|
Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر (Re: صلاح شعيب)
|
شكرا عزيزنا ... شعيب,
تتقاطر إحداثيات المأساة السودانية هكذا ... وتسير على دروبها الخاصة, ليظل كل المجتمع فى محط التجهيل, ثم التهليل لإنقشاع الحدث. فأمرنا ما يزال متعكرا وما تزال { السلطة } تقوم مقام القوة العسكرية والجبروت الأمني, فيما المعارضة كذلك ... إمتطت ذات الصهوة, ولسانها حالها يقول { ما حدش أحسن من حد } فوصلنا إلى تراجيديا الصراع, وصار الدم حماما لزاخم المشاعر, المستوطنة فى مؤخرة العقل الباطني لناشطينا السياسيين والعسكريين, لا يناقشونا فى أفكارهم ولا يستفتونا فى مقبل خطوايهم, فقط { يعملوها } وتجي تارة للناس, وهم المنبهطون, الهليعون عند مرمى الحدث, العاجزون عن إستيعابه, فتكون أحمد الدعوات هنا { سلامة الوطن } ونجاته من طوق الغزاة. دوائر عبثية تحط على طريق الناس, وتفرج العالمين علينا وفي وثق بالتخلف والإحتراب ومساكنة الإستثناء. فالعالم حولنا لا يعرف فيم نختلف وعلام نحترب ... وكلنا { سمر } ... لم نقدم بعد الأنموذج الذي يفتهمه العصر وأنماطه فى التداول والتفاهم الإنساني. إحتل حزب الله غرب بيروت في نفس اليوم الذي حاولت فيه حركة العدل والمساواة إحتلال عاصمة السودان ... فيما { يسهل } حسابنا بالجملة ... والتعريض بنا فى دوائر العالم المرئية والمسموعة . كل مراكز القوى السودانية تحتاج اليوم إلى { تايم أوت } لتستدرك مفضيات أواخير أعمالها ونتائجها ومضاعفاتها. وكل شعب السودان يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى, لأن يعيد سبر أحواله وتنظيم قوته وتفعيل أثرها, دون تركها للشطط والشطط المضاد ... فليس من حل سوى حضور الجماهير السودانية إلى المسرح السياسي وإعتلاءها لمنصة أمرها وحزمه بما يتوافق مع تطلعاتها ومراداتها... إذ يتوجب اليوم قبل الغد محاصرة دوائر الإستثناء, وتمديد خطوط الإتصال الشعبي ليكون قرار الشعب هو الفائز فى نهاية المطاق. لقد تعبنا من سلطة جائرة ومن معارضة تتقافي ومسير السلطة. آن الأوان لتغيير نوعي فى خارطة الفعل والتأثير على مجريات الأحوال السودانية ... وأدعو هنا لتحرك جماهيري يبدأ بفرز عيشة الشعب من سلطة لم يخترها, ومن معارضة غير ناطقة ولا مفوضة للحديث بإسمه ... أدعو ... لإنبعاث وطني جديد يعيد ترتيب الخارطة السياسية بما يسمح للشعب أن يقول قولته, وأن يتخذ قراره ... وأن يظل هو حارس مقدراته وحالل مشاكلة وعبر الكيفيات والآليات التي يختارها ... وحيث تقتضي العهدة الجمعية أن تكون الديمقراطية هي الأداة وكرامة العيش والعدل هما الهدف.
... ربنا يقيل عثرة شعبنا ... وشكرا مجددا ... شعيب.
|
|
|
|
|
|