|
Re: هترشات مراقب سياسي - يوسف صوصل (Re: محمد علي شقدي)
|
ومن ما كتب ايضاً الاستاذ يوسف صوصل
اليوم الاحد التاسع من يناير عام الفين و احد عشر هو يوم فصل، يجني فيه السودانيون نتاج مائتي عام من تاريخهم الحديث هو اليوم الذي حددته اتفاقية نيفاشا بين حزب المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية لاستفتاءالجنوبين حول ما اذا كان الجنوبيون يرغبون في الاستمرار في دولة واحدة ام يعلنون عن قيام دولتهم المستقلة الاستشفتاء حق اقره بند حق تقرير المصير في اتفاية نيفاشا الموقعة بين الطرفين في التاسع من يناير الفين و خمسة و معه تقرر ما يسمى بالمشورة الشعبية لكل من النيل الازرق و جنوب كردفان و استفتاء اهالي منطقة ابيي على رغبتهم في الانتماء للشمال او الجنوب ان الامر لا يخلو من فرصة للتامل بالرغم من انه سيكون تاملا غير محايد لماذا يا ترى و كيف وصل السودانيون الى هذه المرحلة هل هو فشل سياسي هل هو فشل فكري هل هو اختلاف جذري ام هو ارادة اجنبية ان الصراع و التنافس البشري امر مشروع وطبيعي وبتقدم الزمان و تراكم التجارب تطور الانسان و مع تطور الانسان تطورت اشكال الصراع و ميادين التنافس و صار الناس يتنادون الى قيم حياتية تكون لهم مرجعا يتحاكمون اليه و اماما يتناصرون من خلفه لتضييق بؤر الصراع و تشريع ميادين التنافس سميت تلك القيم حقوق كما اطلق على ميادين التنافس واجبات من القيم الحياتية العدل و مقوماته و الحرية و محققاتها و من الواجبات الحماية ومؤهلاتها و الاعمار و مسبباته السودان في وعينا الحاضر في شكله الجغرافي الحالي يمكن ان نؤرخ له من العام 1821 حيث اخذ ملامح شكله الحالي شعبا و ارضا و تواصلا في ظل مقاومته الغزو المصري التركي منذ ذلك التاريخ بدا السودانيون يتلمسون ما يمكن ان يجمع بينهم من مصالح و فكر و ارض و ما يواجههم من تحديات طبيعية كانت او انسانية و كان دائما العدو المشترك هو اهم عناصر الالتقاء و التوحد العدو الذي مثله الاجنبي المستعمر ذلك العدو الذي قد يلتقي معهم في بعض الامور فبالنسبة للمسلمين السودانيين يلتقون فكرا مع المستعمر التركي اذن ما الذي جعلهم يقاتلونه اذا كان الرفض فكريا اما السودانيون العرب فهم يلتقون مع الغازي المصري اثنيا اذا ما الذي جعلهم يقاتلونه اذا كان الرفض عنصريا كذلك المسيحين السودانيين الذين كانوا يلتقون فكريا مع المستعمر الانجليزي لماذا ياترى قاتلوه ؟ الذي وحد اهل السودان امام الاجنبي قيم كانوا يعيشونها في مجتمعاتهم الصغيرة قبلية كانت او جغرافية هذه القيم ينهضون للذود عنها و لو اعتدى عليها من اتفق معهم فكريا او جغرافيا او اثنيا بذلك تسقط دعاوي كل العصبيات المتسيدة لغير ما حق مشروع و على مدى تشكل السودان الحديث فات على المفكر و المشرع السوداني ان يعمل على تسليط الضؤعلى هذه القيم و تنقيتها من انفعالات الشعارات التي لا تعبر الا عن انفعال لحظي يزول بزوال المؤثرفسرعان ما يعود الناس الى مجتمعاتهم الصغيرة الساسة يديرون الامر بمعطيات اللحظة لا بروح القيم لانهم دائما منفعلون بمعطيات لحظية يعالجونها للخروج بافضل نتيجة ممكنة لذلك و اذا استثنينا الثورة المهدية كبداية فطيرة لتشكيل السودان الحديث فانه لا المفكر السوداني و لا قادة المجتمع استطاعوا ان يجمعوا و يوحدوا وجدان السودانيون حول القيم التي جعلتهم يتوحدون ضد الاجنبي بل اكتفوا فقط بشعارات تلك القيم الشعار لا يكون قيمة لمجتمع ما، الا اذا تربى ذلك المجتمع عليه و المجتمع لا يتربى على قيمة ما، الا اذا تربى الفرد فيه على تلك القيمة
تابع هنا
يوســـف صوصل (لماذا يا ترى و كيف وصل السودانيون الى هذه المرحلة)
|
|
|
|
|
|
|
|
|