ،،، يجيئ بها وهذا يُرجِـــعُ إنِّي لأجبُنُ عند فِراق أحبَّتي ،،، وتحسُّ نفسي بالحِمام فأشجَعُ تصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ،،، عمّا مضى فيها وما يُتَوَقَّعُ ولِمَنْ يُغالِطُ في الحقائقُ نفسه ,, ويسومها طلبَ المِحالَ فتطمعُ أين الذي الهَرَمان من بُنيانِه؟.. ما قومُه؟ ما يومُه؟ مالمصرعُ؟ تتخلَّف الآثار عن أصحابها هوناً,, ويدركُها الفَـناءُ فـَـتـتـبَعُ وداعاً، صديقي عبدالمجيد منصور، سَقِتْ الغوادي مُقامكَ مِربعاً فمِربعـا...

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]