"حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-05-2024, 02:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة احداث امدرمان 10 مايو 2008
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2008, 03:27 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر

    دخلت بلادنا بعد احداث السبت المفاجئة إلى طور جديد أصبحت العاطفة الاثنية هنا وهناك هي التي تحرك الناس. فيما إنتهى نشاط العقل إلى إجازة مفتوحة براتب الثأر والثأر المضاد. وبين هؤلاء وتلكم من الفريقين لاذ البعض إلى الصمت. وللاسف تعطل كل رصيدنا المثقف المميز إلى متابعة من يصنعون الاحداث وأصبحت معظم النخب تتمنع من أن تخط تعليقات متأملات تعيد للعقل اعتباره وللعاطفة الغاضبة سكونها وللمستقبل إشراقه.
    هي أيام قليلة كشفت بعض نتائج اختبار لهذا التساكن التاريخي، وللأسف أيضا لم تشفع لنا قيمنا العقدية والثقافية معالجة حادثة أمدرمان بالحصيف من الكلم، وبالسديد من النصح، وبالعميق من الرأي الذي يبني ولا يهدم في مثل هذه الأيام. .
    السلطة كعهدنا بها أمسكت بالصيد الثمين الذي أنتزعته من فوق جثث سودانية عبر روع وخوف ألم بالمواطنين وما دروا أنهم في حلم او واقع. ونشطت كتائبها في الانترنت إلى تخريب الوئام السوداني وإبداله بتعميق الإحن والمرارات الاثنية. وبإلاستزادة من فكرالأثنية تعامل المسؤولون الذين أرادوا نصرا يعزز خطوهم في السلطة فأستجاب بعض مؤيدي وغير مؤيدي أحداث السبت بفكر يعمق بالقبلية ولا يعزز لفرص التوحد القومي ووسط هذا الجو استجاب بعض أبناء دارفور وبقية أبناء الوطن إلى طعمهم وردو الصاع صاعين. وعليه تجيشت أفئدة الناس بالكره لقبائلهم حتى بدا أنه ليس من بيننا مجموعة من الرشداء يقفون بحزم ضد قيادة المناخ السياسي الذي خلفته أحداث الاثنين إلى التمزق الاجتماعي، حيث لا يكون للعقل دوره وللحكمة مثولها.
    1ـ إن حادثة أمدرمان هي تمظهر طبيعي للصراع التاريخي بين المركز والهامش، بين الايدلوجيا وخصيمتها، بين الوطني والنفعي، بين الحق والباطل، بين العرقي والقومي ، بين الوعي والجهل ، بين العزيمة والخوار، بين الصدق والمكر، بين الوحدة والتشرذم، بين الداخلي والخارجي، ولا يمكن النظر إلي حادثة أمدرمان إلا ضمن هذه الاطر. ولا يمكن أن ترتد المعالجة إلىها بواسطة سوالب العاطفة التي لا ترتدع بإله أو قيم أو تاريخ مشترك أو حكمة..هي مطلوبة في هذه المحكات بدلا من الانسياق إلى شيطان الثأر والثأر المضاد.
    2ـ إن حادثة أمدرمان لا تعالج بالتأييد المطلق أو الادانة التامة أو التحفظ المحترز أو المتهرب وإنما تعالج بضرورة التفكير الدؤوب الحادب والمثابر الصادق الذي يحولها من أزمة إلى نعمة، وكما يقول الله تعالى في محكم تنزيله "( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) سورة البقرة 216"، وهذه هي القيم العليا التي نريد للفرقاء أن يحتكموا إليها ليجدوا فيها ثمة مهتديات يؤمنون بها بدلا من إسقاط الإله أو قتل مدينة فضائله. فنحن البشر بفطرتنا حقا نكره الحرب والدمار والترهيب والثأر والتخويف. ولكنا نعلم أيضا أن الحروب ومشتقاتها المزيلة للاخضر واليابس لا تأتي من فراغ أو سماء وإنما تذكيها عوامل من ضعف انساني واسباب من عجز لإيراد موارد الحكمة في التفكير والكتابة والتبصر في التلفظ والروية في إصدار الاستنتاج والصدق في العمل.
    3ـ إن حادثة أمدرمان هي التوأم لحادثة الفاشر والتي أخذت بالبلاد إلى حرب دارفور التي تكاد أن تنهي وجودنا. وأي تحليل خارج هذا السياق ينزع إلى تعمية بصائر شعبنا ويقودها إلى الهلاك. وعلى "1" الذين تروعوا منها عليهم أن يدركوا أن أخوانا لهم في الإنسانية والمواطنة والمعاشرة يعايشون يوميا مثيلا عظيما من الرعب لم تعمل حكومتنا المسؤولة أمام الله تدبير أجراء سياسي لإنهائها وإنهاء تلك السنين التي جعلت دارفور الآمنة موطنا للموت ووضعت السودان في دوائر الاستقطاب الاقليمي والعالمي ودفع كل سوداني ثمنا لها. وعلى "2" الذين أرادوا أن يسقطوا السلطة بهذا العمل القاصر في تفكيره السياسي/الاستراتيجي أن يفطنوا أن هذه المغامرات لن تحل أزماتنا ولعل التاريخ القريب الذي ذهب فيه أبرياء من أبناء شعبنا تغرروا بنوايا قياداتنا السياسية في يوليو 1976 ينهض دليلا على أن من مصلحة السودانيين جميعا أن يتواصوا بالصبر في بحث الحكمة لحل مشاكلهم التي تقود إلى الحروب وربما إلى نهاية دولتهم.
    4ـ إن حادثة أمدرمان هي مسؤولية النظام القائم في السودان وكل الذين يشاطرونه المسؤولية وأولئك الذين يصمتون على الظلم والقمع الذي طال كل قطاعات شعبنا في الشرق والغرب والشمال والجنوب وعليه أن يتحمل النظام مسؤولياته الاخلاقية في المبتدأ لمحاسبة نفسه قبل التفكير في وضع الحلول التي تساعد على حل مشكلة دارفور وبقية المشاكل التي أرهقت كاهل السودانيين وهجرتهم في فيافي ووهاد الارض.
    5ـ إن حادثة أمدرمان تفرض على قيادات دارفور أن تعود بالقضية إلى المربع القومي بعد أن تلملم صفوفها ويجب عليها أن تدرك أن أوليات العمل السياسي في هذه المرحلة تتطلب وحدة الدارفوريين جميعا وتمثيل كل قطاعاتهم في مفاوضات سلام تحقن الدماء في دارفور وتعيد المشردين في المعسكرات إلى ديارهم وأن يتم تعويضهم على الضرر البالغ الذي حدث لهم. وإن هذه الحركات مسؤولة بشكل مباشر أمام الله ومواطنيها الدارفوريين والسودانيين في وضع تصور عام لحل مشكلة دارفور تعرضه على كل القيادات القومية التي تتعاطف مع المشكلة بحيث أن تقوي نفسها بدعم محلي وورضا قومي لا منجاة منهما وهما يقومان مقام العاصم الوحيد أمام تجاوز حقوق أهل دارفور والحافظ لوحدة السودان وإلا سوف يسهم هؤلاء القادة في تمزيق دارفور واستدامة الازمة.
    6ـ إن حادثة أمدرمان تتطلب وعيا قوميا لكل المؤمنين بالتغيير نحو سودان ديمقراطي حر تتساوى فيه الحقوق والواجبات، سودان يقوم على عهد جديد محاط بعقد اجتماعي جديد يضع الاسس السليمة لبناء وطني فيدرالي يحقق التعددية الثقافية..إل تلك الادبيات الايجابية التي أفرزتها الكراسات السياسية للقوى السياسية السودانية في نضالها التاريخي نحو وطن تسوده الوئام ويزينه السلام.
    7ـ إن حادثة أمدرمان ينبغي أن تكون مجالا لقياداتنا السياسية جميعها بأن تتداعى فيه لبحث أزمة دارفور بالجدية المطلوبة وممارسة نوع من الضغط السياسي المؤثر على كل الفرقاء المتحاربين، على أن يتبع هذا الجهد ضخ الفكر القومي الذي يوحد السودانيين ويسعى لازالة الاحتقانات الإثنية التي صارت عاملا مؤثرا في الخارطة السياسية السودانية. ولا يثمر هذا الجهد إلا إذا وعت هذه القيادات السياسية عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذه الظروف العصيبة التي يعاني منها وطننا العزيز.
    8ـ إن حادثة أمدرمان هي المحك الذي يستبين فيه عطاء المفكر الذي تراهن عليه أمتنا السودانية وبراحا لأهل القيم والفنانين ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء في كل الحقول العامة لتقليل تاثيره على أرض الواقع. ومن واجب الصحافة وأجهزة الاعلام أن تراعي المهنية الصارمة في عرض الخبر والراي حتى لا تسمح لدعاة الفتنة أن يندسوا بين الصفوف ويقودوا الرأي العام إلى التصعيد العرقي الذي يفيد بعض الجماعات.
    9ـ إن حادثة أمدرمان محرض اساسي لكل أهل السلطة بالاعتراف أن السلام الدائم الذي يساعدهم في حيواتهم هو إنما المسؤولية في تنمية العلاقات الانسانية بينهم وإحترام بعضهم البعض في لحظات الفرح والغضب ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بغسل النفوس من الغبائن والتعامل مع مصالحهم فوق مصالح السياسيين. فلا مصلحة
    10ـ إن حادثة أمدرمان تفرض على الاخوة الذين يقودون الاعلام الاليكتروني أن يلعبوا دورا بناء وإيجابيا في نشر المفيد من الاخبار والمقالات التي يشارك بها الاخوة الكتاب. والامل الكبير الذي نراهن عليه هو أن كل الاخوة الكتاب في منابر الانترنت يتحملون أمام الله مسؤولية ما يكتبون ويملي عليهم واجب الحفاظ على العلاقة التاريخية بين السودانيين التخلص من النعرات العنصرية التي تسيئ لقبائل السودان في الشرق والغرب والجنوب وعليهم أن يبنوا الرأي السديد في تبيان وجهات نظرهم
    وإحاطته بالحجة مهما كان الرأي واحترام بعضهم البعض.

    آمل أن تسهم هذه الكتابة في تقليل الاثر السلبي الذي تركته حادثة أمدرمان..وأملي أن نطفوا فوق جراحاتنا بتعظيم دور العقل وكبح جماح العاطفة.
                  

العنوان الكاتب Date
"حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر صلاح شعيب05-12-08, 03:27 AM
  Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر Ismail Yasin05-12-08, 03:55 AM
  Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر HAYDER GASIM05-12-08, 04:02 AM
  Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر Bashasha05-12-08, 04:20 AM
    Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر صلاح شعيب05-12-08, 04:40 AM
      Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر صلاح شعيب05-12-08, 04:42 AM
        Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر صلاح شعيب05-12-08, 04:45 AM
          Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر صلاح شعيب05-12-08, 05:50 AM
  Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر Omer Abdalla05-12-08, 06:27 AM
    Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر صديق عبد الجبار05-13-08, 06:37 AM
      Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر Abdelhafiez Hassan05-13-08, 10:37 AM
        Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر ABDALLAH ABDALLAH05-13-08, 01:24 PM
          Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر altahir_205-13-08, 04:11 PM
            Re: "حادثة أمدرمان": هذه هي وصاياي العشر صلاح شعيب05-13-08, 05:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de