مقالة قديمة للصادق المهدي حول تقرير المصير (اقرأ وتعجب)

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم تقرير المصير في السودان 10نوفمبر 1993م هنالك لحظات تاريخية معينة تجد الأمم والأقوام والشعوب نفسها فيها أمام مواقف مصيرية حاسمة فلا بد لها من وقفة أمام ذاتها تحاسب نفسها على خطاها الماضية وتحسب وقع خطواتها القادمة. الشعب السوداني الآن يجد نفسه في لحظة مصيرية هامة جديرة بوقفة محاسبة أمام الذات ونظرة محسوبة نحو المستقبل. لقد نما الوعي الفكري والسياسي السوداني الحديث منذ العشرينيات من هذا القرن حول إنتماء السودان العربي والإسلامي. وتركزت التنمية الإقتصادية والخدمية في السودان في مناطق شمالية. وكان نصيب الشمال في السلطة السياسية نصيب الأسد كما كانت علاقات السودان الخارجية محكومة بمقتضيات الإنتماء العربي والإسلامي. وحدثت تطورات في السودان وتطورات خارجية أدت في الستينات من هذا القرن إلى نمو وعى أفريقي وتطلع في أوساط المجموعات السودانية غير العربية وغير الإسلامية أن يعترف لها بذاتيتها وأن يعترف لها بمكانها في الكيان السوداني. هذا التطلع لم يجد إستجابة سريعة وصحبته ذكريات تاريخية ونزعات سياسية أدت لإنشطار الكيان الوطني وإستحالة الوحدة الوطنية في السودان. وشرعت العناصر السودانية المستضعفة تمارس إحتجاجاً ضد العناصر الغالبة.. إحتجاجاً معتدلا في شكل جماعات وفئات وجبهات جهوية، وإحتجاجاً متشدداً في شكل حركات تحمل السلاح سواء بإمكانات ذاتية أو بإمكانات أجنبية كما حدث فيما بعد.. هكذا تتالت حركات أنيانيا الأولى والثانية، وحركة الجيش الشعبي. نعم أدرك الكيان الغالب أسباب الإحتجاج الحقيقية، وأدركته في الأول العناصر الرائدة ثم توالى الإدراك. ولكن جاء العلاج متثاقلا ممثلا في محاولات الوفاق السلمي وما انطوت عليه من سياسات.. المحاولات هي: • الاتفاق السياسي الذ عقدتهالأحزاب السودانية الشمالية والجنوبية في عام 1955م لإعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان في يناير 1956م بإجماع أصوات البرلمان. على أن ينظر في طلب الفدريشن الجنوبي لدى وضع دستور البلاد الدائم. • مؤتمر المائدة المستديرة في 1965م. • لجنة الأثنى عشر في 1966م. • مؤتمر الأحزاب السودانية في 1967م. • اتفاقية أديس أبابا في1972م. • إعلان كوكادام في 1986م. • لجنة الوفاق الوطني في 1987م. • مبادرة السلام السودانية في 1988م. • البرنامج القومي في 1989م. هذه المحاولات تعثرت ونتيجة لعثراتها اندلعت أو تجددت النزاعات المسلحة حتى بلغت مرحلة الحرب الأهلية، وذلك في: • حركة 1955م. • حركة أنيانيا الأولى في 1963م. • حركة أنيانيا الثانية في 1975م. • الحركة الشعبية في 1983م. • تجديد الحرب وتصعيدها في 1991م. كانت نظم الحكم السودانية الديمقراطية هى الأكثر إدراكاً للطابع الفكري والسياسي للصراع. لذلك كانت كل محاولات الحل السلمي للنزاع في ظل العهود الديمقراطية.. الإستثناء الوحيد هو إتفاقية 1972م التي تمت في عهد الأوتقراطية الثانية .. لكن هذه الإتفاقية قامت بالكامل على تحضيرات تمت في عهد الديمقراطيةالثانية. كما أن الطبيعة الإحتكارية للأوتقراطية حالت دون تفويض الصلاحيات المتفق عليها لأصحابها وارتكبت الأوتقراطية من أخطاء حكم الفرد ما أدى لإيداع حرب أهلية جديدة في 1975م، وفي 1983م أوسع نطاقاً وأعمق أثراً من الحرب المحدودة التي أوقفتها إتفاقية 1972م. وبطبيعة حالها ركزت النظم الأوتقراطية العسكرية التي تعاقبت على السودان على إعتبار النزاع عسكرياً فركزت على حسمه قتالياً. الإنقلابات العسكرية مسئولة عن تهميش محاولات الحل السياسي ومسئولة أيضاً عن تدمير جسور الوفاق التي مدتها النظم الديمقراطية، وبيان ذلك: • انقلاب نوفمبر 1958م أصاح بوعد النظر في مطلب الفدريشن لدى وضع الدستور الدائم لأنه أوقف التطور الدستوري في البلاد ليحكمها بموجب القرارات الإستثنائية. • إنقلاب 1969م ناور بالمشكلة فاعتمد على صيغة الوفاق التي تبلورت أثناء الديمقراطية الثانية، واعتمد على حسن الظن الغربي والكنسي الذي أتيح له بعد ضرب الحزب الشيوعي السوداني في عام 1971م وتوصل لإتفاقية السلام مع أنيانيا الأولى في أديس أبابا في عام 1972م، لكن طبيعة النظام الأوترقراطية أدت لإفراغ الإتفاقية من محتواها وتراكمت المظالم فاندلعت حرب أهلية شرسة. • وفي أعوام الديمقراطية الثالثة الأربعة مدت جسور وفاق كبرى هدمها كلها إنقلاب يونيو 1989م.. اما محادثات السلام التي دخل نظام "الإنقاذ" طرفاً فيها في أديس أبابا عام 1989م، وفي أبوجا الثانية عام 1993م فقد كانت كلها حوارات طرشان لا تساوي الدراهم التي صرفت على سفر وفودها. إن المأساة التاريخية الداوية التي شهدها الوطن السوداني هي أنه في الوقت الذي أدركت الغالبية الإسلامية والعربية السودانية غبن العناصر الوطنية الأخرىواستعدت للإعتراف بحقوقها الإنسانية، والدينية، والإقتصادية، والوطنية، والثقافية، واستعدت لإجراء التعديلات اللازمة في مسيرة البلاد لكافة تلك الحقوق وإرضاء تطلعات العناصر السودانية المستضعفة، وقع إنقلاب انطلق أصحابه من فم حزبي ضيق للإنتماء الإسلامي والعربي وشرعوا في إكراه الأغلبية الإسلامية والعربية في البلاد عليه كمت شرعوا في فرضه على العناصر الوطنية الأخري مدعين لجهدهمهذا قدسية الجهاد في سبيل الله. هنالك رأيان حول الجهاد في الإسلام أحدهما رأي نهج الصحوة الإسلامية، وهو يرى أن الجهاد لا يكون صحيحاً إلا دفاعاً عن حرية العقيدة أو دفاعاً عن النفس. وهذان الشرطان لا ينطبقان على هذه الحرب .. الرأي الآخر حول الجهاد يرى أن يكون الجهاد لفرض هيمنة الإسلام، ولكن النظام السوداني قال أنه استثنى الجنوب من تطبيق أحكام الشريعة .. فما هو مبرر الجهاد إذن؟؟! إن هذا النهج الحزبي الفوقي القهري كان منفراً لأغلبية أهل السودان ولكنه بالنسبة للعناصر المستضعفة فقد كان طارداً ومستفزاً ومقنعاً بأن لا مكان لهم في هذا السودان. إن سياسات وممارسات ومناورات الجبهة الإسلامية القومية في السودان أدت إلى بلورة مطلب تقرير المصير في السودان لأنها: أولاً: دمرت جسور الوفاق التي مدتها الديمقراطية الثالثة، لاسيما البرنامج القومي الإنتقالي الموقع عليه في مارس 1989م. ثانياً: ركزت على هوية السودان الإسلامية العربية تركيزاً من جانب واحد مصدره تصور حزبي قهري لتلك الهوية مما وضع الآخرين أمام خيارين: التسليم بذلك الطرح الضيق، أو الهروب إلى مصير آخر. ثالثاً: ناورت الجبهة الإسلامية بمطللب تقرير المصير في إتفاق فرانكفرت ـ 1993م، مشجعة إحدى فصائل الحركة الشعبية للإستمرار في الإنسلاخ من حركتها. فانفتح مزاد سياسي بين شرائح الحركة أيهم أكثر تشدداً. يا للجبهة من تنظيم ضرير ويا له من نظام أعمى! فقد رفعوا شعارات وعملوا على نقضها بأفعالهم!! .. برروا "الإنقاذ" بأسعار المواد التموينية العالية وبإرتفاع سعر الدولار فأتوا بغلاء وإرتفاع في سعر الدولار لم يشهد السودان له مثيلارفعوا شعارات إسلامية وأتوا من الممارسات الظلامية ما جعلهم مضرب المثل للإخفاق الإسلامي في كل العالم. لقد ساهم أداؤهم مساهمة كبرى في إطفاء بريق الشعار الإسلامي في كل مكان. انتقدوا في أول أيامهم الفوارق الإجتماعية في السودان بتطرف شديد. فأمضوا أربعة أعوام ونيق من الدماجوجية السادرة فأورثوا السودان وضعاً استبد به الظلم الإجتماعي، وسيطر عليه الكسب الطفيلي. وصارت الفجوة ما بين القلة الغنية والكثرة المسحوقة هي الأكبر في كل تاريخ السودان .. لأول مرة في تاريخ السودان يقوم نظام سياسي يحتكر الثروة والوظائف العليا لفئة حزبية واحدة معطياً الظلم الإجتماعي والفوارق بين الناس بعداً حزبياً!. ونفرت السياسات المتضاربة الثروة السودانية فاغتربت بحجم قياسي. ورفع النظام شعار إسقلال القرار الوطني ثم مضى يدخل في محاور مع جهات دولية معزولة مما أدى ويؤدي حتماً إلى تدخلات أجنبية. بل إستغرق النظام جهده في سياسات داخلية فيها تعديات صارخة على حقوق الإنسان، وتصعيد للحزب بلا طائل مما نريد من آثارها الإنسانية المأسوية، وشجع حركات تمارس العنف في أوطانها، وهو يعلم سلفاً أن هذه السياسات في الظروف الدولية الراهنة تجر التدخلات الأجنبية. لم يعد الرأي العام العالمي يقبل لأي نظام أن يفعل بشعبه ما يشاء تعذيباً، وترهيباً، وتجويعاً وتشريداً، وتقتيلاً .. بل لقد صار من المسلمات في السياسة الدولية أن حدة النزاع في أي قطر تؤدي حتما للتدخلات من الأسرة الدولية أو بعض أفرادها. ورفعوا شعار الجهاد واستنهاض الأمة للنصر، وحشدوا في سبيل ذلك ما حشدوا من أقوال وأعمال. ولكن سياساتهم الداخلية والخارجية صارت الأب السرعي لمطلب تقرير المصير فالإنفصال .. يا لها من هرة أكلت بنيها!!.. تلك هي العوامل الداخلية التي أفرزت مطلب تقرير المصير حتما كما يحصد القتاد من يزرع الشوك!. إن كثيراً من أعضاء الأسرة الدولية قد أضاقوا ذرعاً بالحرب الأهلية في السودان وآثارها الإنسانيبة المؤلمة .. هؤلاء وجدوا في التجربة الأثيوبية ومولد ارتريا السلمي سابقة قاسوا عليها ما قد يحدث في السودان. هذان العاملان يمثلان سنداً خارجياً لمطلب تقرير المصير في السودان. إن القوي السياسية إذ تدرك العوامل الداخلية والخارجية التي أدت إلى هذا المطلب تقرر موقفها الوطني والمصيري منه مقدمة لذلك بالنص على أربعة حقائق هي: الحقيقة الأولي: أن الحرب الأهلية الراهنة حرب خاسرة لكل أطرافها .. لقد أدت هذه الحرب إلى تقويض المجتمع الجنوبي مدمرة القبائل، وممزقة الأسر، ومخربة للنظام الإجتماعي .. لقد نزح الجنوبيون شمالا بالملايين، ولجأوا خارج حدود السودان بمئات الآلاف .. وهذا العدد الكبير من نازحين ولاجئين يعيشون الآن حياة ضياع تام، ولولا دعم المنظمات الطوعية لمات أكثرهم مرضاً وجوعاً. كذلك دمرت الحرب البنيات الأساسية الإقتصادية والخدمية التعليمية والصحية مما عرض المواطنين للموت جوعاً، أو مرضاً، او جهلا، بأعداد تفوق أضعافاً مضاعفة من ماتوا في ميدان القتال.. وهي حرب استنزفت البلاد تماماً، وعرقلت تنميتها، وعمقت الكراهية بين المواطنين، ولطخت سمعة السودان الدولية. هذه أثمان باهظة لا ينبغي أن يواصل أهل السودان دفعها. لقد كان الخيار أمام البلاد في الماضي هو: إتفاقية سلام أو استمرار الحرب. إن الخيار الصحيح الآن هو إتفاقية سلام أ, قبول ما يرضاه أهل الجنوب لأنفسهم .. لم تعد الحرب خياراً مقبولا لبلادنا. الحقيقة الثانية: إذا جرى تقرير المصير بين وحدة البلاد في ظل النظام الحالي الطارد وبين الإنفصال فإن الإنفصال هو النتيجة الحتمية. إن الإنفصال ضار بالشمال، وبالجنوب، وبهما معاً.. إنه ضار بالجنوب لأنه: ‌أ. يفقده نصيبه في البنيات الأساسية التي نشأت في السودان ملكية مشتركة. ‌ب. يزيل أثره كقوة ضغط لكفالة وحماية حقوق العناصر السودانية المشتضعفة. ‌ج. يحرمه من فوائد ابوابة الشمالية نحو العالم العربي. ‌د. يمنعه الإنتفاع بميناء وطني. ‌ه. يجرده من الإستفادة من السوق الشمالي لمنتجاته الجنوبية الإستوائية, ‌و. يزيل عنه المظلمة الوطنية التي وإن ضعفت فإن وجودها عاصم من اللجوء للإنتماء القبلي الذي ينحدر إليه الوضع في الجنوب... إنه ضار بالشمال لأنه. 1. يحرمه من المراعي التي تقصدها القبائل المترحلة في فصل الصسف. 2. يضعف أثره في المساهمة في مشروعات زيادة مياه النيل. 3. يقفل بوابته نحو شرق أفريقيا. 4. يحرمه من السوق الجنوبي للمنتجات الشمالية. إن الإنفصال يضر بمصالح المشتركة إضراراً سيكون نصيب الشمال فيه أكبر، لأنه: ‌أ. يحول دون استغلال بترول البلاد الواقع في أقليم يستحسن معه أن يستغل بصورة مشتركة. ‌ب. يعرقل تطوير حزام السافنا الزراعي الحيواني الواقع في منطقة مشتركة. ‌ج. ينهي دور السودان الإقليمي والدولي كجسر بين العالم العربي وأفريقيا لاسمراء. إن الإنفصال الذي ربما أدى إليه تقرير المصير سوف يلحق الضرر بأهل السودان .. إن العالم يتجه لمزيد من الوحدة والتكتل لا الإنفصال.. وإن سابقة أرتريا ليست مناسبة لظروف السودان فارتريا لم تكن أصلا جزءاً من أثيوبيا وموقفها لا يقاس بموقف الجنوب. وإن كان تقرير المصير في حالة ارتريا سليماً فإنه قد أدى في كثير من بلاد شرق أوربا مثل البوسنة والهرتزك وجورجيا إلى مآس لا حد لها. الحقيقة الثالثة: لكيلا يؤدي تقرير المصير إلى حروب داخل الجنوب. وإلى حروب حدودية بين الشمال والجنوب، ينبغي أن تصحبه ضوابط معينة تحدد الوحدات التي تقرر مصيرها وتوضع حدود الأقاليم السودانية. الحقيقة الرابعة: إن تقرير المصير ينبغي أن يتم بين الوحدة القاءمة على نظام يكفل حقوق المواطنة للجميع ويرفع غبن العناصر السودانية المستضعفة، وبين الإنفصال لقيام دولة أخرى مستقلة .. هذا الإختيار ليس وارداً في ظل النظام الحالي في السودان. إن وجود النظام الحالي في السوداني لا يعطي فرصة لخيار الوحدة الذي توافق عليه أغلبية أهل السودان وهو خيار يكفل حقوق الإنسان وحرياته بالصورة التي حددتها المواثيق الدولية ويكفل مساواة المواطنين أمام القانون. ويتطلع لسودان يراعي نظامه السياسي أنه متعدد الأديان، والأعراق، والثقافات. ويوافق على مراجعات عبر مؤتمر قومي تحدد بصورة قطعية علاقة الدين بالدولة، وهوية البلاد، والمشاركة السياسية العادلة والتوزيع العادل للثروة والتنمية والخدمات. إنطلاقاً من هذه الحقائق الأربعة فإننا ـ نحن الممثلون لغالبية أهل السودان ـ نقر ونعلن الآتي: أولاً: السلام هو خيارنا الوحيد. وإيقاف هذه الحرب الأهلية واجب إنساني، وديني، ووطني. ثانياً: نوافق على ما يرضاه أهل الجنوب لأنفسهم على أن يؤخذ رأيهم بطريقة ديمقراطية صحيحة. إن في الجنوب وفي المناطق المعنية قوى فكري وسياسية يهمها المشاركة في تحديد مستقبلها. ثالثاً: ينبغي الإتفاق على ضوابط بخصوص الوحدات المستفتاة والحدود بين أقاليم السودان كخطوة سابقة لأي إجراء. رابعاً: لا معنى لأي إجراء في ظل اللاشرعية الحالية في البلاد.. ينبغي أن يكون في البلاد نظام شرعي ليقوم تقرير المصير على أساس شرعي. خامساً: يسبق الإجراء فترة إنتقالية متفق عليها يجري أثناءها إعادة توطين النازحين واللاجئين، ويعقد أثناءها مؤتمر دستوري يحدد خيارات تقرير المصير ويضع الضوابط التي لا تجعل من مطلب تقرير المصير نافذة أخرى للحرب والإقتتال. سادساً: المؤتمر الدستوري يحدد الخيارات، ودرجات اللامركزية في حالة الوحدة، والحدود الإقليمية في حالة الإنفصال، ويوضح كيفية وشرعية ونزاهة إجراءات تقرير المصير. ويحدد المؤتمر القومي الدستوري كيفية توثيق وتأمين ما تتفق عليه الأطراف المعنية بما في ذلك دور الأمم المتحدة ومراقبة الجيران حماية لما يتفق عليه من التحريف أو الإنحراف. سابعاً: الفترة الإنتقالية مرتبطة بمشروع السلام ومراحله المختلفة ويكون طولها محدداً بالمهام المطلوب إنجازات أثناءها.

Quote: وهاجم المهدى حلفائه فى التحالف المعارض الذين اعلنوا صراحة الاتجاه للعمل على اسقاط النظام وقطع بان الجهاد المدنى هو الطريق الذى يقره حزبه ودعا الذين لايتفقون معه للبحث عن طريق اخر واضاف " عشان مافى زول يتفنقل على قفاه ويقول بعد 24 ساعة سيسقط النظام " وزاد " الخطاب ده لناس عندهم قنابير ونحن عندنا عمم "

Quote: اذاعة..حزب الامة السوداني ينسحب من التجمع الوطني الديمقراطي المعارض اسمرة - 17 - 3 (كونا) -- قال راديو لندن ان رئيس حزب الامة السوداني الصادق المهدي قرر الانسحاب من التجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم المعارضة السودانية . واضاف الراديو ان حزب الامة الذي حكم البلاد مدة ثلاث سنوات قبل الاطاحة به في انقلاب قاده الرئيس عمر البشير عام 1989 اعلن انه سيعود الى الخرطوم لمزاولة نشاطه بصورة كاملة . وجاء قرار انسحاب حزب الامة من ائتلاف المعارضة السودانية في نهاية الجلسة الختامية لاجتماعات مجلس قيادة التجمع الوطني الديمقراطي التى عقدت فى العاصمة الاريترية اسمرة الليلة الماضية . وانتقد الامين العام لحزب الامة الدكتور عمر نور الدايم في تبريره قرار الانسحاب سياسة زعماء تجمع المعارضة الذين وصفهم بانهم "ليسوا جادين ولايفعلون شيئا وغير مدركين للتغيرات في المنطقة" . ويختلف تجمع المعارضة الذي يرفض المفاوضات ويريد اسقاط الحكومة السودانية بالقوة مع الصادق المهدي الذي وقع اتفاقا مع الرئيس البشير في جيبوتي نهاية العام الماضي في اطار سياسة المصالحة الوطنية التي اعلنتها حكومة الخرطوم مؤخرا . ويرى الصادق المهدي الذي يمثل الجناح المعتدل في المعارضة السودانية انه يمكن التفاوض مع الرئيس البشير بعد قرارات ديسمبر الماضي التي ادت الى استبعاد حسن الترابي من رئاسة البرلمان وتقليص نفوذه السياسي . وكانت الحكومة السودانية قد وافقت الاسبوع الماضي على قانون التعددية الحزبية الذي يفتح الباب امام المعارضة السودانية لمشاركة واسعة من خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة التي وعد الرئيس البشير باجرائها . يذكر ان الصادق المهدي كان قد انسحب يوم الاربعاء الماضي من اجتماعات مجلس تجمع المعارضة بعد خطاب لرئيس جيش تحرير السودان جون قرنق اتسم بالشدة ودعا الى اجراء عملية اصلاح جذري في هيكلة المعارضة . كما عارض المهدي اقتراحا بانشاء لجنة تنفيذية انتقالية وافقت عليها فصائل المعارضة السبع الاخرى التي تنضوي تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي . ويخشى ائتلاف المعارضة السودانية من ان تؤدي الخلافات داخل التجمع وانسحاب حزب الامة الى انشقاق الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني الذي يرأس ايضا التجمع وهما من معارضة الشمال . (النهاية) ف ع/ه ب كونا171045 جمت مار 00

Quote: ثالثاً: ناورت الجبهة الإسلامية بمطللب تقرير المصير في إتفاق فرانكفرت ـ 1993م، مشجعة إحدى فصائل الحركة الشعبية للإستمرار في الإنسلاخ من حركتها. فانفتح مزاد سياسي بين شرائح الحركة أيهم أكثر تشدداً. يا للجبهة من تنظيم ضرير ويا له من نظام أعمى! فقد رفعوا شعارات وعملوا على نقضها بأفعالهم!! .. برروا "الإنقاذ" بأسعار المواد التموينية العالية وبإرتفاع سعر الدولار فأتوا بغلاء وإرتفاع في سعر الدولار لم يشهد السودان له مثيلارفعوا شعارات إسلامية وأتوا من الممارسات الظلامية ما جعلهم مضرب المثل للإخفاق الإسلامي في كل العالم. لقد ساهم أداؤهم مساهمة كبرى في إطفاء بريق الشعار الإسلامي في كل مكان.

Quote: هنالك لحظات تاريخية معينة تجد الأمم والأقوام والشعوب نفسها فيها أمام مواقف مصيرية حاسمة فلا بد لها من وقفة أمام ذاتها تحاسب نفسها على خطاها الماضية وتحسب وقع خطواتها القادمة.[/QUOTE