|
Re: الدم العربي والدم الزنجي ومكيالان للإعلام العربي .... وشكرا كلوني (Re: حامد بدوي بشير)
|
من الواضح لكل ذي عينين ان الفضاء السياسي - الاعلامي العربي، يتواطأ بكلياته مع السلطة الحاكمة في السودان. يتواطأ قصدا وبغير قصد.
يتمثل التواطؤ القصدي في صمت الجزيرة والعربية عن المجازر التي تدور في جنوب كرفان.
ويتمثل التواطؤ غير القصدي في حالة الفوضى والضبابية التي تسمح لسلطة الخرطوم بتمرير مشاريعها الاجرامية.
والفضاء السياسي - الاعلامي العربي اليوم تقوده دولة توتي، عفوا، دولة قطر، كما أنه لا يزال لمصر فيه نفوذ.
دولة قطر تحاول ان تسوق الإخوان المسلمين عالميا، كقوة سياسية معتدلة. كما تحاول في نفس الوقت الاحتفاظ بعلاقة صداقة قوية مع الغرب (أمريكا - أوربا) ومع إسرائيل ومع حماس (كإسلاميين) ومع الأخوان المسلمين، كما تحاول أن تلبس ثوب القوة الإقليمية الكبرى، فتبدو كالطفل حين يصر على انتعال حذا والده.
ومصر تشهد فورة سياسية، هي حتما مؤقته، لجماعة الاخوان المسلمين، وسط فوضى سياسية عامة تحتاج وقتا ليس بالقليل لتصفو.
هذه مياه عكرة كثيرة وشديدة العكورة.
وفي مثل هذه الأجواء تنمو الطحالب السامة والأعشاب الضارة والجراثيم المسببة للأمراض. وفي هذه الأجواء تعيش سلطة الانقاذ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدم العربي والدم الزنجي ومكيالان للإعلام العربي .... وشكرا كلوني (Re: البحيراوي)
|
الأخ البحيراوي،
شكرا على المرور،
شئنا أم ابينا، نحن نعيش ضمن الفضاء السياسي والاعلامي العربي.
وهذا الاعلام يصنفنا عربا حين يريد، ويتجاهل ذلك حين يشاء.
وللحق، فقد اعجبني اصطفاف الإعلام العربي الرئيسي مع الشعوب وضد الدكتاتوريات. مع حقوق الإنسان والديموقراطية، وضد المجازر التي ترتكب بحق الشعوب.
لكن في نفس الوقت، قاظني التواطؤ الاعلامي مع الدكتاتورية السودانية وغض الطرف عن مجازرها بحق الإنسان السوداني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدم العربي والدم الزنجي ومكيالان للإعلام العربي .... وشكرا كلوني (Re: البحيراوي)
|
شكرا الأخ بحيراوي،
أحد الظرفاء كتب:
إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد من أن تستجيب قطر
قال هذا لأن قطر هي التي تصدت للقذافي وهي التي تتصدى الآن للأسد.
لكن قطر نفسها قد لزمت الصمت تجاه مبارك، وهي تكرس كل أموالها للحفاظ على كرسي البشير.
والأمر كله مربك ولا يمكن فهمه ضمن سياق السياسة الدولية في الوقت الراهن.
فإذا قلنا أنها صمتت تجاه مبارك لأن أمريكا لم تعط الضوء الأخضر كما في حالة القذافي والأسد،
فماذا عن البشير الذي تتمنى أمريكا ذهابه اليوم وقبل غد؟؟
لا.
للأمر سياق آخر ومدخل آخر للمقاربة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدم العربي والدم الزنجي ومكيالان للإعلام العربي .... وشكرا كلوني (Re: حامد بدوي بشير)
|
نعم،
للأمر سياق آخر ومدخل آخر للمقاربة.
الحرب الباردة كانت هي الحرب العالمية الثالثة.
وهذه الحرب انتهت مثل سابقتيها، بانتصار الديموقراطية واندحار دولة الحزب الواحد.
غير أن المنتصرين في الحرب الباردة قد ارتكبوا جريمة (غل) مغانم الحرب.
ولشرح هذه الفكرة نعود ونقول:
إن الحرب ليس كلها شر. في الحروب فوائد للبشرية أيضا.
على سبيل المثال، لا الحصر:
- الحروب هي محفزات الابتكارات. والكثير من الابتكارات التي تنعم بها البشرية اليوم، كان المحفز الرئيسي لها هو الحرب. (الطائرات، الاتصالات، علوم الفضاء، تقدم الطب، حتى هذا الانترنت كان من مخلفات الحرب الباردة).
- كان من الغنائم التي عادت على البشرية من الحرب العالمية الأولى: عصبة الأمم - معاهدات جنيف لصالح الاسرى والمدنيين أثتاء الحروب - الصليب الأحمر ... الخ.
وكان من الغنائم التي عادت على البشرية من الحرب العالمية الثانية: منظمة الأمم المتحدة - حق الشعوب في تقرير مصيرها - لجنة تصفية الاستعمار ...الخ.
أما الحرب العالمية الثالثة (الحرب البارد)، فإن المنتصرين قد غلوا الغنائم ولم يتغير شيء في حياة البشرية.
أي أنه لم يتشكل (نظام عالمي جديد) رغم تكرار ذلك على لسان قادة الغرب ووسائل الاعلام الغربية.
وهنا مشكلة كبيرة خلقت الكثير من الفجوات و(الفقاعات التاريخية). نظام عالمي قديم في فضاء إنساني جديد. الخمر الجديدة في الأواني القديم ... فعل أبناء الأفاعي
(وسنواصل شرح الفكرة)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدم العربي والدم الزنجي ومكيالان للإعلام العربي .... وشكرا كلوني (Re: حامد بدوي بشير)
|
من المنطقي المفترض، بعد انتهاء الحرب العالمية الثالثة (الحرب الباردة) واندحار دولة الحزب الواحد وانتصار الديموقراطية وتحرر شعوب أوربا الشرقية، أن تستمتع البشرية بغنائم تلك الحرب التي طالما أرهقتها وأسالت دماءها، إذ كانت الحرب الباردة، في معظمها، حروبا بالوكالة دفعت ثمنها الشعوب المستضعفة والتابعة لهذا المعسكر أو ذاك.
على سبيل المثال لا الحصر،
كان المفترض المنطقي أن يتم إصلاح منظمة الأمم المتحدة بجعلها أكثر ديموقراطية بعد هزيمة أعداء الديموقراطية، قيلغى حق الفيتو الموروث من غنائم الحرب العالمية الثانية.
كان المفترض المنطقي أن تصفى كل الدكتاتوريات وأن تكون لذلك لجنة مثل لجنة تصفية الاستعمار التي كانت من عنائم الحرب العالمية الثانية.
غير أن شيئا من ذلك لم يحدث. فقد كانت أمريكا المنتصرة في الحرب العالمية الثالثة، بقيادة المحافظين الجدد، لا تؤمن بالديموقراطية خارج حدود الولايات المتحدة. ومعسكر اعتقال قوانتنامو غير مثال يجسد ذلك. فالمعسكر خارج حدود الولايات المتحدة، فلا حقوق إنسان ولا ديموقراطية هناك. وهذا يعني أن أمريكا رأت أنها ستسفيد من عدم وجود الديموقراطية خارج حدودها. ولهذا دعمت الكثير من الأنظمة الدكتاتورية مثل نظام مبارك.
وهذا ما أسميناه غلا لغنائم الحرب العالمية الثالثة. فقد استاثرت أمم بعينها بغائم تلك الحرب.
لهذا وجدت الدكتاتورية جيبا مهملا لتذدهر فيه رغم السقوط المدوي لدولة الحزب الواحد.
ولسؤ الحظ، كان أحد تلك الجيوب، جمهورية السودان حيث ازدهرت الدكتاتورية ودولة الحزب الواحد في عصر الديموقراطية وانعتاق الشعوب.
غير أن الأوضاع لم تستقر على الصفة التي أرادها واضعوا الخمر الجديدة في الأواني القديمة.
فقد بدأت الشعوب تنتفض، وشهدنا الثورات الملونة، في أوربا الشرقية وآسيا ومؤخرا في العالم العربي.
وهنا نعود إلى حيث بدأنا، ونقدم تفسيرا لموقف قطر المتناقض تجاه ليبيا وسوريا من جهة وتجاه السودان من الجهة الأخرى. هناك تقود النضال ضد الدكتاتورية وهنا تعمل عامل إطفاء للحرائق حتى لا تنهار الدكتاتورية.... تبكي على الدم العربي الغالي، وتتجاهل الدم الزنجي الرخيص.
ونواصل.
| |
|
|
|
|
|
|
|