|
صورة السودانيون في السينما المصرية...؟
|
لعبت السينما المصرية تأريخيآ، أدوار ظاهره و مقدرة في تشكيل الوعي الجمعي لكثير من السودانيين، كإحدى مواعين التثقيف والتنوير والترفيه، ووفقا لذلك قوبلت باحتفاء خاص من قبل السودانيين، احتفاء ساهم في تشكيله الجودة والحرفية الفنية العالية التي تتخل ثنايا الأعمال السينمائية المصرية كما يشير البعض، بل يرى البعض أنها تلامس وتخاطب قضايا وتطلعات تجد عند المواطن السوداني عين الاعتبار، لأنها تمحص في قضايا سياسية واجتماعية حاضرة بقوة في المناخ الاجتماعي السوداني، ولم تجد حظها من المقاربة والتناول في الدراما السودانية. في وقت كان فيه السودانيين ينتظرون بلهفه وشغف الجديد من منتوجات السينما المصرية، ويستقطعون مساحات مقدرة من الزمن والمصروف لمتابعة كل ما هو جديد في السينما المصرية، ويتزاحمون حول دور السينما لمتابعة أفلام عادل إمام أو نور الشريف أو سعاد حسنى، وقد رفد تلك الخصوصية التي يبديها السودانيين للسينما المصرية طبيعة العلاقات بين السودان ومصر إن كان على المستوى الرسمى أو الشعبى، والحقيقة تقال ان السينما المصرية بجانب الأعمال الدراميا التى تقدم فى الإذاعة والتلفزيون قد أسهمت فى ما مضى فى رفد أواصر هذه العلاقة التأريخية، وتسكينها فى الوجدان الشعبى للبلدين.للدرجة التى أصبحت تحدث إختراقات إيجابية فى مايلى العلاقة بين الشعبين تتضاءل أمامها إنجازات الدبلوماسية الرسمية بكل ماهو متوفر لها من إمكانيات وزخم. وقد نجحت السينما المصرية فى مامضى فى تجسيد مقولة أن الفن (سفارة). والباحث فى الأدوار التى ظلت تقوم بها السينما المصرية يجدها مرتبطة لحد كبير بما أصطلح تسميته بعصر نهضة السينما المصرية,فى وقت كان فيه جهاز السينما المصرية يتنج فى العام مائة فليم أو يزيد، وتساهم السينما مساهمة ملحوظة فى دعم الدخل القومى المصرى حتى قيل أنها تأتى فى المرتبة الثانية بعد صناعة الغزل والنسيج فى دعم الدخل القومى المصرى. ولكن هذه أزمان النهضة فى السينما المصرية وعلاقتها بالمنتوج السينمائى المتماسك الأركان ، ولو كانت عصور النهضة الفنية تُنتج سينما النهضة بكل حمولاتها التنويرية وبكل قيمها الإنسانية، فلا غرو إذا فى أن عصور الإنحطاط الفنى هى دوما تنتج فن الإنحطاط وسينما النكسة تنشط فى تقويض كل المنجز القيمى والإنسانى الذى تم التأسيس له فى أزمان النهضة الفنية والسينمائية، لا بل و تقوم بضرب كل القيم الجميلة التى إهتمت سينما الزمن المعافى فى تجييرها فى مناختنا الإجتماعية هنا وهناك على السواء.
|
|
|
|
|
|