الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: الذكرى الأولى لرحيل البروفيسور : عبد المنعم بله (11 يناير 2012 ) (Re: عبدالله الشقليني)
|
(2) صدق أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي حين أشعر: نعِدّ المَشرَفيّةَ والغوالـي ... وتَقتُلنا المَنونُ بِلا قتـــال ونَرتَبِطُ السّوابقَ مُقرَباتٍ ... وما يُنجينَ مِنْ خَببِ الليالي ومنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً ... ولكِنْ لا سبيلَ إلى الوصال نَصيبُكَ في حياتِكَ من حَبيبٍ ... نَصيبُكَ في مَنامِكَ من خَيالٍ رَماني الدهر بالأزراء حتى ... فؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبـــالِ فَصرتُ إذا أصابتني سِهامٌ ... تَكسّرت النِّصالُ على النِّصالِ * ( ..إنما يخشى الله من عباده العلماء )سورة فاطر 28 (...إنا لله وإنا إليه راجعون ) البقرة 156
صدق الذكر الحكيم * لم ينقطع لبن الضرع الذي منه نشرب ، ولا تعرف السدوف مثله صفحة معروقة بالروح والريحان وطيب الشذى.هذا يوم من أيامك النائحات يا وطني ، نشرب كأس المُرِ حتى الثُمالة. ليس اليوم كما مضى ، أفردت الفواجع خيمتها علينا وبسطت ذراع السطوة .وليس لغيبة المفكر والعالم والطبيب المستشار في الجراحة من بد ، ولكن رحيله جاء كبرق ساطع في أيام تكاثفت علينا سحب سوداء ، تحمل في الجوف كآبة تسًد الأفق .
جاء رحيلك سيدي في وقت نحن أحوج للذين تنادوا بأن يكون العقل المفكر هو سيدنا الذي به تكلفنا ، وتميزنا . * .في وداعك سيدي ، تصبُ الذاكرة علينا حُزنها الوبيل ، وتأتي المناحات بخيلها وخُيلائها، و بالطبول العِظام تسمع صداها من وراء القرون . * هذه مشيخة العلم تودعنا بعد أن غمرتنا بغزير عطائها السّمح ، سلطانه كان تواضعه في المسلك وغزارة علمه الموسوعي . الفكر نهجه لا ينفك عبقه عن صلادة الصندل الذي جمّل أيامنا الثقافية بصحبته . * عند ميلان الشمس في اتجاه الغروب رحل في اليوم الموافق الثاني عشر من يناير ، البروفيسور / عبد المنعم بلة . يناير هو موعد رحيل العلماء عندنا ، وشهد الراحل سوداناً واحداً أحبه و جاب أرجاءه في قوافل طبية كان قائدها و عرّابها * سندنا هو، كان " المِرِق " و "رُكازة " بيت الثقافة عندنا ، عندما اجتذبناه إلى "منتدى السودان الفكري " صار النجم الذي تهتدي صحبته به . كم نعمنا بجزيل عطائه الفكري والطبي والديني الاجتماعي واللغوي الذي يُخاطب العقل ، لا يشبه هو الذين سرقوا العقيدة من سماحتها . خرج منذ زمان بعيداً يُحلق في دُنيا العلم والعلماء ، وهب حياته ناشراً للفكر للعامة والخاصة . في آخر محاضراته أطل علينا ، قدمناه في محاضرة اشترك تقديمها معه المهندس / مختار عثمان التي يقيمها منتدى السودان الفكري . وانفتحت السيرة التي كان يحيطها كثير من الضباب . سيرة الأجيال التي تراوحت عمراً بين الستينات والسبعينات ، والخيبات العظام التي لاحقت هذا الجيل ، الذي ورث جيل السودنة وجيل الاستقلال الأول. وفتح البروفيسور في محاضرته سيرة لم نكن نعلم تفاصيلها ،بلغته الفصيحة من السهل الممتنع . تماماً كما عودنا في محاضراته الموسوعية عن الطب والجراحة ، والذهن البشري ، وأمراض الكُلى والعلاج بالأعشاب وصحة البيئة والدين وعلاقته بالعقل المفكر ، وقضايا وطنية وثقافية مثل الحريات وأزمة الوطن ، والفساد ، واللغة القرآنية ، وأثلج صدورنا بالحديث الجديد عن مولد الهدى في عيد مولد النبي الأكرم ، وفتح صفحات لم يسبقه عليها أحد ، ليس هو بناقل جهد الآخرين ، بل قارئاً موسوعياً مُبدعاً . ينبهنا دائماً أن الذهن البشري هو جوهرة التكليف التي لا يستخدمها الكثيرون من العامة والخاصة ، ووقعنا جميعاً في بركة الفواجع ، من حصاد الزرع المُرّ . * البروفيسور ( عبد المنعم بلـة )، غني عن التعريف ، و لمن لم يعرفه نقدم موجز عن سيرته الذاتية : ـ مدرسة المسالمة الأولية ـ مدرسة أم درمان الأميرية الوسطى ـ مدرسة وادي سيدنا الثانوية ـ جامعة الخرطوم ـ جامعة صوفيا ببلغاريا ـ التخصص الطبي بألمانيا الغربية ـ عمِل متخصصاً في مستشفيات ألمانيا الغربية سابقاً ـ عمل كبير أطباء في مستشفى جلدرن . ـ منذ 1980 عمل في دولة الإمارات العربية المتحدة . ـ رئيس ومؤسس قسم المسالك البولية والأعضاء التناسلية والصحة الجنسية والإنجابية . ـ استشاري جرَّاح . ـ رئيس الأسرة الطبية السودانية في دولة الإمارات العربية المتحدة. - له إسهامات فكرية متميزة وله أسفار في الفلسفة والفكر والعقائد باللغة الإنجليزية والعربية ، ومنها أكثر من خمسة أسفار تنتظر النشر . - عمل محاضراً في تلفزيون دُبي ، وقدم برامج متسلسلة بالإنجليزية عن الفكر والفلسفة الإسلامية . - خرج عن مؤسسة التقليد ، إلى فضاء الإبداع . لا يشبه أقرانه ولا أهل جيله * أللهم اسكنه مسكن أحبائك الذين اصطفيت ، وأجر من تحت مرقده رافداً من جنانك التي لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرت بأفئدة البشر .
عبد الله الشقليني 12/01/ 2011 م
http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-39-36/1...-01-14-20-50-49.html
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى الأولى لرحيل البروفيسور : عبد المنعم بله (11 يناير 2012 ) (Re: عبدالله الشقليني)
|
(3) كان الراحل البروفيسور عبد المنعم بله من رموز ومفكري " منتدى السودان الفكري " بأبوظبي ، قدم الكثير من المحاضرات في الدين والقرآن والطب وأمراض الكُلى والحركة الوطنية واللغة القرآنية والعلوم الاجتماعية ، وكان الراحل همزة وصل بين جميع الثقافات ، وكانت له نقد واضح للحركة الإسلامية في السودان ، كان يتحدث كيف تم اختطاف العقيدة والدين لمصلحة الأجندة السياسية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى الأولى لرحيل البروفيسور : عبد المنعم بله (11 يناير 2012 ) (Re: عبدالله الشقليني)
|
(4) قدم البروفيسور " عبد المنعم بله " العديد من المحاضرات المتنوعة ، منها ذكرى مولد النبي الأكرم : سيد المرسلين ، وكانت إلقاء الضوء على الصورة المختلفة لكيف كان النبي وما هي سنته ، ليس مما ينقل المرء من السلف ، بل بإعمال الفكر في حث العقيدة على الفكر والتفكر ، وتقدير العلم والعلماء ، والحث على تغيير النفس ، فلا يغير الله ما بقوم إلا بقدر فعلهم لتغيير أنفسهم . تحث العقيدة على النهل من العلوم ومن الدعوة للتسامُح . قدم محاضرات عن القرآن وعن أمراض الكُلى وهو من المستشارين الذين يشار إليهم بالبنان . قدم محاضرة عن " الفساد " وأوسع أبواب التناول من الفساد في اللغة والفساد في النصوص القرآنية والفساد في الحياة ، وعرف المصطلح لغة وبيانا . قدم البروفيسور تجربته في الحركة الوطنية ، ووجه كثيراً من اللوم للرعيل الأول من جيل ما بعد السودنة ، وعدد تراخيها عن النهضة لتمتد لكل الوطن ، وتقاعسها عن نقل الأرياف البعيدة من دولة للرعايا إلى دولة المواطنة ، وأن الوطنيين لم يسهموا بالقدر الذي دفع فيهم الرعاة والزراع ضريبة تعليمهم . كان من ضمن لجنة تحرير الدراسة التي أعدها منتدى السودان الفكري حول " أزمة القضية الوطنية في السودان " وقدم رؤى نيرة في المسألة الوطنية ، كما قدم عدد من المحاضرات عن قضية دار فور وقضية الجنوب ، وأزمة التنوع الثقافي وإدارته والفشل الذي أدى لانفصال الجنوب .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى الأولى لرحيل البروفيسور : عبد المنعم بله (11 يناير 2012 ) (Re: عبدالله الشقليني)
|
الاستاذ العزيز .....الشقليني....شكرا لكوانت تختزن كل هذا الوفاء في زمن الانشغال والتلهي عن واجباتنا فمابالك الاصدقاء الرحمةوالمغفرة لرجل عظيم عاش ورحل بلا ضجيج الا المحبة والعطاء رجل قامه لم تسعفني الايام لاكمل ما اتفقنا عليه معا من رؤى هاتفته وهاتفني كثيرا كان مليئا بالعديد من الاطروحات التي لم تر النور كانت احلامه تجاه وطنه وناسه بلا حدود يريد ان يطور الانسان السوداني ....يريد ان يقدم وطنه ...ويريد ويريد ولكن الله يفعل ما يريد
شكرا لك وبرغم مرور الايام بسرعة الا انك تذكره وتذكرنا بذات الساعة العظيمة التي رحل فيها شكرا لكل الذين يشاركون ليلة تابينة وكنت اود ان اكون بينهم لانال هذا الشرف ولكن ظروفنا لن تسمح لمشاركتنا في برنامج اخر
للدكتور الرحمةوالمغفرة بقدر عطاؤه ولك وفائك ومنا المحبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى الأولى لرحيل البروفيسور : عبد المنعم بله (11 يناير 2012 ) (Re: نعمات حمود)
|
جزاك الله خيرا يا استاذ عبدالله نحن من شعب قليلا مايمجد اهل الفكر والعلم لو كان المرحوم مغنى او زمارا لبكينا عليه بكاء الثكلى الا رحم الله البروف واسكنه فسيح جناته نشهد بانه قد قدم الكثير لدينه ووطنه وقد رفع راسنا عاليا فله الرحمة من الله بالله عليكم كم من مغنى ليس له غير المجون والسكر نسود المنبر ونبكى ولكن ....... نسال اللله الرحمة لجميع موتى المسلمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الذكرى الأولى لرحيل البروفيسور : عبد المنعم بله (11 يناير 2012 ) (Re: عبدالله الشقليني)
|
في رثاء بحر العلوم : الدكتور عبد المنعم بله شعر : محمد سليمان موسى يناير 2011 م – أبو ظبي
عَينُ الكِرامِ لهَولِ فَقدِكَ تَذرِفُ ... الطِبُ يُرعِدُ والحصافةُ تَرْجِفُ دَهَمَ الزَّمانُ بِكَ الزَّمان ففاتَهُ ... خُلُقٌ قَويمٌ فاتَهُ المُسْتَظرَفُ رَفَّاعَ ألوِيةَ العُلومِ أرى العُلا ... مَهجورةٌ سَحَاتُها تَتَلَهَّفٌ إني أخالُكَ في المقابرِ فَرِحةً ... إذ جِئتُها .. هَالوا التُرابَ وأسْرَفُوا إني أرى الدُّفانَ حَتماً بالَغتْ ... أيديهموا وجُفُنُهم كَمْ تَنزِفُ أوَ مَا دَرُوا أنَّ المَكارِمَ في الثرى ... وُضِعت ووُريتَ الثَّرى يا مُصحَفُ ذا المُنتدى تُرثيكَ منه حُروفُنا ... ليتَ القصائدَ إذ نَجئُ تُكفكِفُ دَمعاً مِن الإخوانِ في فقد الذي ... صانَ المودَّة عِندنا ويُرَفْرِفُ
عَلَماً هُناك النارُ في عَليائه ... يَا مُنعمَ الأخلاقِ إنا خُوفَّ ُ إن أنتَ رحلتْ عن الدُنا أيامُكَ ... كيفَ المصيرُ ونحنُ قومٌ رُجَّفُ
*
| |
|
|
|
|
|
|
|