حرب العصابات والغوريلا عادة يراد بها اضعاف السلطة المركزية او تفكيكها او اجبارها على التفاوض ولا يراد بها مطلقا اسقاط السلطة المركزية بصورة مباشرة وسريعة وان ادت الى ذلك في النهاية
وهذه العملية يراد بها في تقديري احداث خلخلة في النظام السياسي والاجتماعي السائد في مدينة امدرمان أو بنية العاصمة القومية، والتي هي اصلا ريف كبير به بعض ملامح الحضر(خاصة غرب امدرمان)، بصورة تجعل استعداده لحمل السلاح والتمرد كبيرة وعالية.
وتتم هذه الخلخلة أو "تمريد " المدينة على النحو التالي: * أن تقوم مجموعة صغيرة مسلحة جيدا ولها كفاءة قتالية، وغطاء آيديولوجي مناسب» " او خطاب سياسي حاشد مثل التهميش او التمييز وغيرها" بشن هجوم مفاجئ على العاصمة او امدرمان ثم تهرب او تختفي وتذوب في المواطنين رغم العدد الواضح للأسرى او القتلى.
* تقوم القوات المسلحة وقوات الامن بملاحقة المتمردين، وتتخذ اجراءات قد تصيب المواطنين الابرياء سواء من دارفور او كردفان او امدرمان في المنطقة ومناطق اخرى مجاورة
* ان تدفع الإجراءات التعسفية والاعتقالات على أسس الهوية واللون والعرق واللغة واللهجة الى استعداء اعداد كبيرة من سكان العاصمة فيندفع بعضهم لمناصرة المتمردين، فيلجأ بعضهم إلى البحث عن السلاح وحمله - علما بأن العاصمة قد اغرقت به من زمن طويل- ثم الدخول في مواجهات مسلحة مع المؤسسة العسكرية والأمن.
و تحقيق هذا الهدف يعمتد بقدر كبير على السياسات التي ستتبع بعد دحر العملية عسكريا حيث يساعد بطش هذه الاجراءات وتعسفها والاعتقال على اسس الهوية واللون واللغة واللهجة على تسعير الوضع وكسب الاهداف المرجوة من "تمريد المدينة" اي دفعها للتمرد، الى درجة احداث مواجهة بينها وبين المؤسسة العسكرية والأمنية، بصورة تجعل الاشتباكات العسكرية عملا يوميا في العاصمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة