|
Re: انثى ولا دستة رجال ... نجلاء سيد احمد يا صامدة فى زمن السقوط (Re: هشام عباس)
|
Quote: عندما إنتدبت نجلاء نفسها للعمل العام كانت تعلم علم اليقين بأن له تبعات باهظة ربما بلغ مؤداها تخوم الموت والهلاك. نجلاء إحدى بنات السودان وقد أهدت لها جدلية الصدف تنشئة حرة ومناخاُ تتسيده ريح رخاء تعلى شأن الحق والخير والجمال ويشكل الآخر فيه حضوراً يومياً آخى بحكمة وسماحة بين العام والخاص يوزعها بقسطاس متساوٍ من الإثرة والإيثار، فقد كانت طفلة صغيرة عندما غُيّب والدها فى سجون مايو تلك السجون التى خبرها منذ آخر أيام الإستعمار مروراً بالدكتاتوريات العسكرية التى رزء بها وطننا، وإكتوت بغيابه من دون أن تدرك ذريعة هذا الغياب، وتشربت بمآثر ذلك الجيل المصادم المقدام عبر الإحتكاك والمباشرة والرواية، تفتح وعيها وجيلها تحت ثقل الدكتاتورية الثانية وتعزز فى ظل الدكتاتورية الراهنة، فانشحذ عزمها، وأورت شرارات المقاومة زندها، وتخيرت من بين العالمين (وبإرادة حرة) رفيقاً فى الحياة يشاطرها نفس الهموم ويقتسم معها تبعاتها. تهمنى وتقلقنى عليها المخاطر التى تتربص بها فى كل منعرج وحين، ويطير بى الفخر بها كلما ومض هنا وهناك قبس من صمودها وإقدامها وتدمع عيناى مع نشيجها المؤازر للكادحين اللذين لا صوت لهم واللذين (لا يندب ميتهم ولا يفقد غائبهم) كما فى مأثور تواتر عن الإمام علىي بن أبى طالب وهم المعدمون اللذين أولت أمرهم ذات القدر الذى توليه لأهلها وبيتها الصغير. نجلاء بضعة من لحمى ودمى علاوة على كونها ناشطة من أجل وطن حر وشعب سعيد، وهى ذات الأشواق التى تسكن عقلى ووجدانى، بناءاً على ذلك فكلها حرمٌ دونه خرط القتات على صعيد خاص وهى إبنة شعبها بلا زود ولا منٍ ولا أذى، و أعلم يقيناً انها باخعة نفسها لإستحقاقات يقينها الماكث مكثاً فى نفسها، غير أن الأسافير تؤرخ وتوثق المواقف و (تكبشر) الإفادات ليوم آتٍ قريب. نجلاء، و معها من غير عترتها الأقربين جموع مسهم خير من قليل ما أنجزت ويرنون بعشم لما تنوى إنجازه، وهم ونحن قمينون بحمايتها وما ترمز إليه وتمثله، فأبشرى بنت أمى و (الفيهو بخور بنشم). أقول قولى هذا لمن ظنها فيئاً عطلاً من النواطير لطائش سهمة أو مهرة قاصية عن سربها فريسة سائغة للناهشين. فليختلف من شاء مع (رأيها) ووسائلها وفقاً لحرية الرأى التى يكفلها الدستور والحس السليم. ولكن لحمها مرٌّ مذاقته كطعم الحنظّلِ. أما أنت أيتها الماجدة : فإختيارك يا صبية ياهو فى السكة إختيارك فإصطفيه حتى لو آخرو المهالك وأبقى عشرة علي المبادئ يا ها كارك وكار كبارك. راشد |
| |
|
|
|
|
|
|
|