د. أبو بكر شداد (عضو المنبر) في حوار هام مع صحيفة الرأي العام

Quote: د. أبو بكر شداد نائب رئيس الجمعية السودانية بالمملكة المتحدة وإيرلندا لـ (الرأي العام): بُشرى لمرضى الهيموفيليا .. مكتبة طبية إلكترونية بالسودان بتكلفة عشرة آلاف يورو الأطباء السودانيون ببريطانيا وايرلندا وغيرها من الدول الأوروبية والعربية يحملون هموم المرضى السودانيين داخل الوطن، ويحاولون تقديم العون لهم في شتى المجالات الطبية، سواء بالقوافل العلاجية، أو الأجهزة، أو التدريب.. من خلال هذا الحوار نلتقى بالدكتور «أبو بكر شداد» اختصاصي امراض الجهاز الهضمي بايرلندا، نائب رئيس «الجمعية الطبية السودانية بالمملكة المتحدة وايرلندا»، لتسليط الضوء على هذه الجمعية «الفاعلة»، والمشاريع الطبية والصحية، والعلمية، الكبرى والمهمة التي تخطط لتنفيذها بالسودان، وفي مقدمتها مشروع ضخم سيقدم خدمات طبية وعلاجية ويحمل البشرى للآلاف من مرضى الهيموفيليا داخل الوطن الذين يكتوون حالياً بالأسعار الفاحشة للدواء الخاص بهم (الفاكتر).. دين مستحق * نريد التعرف أولاً على الدكتور «ابو بكر شداد» القادم من ايرلندا؟ - بطاقتي الشخصية ليس فيها ما يثير الاهتمام، انا طبيب سوداني، وأعمل محاضرا بقسم الطب الباطني بالجامعة الوطنية الايرلندية، متخصص في أمراض الجهاز الهضمي وكعادة كثير من السودانيين فإني اعتقد ان من يحقق بعض جوانب النجاح لا يمكن ان تكتمل سعادته إلا إذا حاول جهده ان يعطي شيئاً، وان كان قليلاً، لهذا البلد العظيم، لذا تجدني وكل زملائي في الجمعية الطبية نحاول ان نقدم القليل من الجهد الطوعي، وهو في حقيقة الأمر «يد سلفت، ودين مستحق».. تشرفت ان أكون أحد المؤسسين للجمعية الطبية السودانية بالمملكة المتحدة وايرلندا، العام 2009م، وأشغل منصب نائب الرئيس لهذه الدورة، وللأسف لا أملك ضمانات الإستمرار في موقعي للدورة القادمة، حتى لو كان ادائي جيداً.. * لماذا؟ - لأننا توافقنا على تبادل المواقع، وقد ضرب المثل في هذا الدكتور «فيصل محيميد» أول رئيس للجمعية، والذي أصر على عدم الإستمرار في الرئاسة للدورة الجديدة رغم النجاحات الكببرة التي حققها، من حسن التوفيق ان يجئ بعده الدكتور «ماهر حمد» رئيساً للدورة الحالية، وكلا الرجلين يضيق المقام عن ذكر فضائلهما وتفانيهما في العمل الطوعي في الحقل الصحي.. إنسجام وتناغم * ما الهدف من تكوين الجمعية الطبية السودانية بالمملكة المتحدة وايرلندا؟ - الجمعية الطبية أنشئت لتمثل تجمعا مهنيا وأكاديميا لكل العاملين بالحقل الصحي من اطباء وكوادر تمريض، وصيادلة، وأطباء أسنان واختصاصيين والمهن الطبية المصاحبة، مثل طب المعامل، والأشعة، والعلاج الطبيعي، وإدارة المستشفيات، وغيرها، تكوين الجمعية جاء لايماننا العميق بأن العمل الطبي الجيد هو جهد متكامل لمجموعة عمل، ولا يتوقف على مهارة الطبيب أو الجراح، بل على مهارة وإنسجام وتناغم المجموعة كلها، وركزت الجمعية على قضية التدريب ورفع الكفاءة عبر العمل على إنشاء شراكات ذكية بين المؤسسات التعليمية والمراكز العلاجية المتقدمة في بريطانيا وايرلندا ومثيلاتها في السودان، بهدف تبادل الخبرات، ونقل التقنية الحديثة للسودان في مجالات التدريب والممارسة. تأكيد الجودة * هل مؤتمر الجمعية الذي إنعقد مؤخراً بالخرطوم حقق جانب نقل التقنية وتبادل الخبرات؟ - مؤتمر الجمعية الأخير بالخرطوم كان أكثر من ناجح، وكان فرصة طيبة أن نلتقي بزملائنا.. وأساتذتنا من قادة العمل الصحي والتعليم الطبي والصحي بالسودان، وان يتم تبادل الأفكار حول سبل تطوير الأداء في كثير من المحاور.. وسعدنا بمشاركة شركاء النجاح في هذا المؤتمر، من وزارة الصحة الإتحادية، ومركز التطوير الطبي المستمر، وجهاز تنظيم شئون العاملين بالخارج، والمجلس القومي للتخصصات الطبية، واتحاد اطباء السودان. وما أثرى المؤتمر استضافته لنخبة مميزة من الخبراء من بريطانيا وايرلندا، والذين شاركوا في النقاش في عدة محاور، أبرزها محور قضية الجودة، وتأكيد الجودة في الخدمات الصحية، وقد كان هذا شعار المؤتمر، قضية الجودة بمفهومها الكبير والذي يحوي العديد من العناصر والجوانب التي تؤدي حين تكاملها إلى خدمة صحية مميزة، كما سبقتنا إلى ذلك دول عدة.. أيضاً صاحب المؤتمر دورات تدريبية للاطباء الشباب، وورش عمل متعددة بواسطة الخبراء لمديري المستشفيات، واختصاصيي العلاج الطبيعي واختصاصيي أمراض الدم. مرض الهيموفيليا *مرضى الهيموفيليا في السودان يعانون معاناة قاسية بسبب ارتفاع سعر الدواء الخاص بإيقاف النزيف الدموي، إذ وصل سعر الفتيل الواحد بهيئة الإمدادات الطبية إلى «600» جنيه . * وهل لديكم آلية لإزالة هذه المعاناة عن مرضى الهيموفيليا، خاصة أن معظم المرضى في السودان اطفال، من الشرائح الفقيرة؟ - أعرف اهتمامك الشخصي، وكذلك اهتمام «الرأي العام» بهذه الشريحة من المرضى، وقد لمست هذا حين لقائي برئيس التحرير الاستاذ كمال حسن بخيت، ولكن أقول ان لدينا في الجمعية مشروعاً سوف يخفف كثيراً من معاناة مرضى الهيموفيليا في السودان، وقد نال المشروع قدراً كبيراً من الاهتمام، ونرجو ان نرى عملاً جيداً في القريب العاجل لصالح مرضى الهيموفيليا، والمشروع تحت إشراف الدكتور إيهاب الحميدي والدكتور بابكر مصطفى.. في المكتب التنفيذي للجمعية. المكتبة الطبية الإلكترونية *نعلم أن الجمعية تبنت فكرة تأسيس المكتبة الطبية الإلكترونية.. أين وصلت هذه الفكرة؟ - مشروع «المكتبة الطبية الإلكترونية» يهدف لتوفير المصادر التعليمية الحديثة في كافة العلوم الصحية، من كتب، ودوريات للطلاب والدارسين، والمتدربين في السودان، وهو مشروع كبير وطموح يهدف إلى توفير مصادر العلم الحديث في العلوم الصحية لكل طالب في السودان، لذا فالمشروع مهم ويحتاج لتكاتف الجهود من كل الجهات. * كم تبلغ تكاليف المكتبة الطبية الإلكترونية؟ - نحن في الجمعية الطبية ملتزمون بتنفيذ المرحلة الأولى بتكلفة «عشرة» آلاف يورو وذلك من موارد الجمعية الذاتية، ومن مساهمات الأطباء السودانيين ببريطانيا وايرلندا عبر تبني فكرة رعاية الملف المكتبي، وهي متاحة لكل الراغبين في المساهمة في هذا المشروع الوطني المهم، ولكن، لكي تصل فائدة المشروع لكل طالب ودارس في السودان، فإننا نحتاج لجهد أكبر من جهات عديدة.. لقد طلب مني في الجمعية الإشراف على هذا المشروع، وأنا متفائل كثيراً من النجاح، خاصة بعد لقاءاتي المتعددة مع المسئولين في وزارة الصحة، ومركز التطوير الطبي المستمر، وأكاديمية العلوم الصحية، وكذلك لقاءاتنا باساتذتنا في مجلس التخصصات الطبية، والجمعية الطبية السودانية، وقد أبدت كل هذه الجهات رغبة في تطوير هذا المشروع، كما أبدى الدكتور «كرار التهامي».. الأمين العام لتنظيم شئون العاملين بالخارج، رغبة الجهاز في العمل مع الجمعية حتى تتحقق أهداف المشروع الطموحة.. وندعو عبر هذه السانحة كل المؤسسات السودانية الانضمام لهذا الجهد.. وأشير هنا انه تم انشاء المكتبة كموقع تعليمي ايرلندي، ولكن خدماتها ستكون متاحة للدارسين من داخل السودان، وذلك لمحاولة تجاوز الحصار العلمي والتقني المفروض من قبل امريكا على الشعب السوداني، هكذا نرى الأمور، وهكذا تسمى الأشياء باسمائها، والذي لا يمكن فهمه لنا كمهنيين، غير سياسيين: كيف يشمل هذا الحصار الأدوية والأجهزة الطبية، وحتى مصادر التعليم الطبي الحديث، ولكن يبدو أن المرجو من الحصار هو كسر عظم السودان ،وذلك بتجاهل أبسط حقوق الانسان التي تعارفت عليها المجتمعات الحديثة.. عموماً نقول ان اصدقاء السودان كُثر، وان العالم يدخل بالبدائل، وان عظم السودان عصىُ على الكسر، ولن ينكسر.. إشكالية تقنية * الجامعات السودانية، خاصة كليات الطب، تفتقد لنظام الربط الداخلي بواسط طلبة الانترنت.. هل ستعالج المكتبة الطبية الإلكترونية هذه الإشكالية؟ - هذا صحيح، فلا بد ان أشير هنا لواحدة من المشاكل التقنية، المتمثلة في ان أغلب الجامعات السودانية ليس بها نظام ربط داخلي بواسطة الأنترنت «انترانت»، ونتوقع ان يسهم مشروع المكتبة الطبية الإلكترونية في تنشيط هذا الاتجاه المهم، كما نتوقع ان تقوم شركات الاتصالات بدور في هذا الجهد الوطني المهم.