|
الموضوع أكبر من بترول و خطوط أنابيب؟!!
|
ما يحدث بين السودان وجنوبه، بعد انفصال الأخير، من أغرب الأشياء التي يصعب فهمها على كل سوداني، بل يصعب فهمه حتى للأجانب عرباً وأفارقة..الخ. فماذا كان يفعل الجميع بنيفاشا التي استغرقت قرابة العام!! يذكرني هذا بحالة الطلاق بين زوجين لم تستطع الأجاويد تجنيبهما الوقوع في أبغض الحلال. بل هنالك من يقوم بتحريض كل جانب بعد الطلاق على (عدم المرونة) في حضانة الأطفال، النفقة، علاج الأطفال، توزيع الممتلكات..الخ. لو ترك (أصحاب الشأن) بمفردهما لحل أمورهما المعلقة لتوصلا لحلول سهلة وعملية لكل تفاصيل ما بعد الطلاق، وسيتبعون كل (التصرفات الحضارية) للوصول لحلول ترضي الطرفين. بل أكثر من ذلك، قد يكتشفان أثناء حوارهما هذا أن طلاقهما كان (خطوة غبية وخطأ لا يغتفر). لا توجد أسباب جوهرية لطلاقهما، فيعودان زوجين مرة أخرى ويسعد الجميع بعد طول خصام مع تعلم درس بليغ لكل منهما. هنالك حقائق لا يمكن لأي سوداني (شمالي أو جنوبي) أن ينكرها وهي: أولا: كنا دولة واحدة منذ آلاف السنين، وبأشكال حكم مختلفة ومتعددة. تعامل أجدادنا طوال تلك الفترات بحكمة يحسدون عليها، والدليل على ذلك استمرارنا معاً حتى العام الماضي كدولة واحدة حتى تدخل الشيطان (سوداني وأجنبي) بيننا وتسبب في حالة الطلاق الحالية (الرجعية) إن شاء الله. ثانياً: الحدود بين الدولتين (أكثر من 2000 كم) لن يستطيع أي منهما حمايتها عسكرياً ولو بنسبة 5% فقط. حمايتها تتم عبر حسن النوايا فقط والبروتوكولات واحترام الآخر والمواثيق الدولية. ثالثا: لا يوجد في الكرة الأرضية شعب أقرب لشعوب جنوب السودان من شعوب وقبائل الشمال، والعكس صحيح. لا نقبل نحن لهم الأذى والضرر، ولا أظنهم يقبلونه لنا. فالجغرافيا والسياسة لن تمنع التواصل النفسي بين البشر الذين أكلوا من طبق واحد وشربوا من زير واحد. رابعاً: هنالك أكثر من 100 قبيلة بين جانبي الحدود تعتمد كل منها على الأخرى في الكثير من متطلباتها واحتياجاتها اليومية، بل في بقائها. كل قبيلة تقوم بحماية الأخرى والدفاع عنها في الحروب القبلية منذ مئات السنين. خامسا: الآلاف من الشماليين دافعوا عن حدود السودان الجنوبية واستشهدوا كجنود بجيش السودان وينطبق ذات الشيء على أبناء الجنوب بالجيش السوداني. كان كلهم يؤمن بسودان موحد، ويعيشون في ثكنة واحدة، ويأكلون من ذات الطعام، ويشربون من زمزميه واحدة
|
|
|
|
|
|