|
الضرب بالنعال
|
عتب علينا خبير اعلاميّ وامنيّ , اهتمامنا الزائد بزيارة وفد دولة جنوب السودان بقيادة باقان اموم للخرطوم بتكليف من رئيس الدولة هناك الفريق سلفاكير ولتوجيه دعوة لقمة جوبا المثيرة للجدل , لنظيره هنا المشير عمر حسن احمد البشير , لعقد جولة مباحثات مع الوفد الحكومي عقب التوقيع علي اتفاقية اديس الاطارية بذات بهاء وألق اطارية اديس الاولي التي تراجع عنها د. نافع وليته لم يفعل وقد كانت تلك الاتفاقية حسبه وان لم يفعل قبلها وبعدها شيئا , ذلك ان حرب الجنوب الجديد , ما كانت لتندلع , لو ان اطارية اديس الاولي لم يتم التراجع عنها وعوضا عن ذلك تمت مراجعتها , وهذا ما نرجوه ونأمله لاطارية اديس الثانية المهددة بان تكون كالعصف المأكول وابابيل رفضها طير يحلق باجنحة انفصالية , ربما تري في جبال النوبة , رؤية هي ذاتها التي تعاملت بها مع الجنوب (القديم )
واهتمامنا بهذه الزيارة لم يأت من فراغ , وتاريخ جديد للسودان قبل الانفصال وبعده سيكتب خاصة ان نفذ رئيس الجمهورية هنا وعده وسافر الي جوبا رغم مخاوف قيادات بالوطني واخرين بالحركة الاسلامية من اقدام جوبا علي فعلة ( نكراء) باعتقال البشير وتسليمه لقمة سائغة للمحكمة الجنائية الدولية هو الاحتمال الذي تنفيه موضوعية الاحداث وتطوراتها , وغير الخائفين من (المصير) المجهول لهذه الزيارة , فان (عنصريين) اخرين يعتبرون دعوة البشير لـ(جوبا) قلة ادب جنوبية , ذلك ان سلفاكير من عليه تجشم عبء ومشقة القدوم للخرطوم لانه الصغير , انها ذات الرؤية القديمة التي ( حضت) الجنوبيين علي الانفصال وامتدادها حث لهم علي اقامة دولتهم علي كراهية الشمال المهدد في هذه الحالة بالخسران المبين والحكاية اكبر من قصة حب وكراهية , هي مصالح مشتركة كان بليغا باقان عندما قال من داخل منزل الاستاذ جمال الوالي , بانها في حال اصبحت متضاربة علينا النظر لجعلها مشتركة وان استحال الامر , فليحقق كل طرف مصلحته دون اضرار بالاخر . ?{? والتغطية الواسعة لـ (اخبار اليوم) لاستضافة الاستاذ جمال الوالي لوفد دولة الجنوب وسط حضور رسمي واجتماعي واعلامي كبير , هي التي حدت بذاك الخبير للنقد , بحسبان ان التغطية بتلك الكيفية , منحت الجنوبيين ممثلين في اعضاء وفد التفاوض حجما اكبر من حجمهم واهتماما لا يليق البتة جراء اقوالهم وافعالهم وعدم اكتراثهم باصداء زيارة وفدهم للخرطوم وقد اقتصرها تلفزيونهم حديث الولادة علي خبر مقتضب حول وصول الوفد وتسليمه رسالة من سلفاكير للبشير كما حدثنا الخبير المتابع والناشد للعدالة في المعاملة ولو بفقه المساواة في الظلم عدالة , والي اكثر من ذلك مضي الخبير , محللا لشخصية الجنوبي وقد عايشها عن قرب معايشة فضحت له ان الطريقة المثلي لمعاملة هؤلاء القوم لا بد ان تكون بالمثل وتوجيه ضربتهم ضربتين , فهم لا يقدرون بل لا يفهمون لغة الرقي الانساني والتعامل الحضاري , انهم يفهمون بفظ القول وربما الفعل ولذا فن في مطايبتهم اعلاء لكعبهم ورفع لهم فوق رؤوس حق ان يكونوا تحت نعال اصحابها , هي رؤيته التي رددت عليها بما افهمه رد الفعل الامثل ?{? رددت عليه , ان التعامل بالمثل مع دولة لا زالت في مهد النضج السياسي شافعة ويافعة لا يجوز من دولة في التاريخ ضاربة ولها حضارة سامقة ورؤية مستقبلية واعدة , ويقتضي الحال ان نعمل في السودان الجار الشمال لدولة جنوب السودان بمفهوم اننا الكبار ولكن ليس في المقام انما في فن التعامل في ادارة الدولة التي لا تقبل شخصنة القضايا والتعامل بردود الفعل غض النظر عن سلبيتها , ففي اهتمامنا الاعلامي الرسمي (المفقود) بزيارة الوفد الجنوبي , رسالة للاعلام هناك خاصة التلفزيون الرسمي ليرتفع لمستوي الحدث , واغلب الظن ان عدم ارتفاع اعلامهم لمستوي الاحداث خاصة في ما يتعلق بالجوار مع اهل الشمال غير النضج الذي يحتاج وقتا , مرده الامكانات ومعلوم علو كلفة الرسالة الاعلامية في عصرنا الراهن , ولئن افترضنا ان تلفزيونهم واعلامهم عامة اهمل اصداء زيارة وفدهم للخرطوم نكاية فينا , فان في عدم مجاراتنا الرسالة الكبري التي تفيدهم في مقبل ايامهم ?{? فرؤيتي التي جادلت بها الخبير , دعوة للكل في السودان للتعامل مع دولة جنوب السودان علي انها الاصغر حتي تكبر وتقوم علي سوق قوية وتعرف مدي اهمية الجوار الحسن , والاشارات الملتقطة من نشاط الوفد الجنوبي بالخرطوم , تدل علي ان بلوغهم لمرحلة النضج لن تطول , وحسبنا رؤيتهم الجديدة للتفاوض وقد بادروا بتوحيد لغة التفاوض لمواجهة المشاكل ومخاطبتها عوضاً عن الانقسام لوفدين بدلا من ان يتفاوضوا يتواجهوا (والكاسب) هي المشاكل , فرؤية كهذه تدل علي تقدم ووعي في التعامل مع الشأن العام لما فيها من نبذ للكراهية ودعوة كذلك للتعامل بعيدا عن نظرية الخداع , ولا نحسبن ان الدولة الجنوبية قاصرة الفهم للدرجة التي تخطط فيها لاستدراج رئيس الدولة الجارة الاكبر لاعتقاله، وكما اسلفت باستفاضة قبل ايام في ذات هذه المساحة حول هذه الحدوتة فان القيامة ستقوم وكما ان تاريخا جديدا كما يقول (الفوال) سيكتب بعد الزيارة المزمعة لجوبا. ?{? واهدف من نقل تفاصيل ما دار من حوار خاطف بيني وذاك الخبير من محل السر لان مقامه الجهر لاشراك الاخرين كافة في ما تبقى من قضايا الحوار والتفاوض مع دولة جنوب السودان، اشتراكا يتجاوز الماضي بالكشف حتى عن النوايا ولو كانت سيئة، فالعبء الآن يقع على بضعة (افراد) للقيام بمهمة التفاوض انابة عن السودانيين دون تفويض (كامل) من جانبهم، وهنا تحضرني مقتطفات من حديث الراحل قرنق برر به قصر التفاوض لتوقيع السلام بين حركته والمؤتمر الوطني، فقد برر انه من (الصعوبة بمكان جمع كل ابناء الشعب السوداني في غرفة واحدة ليتفاضوا، فانهم في هذه الوضعية سيتشاكلوا،) ولا نعتقد ان هنالك من يخالف القول بصعوبة تحول الكل لمفاوضين مباشرين، ولكن ليس هنالك خلاف على سهولة اشراك الكل بصورة غير مباشرة بالتناول الاعلامي الذي يتجاوز التعامل بالمثل خاصة ان كان الحال كحالنا دولتين احداهما منتهي العراقة والاخرى منتهى الحداثة. وبالله التوفيق
|
|
|
|
|
|