|
ياها دي بلدنا وياها دي حكومتنا ... الله أكبر
|
يروى أن هارون الرشيد طلب من (الشقيق البلخي) أن ينصحه ويعظه.
فقال شقيق: إن الله خلق محلاً يقال له الجحيم وجعلك واقفاً حوله وأعطاك في الدنيا ثلاثة أشياء: بيت المال والسيف والسوط.
وقال لك: أبعد الخلق عن النار بهذه الثلاثة، من خالف الحق أدبّه بالسوط، ومن قتل نفساً بغير حق اقتص منه بالسيف، ومن احتاج إلى مال وافتقر اجعل له من بيت المال نصيباً ومعاشاً، ولو خالفت أوامر الله تكون أمام من يدخل النار.
قال هارون: زدني.
قال شقيق: أنت بمثابة نبع ماء وعمّالك من الوزراء وغيرهم، بمثابة الأنهار التي تتفرّع من هذا النبع، فلو كان النبع كدراً كانت الأنهار كلها كدرا
من كتاب المستطرف
الاستفتاح الذي سقته الآن انما للأتيان بكدر الماء الذي يجري في شرايين البلاد .... وليس ذلك ركوبا لموجة الفساد التي تضج بها الصحف اليومية سواء أن كان ذلك برضى الحكومة أو عدمه , فالماء على كدره خير من انعدامه والقليل خير من اللاشئ في أضعف الايمان, ولكن عندما يستحيل الكدر الي طين آسن وحمأ مسنون ويستشري الدود والوحل في شرايين البلاد فإن البتر أو الموت هو مصير هذه البلاد وقد جربنا البتر في جزء عزيز من الوطن والان في انتظار الموت علي يد عصبة تجيد اللغوسة والدغمسة والفهلوة واللعب بالبيضة والحجر .
(ز , ن ) كانت مريضة بسرطان الدم وعندما بدأت المتابعة في المستشفى فوجئت بعدم توفر الدواء المخصص لعلاجها (vincristine) هكذا ببساطة أخبرها طبيبها ثم أخبرها متعاطفا بأنه في حالة قدرتها على توفير الدواء فهم سيتابعون حالتها والقيام باعطائها الدواء , ثم بدأت رحلة البحث والعذاب في السودان حيث تأكد انعدام االدواء بشكل كامل في كل السودان , الجهة المسئولة عن توفير الدواء هي الامدادت الطبية التي تتعامل بفقه أضان الحامل طرشا , رد موظف الامدادات بأن الدواء قاطع اليومين ديل .... هكذا تتعامل الجهة المسئولة عن توفير دواء بهذه الاهمية وترتبط حياة المئات بل والآلاف عليه . عموما بدأت رحلة البحث عن الدواء بالخارج لدى الأهل والمعارف ولكن لمحاذير طبية لا يوجد الدواء الا في المستشفيات المتخصصة ولا يتم تسويقه تجاريا فلجأت أنا محمد الطيب اليكم في المنبر العام فتصدى محمد المشرف للمشكلة وقام بتوفير خمسة جرعات من الدواء ولكنن للأسف وافت المنية المريضة بعد استلام الدواء بيومين وقبل أن تحقن بالدواء نسأل الله لها الرحمة والمغفرة , ثم استلمت جرعتين من الأخ ماجد حسون غداة وفاتها . تخصيصي للمريضة أعلاه مجرد مثال لآخرون وأخريات يقفون صفوفا في انتظار الموت فحتى هذه اللحظة الدواء غير متوفر بالمستشفيات هنا وحسبي الله ونعم الوكيل
هل يعتبر هذا فسادا ام لامبالاة بحياة الناس أم عدم ترتيب أولويات أم ماذا ؟ في بلادي لا توضع حياة الناس في المقام الأول ولا حتى الثاني فدولارات الحكومة لديها شرايين أخرى تضخ فيها تقيم أعلي من حياة مواطن منسي في احدى الولايات أو الاحياء الشعبية في الخرطوم لا يقدم ولا يؤخر في عرف الحكومة . أي كدر وطين وعفن وقرف يسري في جسد هذه البلاد , ولكن إذا تكدر المنبع فلابد أن نشرب نحن كدرا وطينا .
ـــــــــ تتوفر لدي الآن سعة جرعات من الدواء قد لا تحل المشكلة لجميع المرضي ولكن قد تساعد مريضا واحداً أو تزرع الأمل في مريضين
|
|
|
|
|
|