|
الترابي و الصادق ما هذا؟
|
السياسية، في كل بقاع الأرض لها أطر وأعراف تليدة محترمة من الكافة، ودوماً تقاس وتحدد درجة ومكانة السياسي بمدى التزامه وتقديسه لتلك الأعراف وقواعد (اللعبة) السياسية، وبمجرد إظهار السياسي عدم احترامه لقواعده وغيرها ويظهر شذوذاً عنها وألا يجد نفسه كالشهاب المحترق ويهوي مسرعاً نحو التلاشي و الانقراض السياسي... إلا في السودان .. ويبدو أنه لا الساسة و لا السياسية في بلادنا لها قواعد وأعراف واجبة الاحترام ينصاع لها الجميع ...فالأحاديث الجارحة والقصف الكلامي الشرس المتبادل هذه الأيام بين الترابي والصادق المهدي الحق أضراراً بالغة بمشاعر ملايين السودانيين ...السودانيون الذين ظل معظمهم محتم عليهم إتباع هذا أما ذاك..يقدسون آرائهم في شأن ذي ارتباط بمستقبل البلاد ..جعلوهم محل قداسة و تبجيل لا نظير له ...ولكن في نهاية مطاف عمرهما المديد ينحدرون إلى مستوى حديث لا يرقى إلى قامة أي منهما ... إلى درجة أن يفشي أحدهما بسر أؤتمن عليه وأن يصف كلاهما الآخر بالكذب...فهل هذا الإرث الذي يتركونه للأجيال القادمة في العمل السياسي ؟ هل هذا جل ما لديهم لتعليم ورثتهم في حزبيهما أخلاقيات العمل السياسي؟ إنه الخرف السياسي يا سادة يا مفكرين ..! فالصادق المهدي مفكر عالمي يجوب الأرض في كل أرجائها يغزو المنتديات العالمية بأفكاره، يتوسط هنا لفض نزاع ويتدخل هناك لتسوية خلاف بين المتخالفين فكيف سيصير دوره وهو يهاجم الجميع ويخرج ما دسوه في صدره ما أسرار وضعت بليل... أما الترابي فهو كما يعرف بأنه مفكر عالمي له معجبين في كثير من بلدان العالم، وهو أيضاً مشهودة صولاته وجولاته في المنتديات والمنابر العالمية والإقليمية، فكيف تبدو أيضاً صورة العالم والمفكر العالمي الذي لجأ لاستخدام سلاح المهاترة مع صهرة وزعيم حزب يعد الأكبر في السودان؟ ... إذا سمح هذان الزعيمان لنفسيهما بالتهاتر العلني بأساليب خطابية لا يجب أن تظهر البتة عندهما، إذن ماذا تبقى للسياسيين الأقل شأناً ...ألا يعلم (العالمان الكبيران العالميان) أن الحرب أولها كلام ..وأن ما يقومان به يمكن أن يهدد استقرار البلاد ..استقرار في أساسه هش تتناوشه أنياب الاحتراب .. فأين أنتما من جمع الصف الذي ظللتم تنادون به مع كل إشراق جديد للشمس على البلاد؟ فالذي يدور بينكما ليس مكانه الإعلام ...فحلقات الوصل بينكم متعددة فمن الواجب عليكما وحرصاً على مشاعر الآخرين ..كفا عن الاحتراب و التراشق الغير حميد علناً. عمود معطيات بصحيفة (الآن)
|
|
|
|
|
|