الكل يعرف عن تحدي حكومة جمهورية السودان للعدالة الدولية المتمثلة في المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت أوامر القبض ضد كل من الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير، احمد محمد هارون وعلي محمد عبدا لرحمن (علي كوشيب) وقريبا ضد وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين لارتكابهم الإبادة الجماعية في دار فور. إذا كان الاعتراف بحقوق الإنسان وإنهاء الإفلات من العقاب هو الهدف السامي الأساسي من تدخل جامعة الدول العربية للتحقيق حول العنف في سوريا، فان ذلك الهدف لن يتحقق لان الجامعة العربية أوكلت الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي، المسئول عن إنشاء مليشيات الجنجويد في السودان التي لا تزال تقوم بعمليات التطهير العرقي في دار فور، جنوب كر دفان وفي النيل الأزرق. هل يتوقع من الدابي أو الجامعة العربية أن تتخذ إي إجراءات قانونية ضد مرتكبي الجرائم في سوريا؟ كلا! لان الجامعة العربية لا تمتلك السلطة أو الآليات المطلوبة لملاحقة المجرمين وأيضا لان معظم الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية وخاصة الدول المؤثرة مثل السعودية، مصر وقطر تقف هي الأخرى ضد تنفيذ العدالة ضد مرتكبي الإبادة الجماعية في دار فور ووقفوا مع الرئيس السوداني عمر البشير ضد الشعب السوداني والمحكمة بتقديم الدعم المادي والمعنوي له ودعوته للسفر رغم انه مطلوب للعدالة لارتكابه التطهير العرقي ضد الفور والمسا ليت والزغاوة والقبائل الأفقية الأخرى. إن الأنظمة الهالكة في كل من مصر، ليبيا، العراق وسوريا هي التي دعمت حكومة السودان لارتكاب التطهير العرقي في دار فور، حيث قدمت له المعونات العسكرية ووقفت ضد جهود المجتمع الدولي لوقف الإبادة الجماعية في دار فور ومحاكمة المجرمين. لذلك على الشعب السوري الإسراع في طلب المساعدة من المجتمع الدولي لتدخل مجلس الأمن من اجل وقف إراقة الدماء ولتوفير الحماية للمدنيين، مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة المحايدة والكفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار لأنها تملك الإرادة والآلية الضرورية لتحقيق السلام والأمن الدوليين. وعلى جامعة الدول العربية أن تنئ عن التدخل في سوريا والسودان أو إي بلد آخر لأنها غير مؤهلة وغير محايدة للقيام بأي دور إقليمي أو دولي. رغم تهالك الأنظمة الدكتاتورية إلا أن بعض فلولها مازالت تتمتع بنفوذ واسعة في تلك الدول وفي الجامعة العربية. إن الجامعة العربية مثلها مثل الإتحاد الأفريقي الفاسد الذي يرفض اعتقال مرتكبي جرائم الحرب و الإبادة بحجة أن عمر البشير يتمتع بحصانة وهذا تكريس للرئيس عمر البشير من قبل الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية التي تطالب البشير بالبقاء في السلطة لتجنب الاعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية. فليعلم المسئولين في جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي بأنه لا يمكنهم حماية المجرمين إلى الأبد وان المساءلة القانونية ستطال كل المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وان المجرمين سيواجهون العدالة طال الزمن أم قصر، العدالة طالت مجرمي الحرب والإبادة العرقية في يوغسلافيا السابقة حيث تم القبض على المتهمين بعد ثمانية عشر عاما من الهروب من العدالة. إن مصير الطغاة هو مواجهة العدالة أو القتل كما قتل العقيد معمر القذافي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة