|
من "مروي" لا "دارفور" .. المتمردون يهددون الخرطوم .. حقائق وتحاليل عسكرية جديدة
|
من مروي لا دارفور المتمردون يهددون الخرطوم
إسماعيل كشكش Image الشرطة السودانية تنتشر في أم درمان بعد إحباط الهجوم الخرطوم – استبعدت مصادر سياسية سودانية ما ذهبت إليه السلطات من أن هجوم حركة العدل والمساواة المتمردة غير المسبوق على مدينة أم درمان يوم السبت الماضي، كان الهدف منه مجرد "فرقعة إعلامية" غير مخطط لها؛ بغية تحريك ملف دارفور المُجمد.
وأكدت هذه المصادر في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "الهجوم تم على نحو مدروس بعناية، وأوجد واقعا ميدانيا حول أم درمان، بما يشكل قاعدة يسهل الانطلاق منها لمعاودة الهجوم على المدينة والعاصمة"، متوقعين هجمات أخرى.
فمقاتلو الحركة المتمردة في إقليم دارفور غرب السودان، بحسب المصادر، "لم يأتوا من الغرب أو الجنوب لمهاجمة أم درمان، ولكنهم أتوا من منطقة جبال حوش قرب مدينة مروي شمالا، والتي تشهد بناء السد الجديد، حيث تحصنوا فيها جيدا وأعدوا أنفسهم، ثم شنوا هجومهم غير المسبوق على أم درمان". طالع:
* مستشار البشير: "أم درمان" لا تعني اختراقا أمنيا
وأرجعوا اختيار هذه المنطقة إلى أن "جبال حوش بجانب كونها مصدر تهديد بضرب سد مروي الجديد، تتميز بتضاريس جغرافية يصعب السيطرة عليها، فهي عبارة عن منطقة جبلية حلزونية يسهل الاختفاء والتحصن بها، كما أنها تبعد مسافة 300 كم عن أم درمان، ومن ثم تمثل قاعدة انطلاق لمهاجمة المدينة، ثم الخرطوم".
"خلايا" أم درمان
"وصول متمردي العدل والمساواة إلى أم درمان بهذه السهولة" استبعدت المصادر "أن يكون قد تم دون وجود دعم من عناصر عسكرية".
ورجحت أن تكون هذه العناصر هي العناصر العسكرية التابعة لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، الذي يقوده الدكتور حسن الترابي، الذي اعتقلته السلطات لساعات بعد يومين من الهجوم.
ولا ينفي الترابي أو يؤكد صلته بحركة العدل والمساواة، لكنه اعتبر بعد إطلاق سراحه أن الهجوم قد يحسن من فرص السلام في دارفور والديمقراطية في السودان.
ورجحت المصادر أن تكون "عناصر المؤتمر الشعبي التي فصلت من الجيش قبل خمس سنوات قد شكلت خلايا قوية داخل أم درمان والخرطوم.. هذه الخلايا هي من تبحث عنها حاليا قوات الأمن؛ وهو ما يفسر إعادة فرض حظر التجول في أم درمان أمس إلى أجل غير مسمى".
"حتى سقوط النظام"
وانطلاقا من الوضع الميداني المميز بجبال حوش، يمكن قراءة تهديد زعيم الحركة خليل إبراهيم أمس بشن مزيد من الهجمات على الخرطوم "حتى سقوط هذا النظام (الرئيس عمر البشير)".
وهدد النظام بالمزيد قائلا: "هذه مجرد البداية لعملية، والنهاية ستكون بانتهاء هذا النظام.. لا تتوقعوا هجوما واحدا آخر.. هذه مجرد البداية"، نافيا انهزام مقاتليه على يد القوات الحكومية.
وقال خليل في اتصال هاتفي لرويترز عبر الأقمار الصناعية إنه يتحدث من أم درمان، لكن السلطات نفت ذلك، وقالت إنها تطارده خارج العاصمة.
الدعم الشعبي
على الجانب الآخر، قلل وزير الدولة السوداني للشئون الخارجية على الكارتي من تهديدات زعيم العدل والمساواة.
وقال الكارتي في مؤتمر صحفي بالسفارة السودانية في القاهرة أمس: إن "زعيم العدل والمساواة يشعر بحالة اختناق، وإذا كان مستعدا للقيام بهذه المغامرات، فنحن مستعدون للرد على هذه المغامرات".
وفي نفس الاتجاه، رجح الدكتور حسن السعودي أستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين أن "تريث الحركة في شن هجمات جديدة هو لحين تلقي دعم شعبي يساعدها في السيطرة على الأرض"، معتبرا أن "عدم تلقي الحركة هذا الدعم في هجوم السبت كان أحد أسباب فشله".
واعتبر د. السعودي في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن توقيت هجوم أم درمان يعكس رغبة "العدل والمساواة في تصعيد ملف دارفور الذي تجمد منذ المفاوضات التي تعثرت قبل تسعة أشهر".
|
|
|
|
|
|
|
|
|