|
الروائي العالمي .. وموسم الهجرة إلي الجنوب
|
الروائي العالمي وموسم الهجرة إلي الجنوب بقلم: صلاح الباشا [email protected] كانت حقاً سهرة فضائية ممتعة ورشيقة .. تلك التي بثتها الفضائية السودانية ثاني أيام عيد الأضحي المبارك حيث كان الضيف هو الروائي العربي العالمي الأستاذ (الطيب صالح) ، وكانت المضيفة هي الأستاذة (كوثر بيومي) مراسلة الفضائية السودانية بعاصمة الثقافة والفنون (القاهرة) .. فالأسئلة كانت شاملة وقد أتت من خلفية تظهر تمكناً من المذيعة في مادة الحوار .. وقد كست الأسئلة تقنية متقدمة وحضور بائن في الطرح بما إحتوته من كثافة معلومات عن إبداعات ومضامين روايات الأستاذ الطيب صالح ومن تجاربه الثرة.. بعد أن غاب مبدعنا الأستاذ الطيب صالح سنوات طويلة عن الشاشة السودانية ؟
ومن جانب آخر .. وهو الجانب الذي شدّ إنتباه المشاهد .. هو لغة المحاورة وروعة الإجابات وسهولة السرد للأحداث وللرؤي العميقة حول مختلف الموضوعات التي أثيرت في اللقاء، مما زاد من جرعة الإمتاع .. وقد مرت ساعات الحوار عجلي .. حيث كنا نتمني أن يمتد الحوار ويتشعب أكثر لأن مبدع في قامة الأستاذ الطيب صالح يحتاج إلي سلسلة طويلة من الحلقات، وليس ذلك يعود لشهرة رواياته التي أصبحت عالمية بعد أن تمت ترجمتها إلي عدة لغات حية .. لكن لأن للطيب صالح مخزون من التجارب الإنسانية - الإجتماعية منها والثقافية - إمتدت لنصف قرن من الزمان بالتمام والكمال منذ أن تم إختياره مذيعاً بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بلندن في عام 1953م حين كان السودان وقتذاك تحت الإحتلال البريطاني.. إلي أن تم إختياره مديرا عاماً لوزارة الإعلام بدولة قطر .. ثم خبيراً للثقافة بمنظمة اليونسكو في رئاستها باريس إ لي أن وصل سن التقاعد ويقيم الآن في لندن.
ومن المحطات الجميلة في ذلك الحوار هي ذكرالعلاقات الإبداعية التي نشأت بين الطيب صالح والناقد الرقم (رجاء النقاش) الذي تربطه معه وشيجة الإبداع والهم الثقافي ، وكذلك علاقته الممتدة حتي اللحظة مع الأستاذ الأديب (محمد بن عيسي) وزير خارجية المغرب الحالي الذي كان له الدور البارز في فكرة قيام مهرجان (أصيلة) الثقافي السنوي بالمغرب حيث ظل الطيب صالح من أهم رموزه المشاركة دون إنقطاع .. بمثلما ظل يشارك أيضا في مهرجان الجنادرية السعودي سنوياً .. وبالطبع لم تنقطع مشاركاته وزياراته لدولة قطر من وقت لآخر كما نري . وقد تطرق الحوار حول إحساسه الخاص بعد أن أختارت مؤسسة الكتاب بالنرويج روايته ذات الشهرة الممتدة (موسم الهجرة إلي الشمال) كواحدة من ضمن أحسن مائة كتاب ورواية عالمية علي مستوي تاريخ الإنسانية جمعاء منذ بدء الخليقة ، ومعها من العربية رواية أديبنا الكبير نجيب محفوظ (أولاد حارتنا) التي سبق لها أن فازت بجائزة نوبل العالمية بالسويد قبل عدة سنوات.. وهنا فقد ذكر الأستاذ الطيب صالح أنه سعيد بهذا الإختيار .. وبالطبع له الحق أن يفرح وأن نفرح معه وله .. فروايته أصبحت تحتل موقعها المتقدم و العالمي مع روايات الآخرين من أمثال: تولستوي وفكيتور هوجو وبلزاك وتشارلس ديكينز وبيرتراند راسل وبرناتشو
وقد تناول الحوار في إحدي جوانبه (أبو الطيب المتنبيء) الذي تمثل أشعاره جذباً لدرجة العشق عند الطيب صالح ، حيث ذكر أن المتنبيء هذا لو ولدت أعماله في بيئة غربية تهتم بالتراث لكان الآن له شأن كبير علي المستوي العالمي ولكتبت فيه بحوث ودراسات ، ولترجمت أشعاره إلي عدة لغات . لكن تبقي مسألة الإجابة من الطيب لسؤال من محاورته كوثر بيومي الذي ختمت به تلك السهرة : متي يعود الطيب صالح ويبدأ موسم الهجرة إلي الجنوب ..؟ أي إلي بلاده السودان ... ذلك ماسوف نتطرق له في حلقة قادمة إنشاء الله
|
|
|
|
|
|