تمنّت فُوَيقا والصراةُ حيالها ترابُُ لها من أينقٍ وجمالِ
وأعجبها خَرقُ العضاهِ أنوفها بمثل أبارٍ حُدّدت ونصالِ
فابكَ هذا أخضرُ الجالِ معرضا وأزرقُ فأشرب وأرعَ ناعمَ بالِ
ستنسي مياهاً بالفلاةِ نَميرةً كنسيانها ورداً بعينِ أثالِ
وا حسرتا يا إبن العم
الموت كان يبتسم,ثالث ثلاثة ونحن نتذكر ونضحك في نزل المشتل وفي مطعم المرابطين وحين غنا لنا عبد الله حداد أغانيه المريرة الحزينة عن أحوال الفلسطينيين وسائر العرب
كان الموت يبتسم لأن أحدنا قد بقي له شهر واحد من رصيد العمر ؟ هل كان يبتسم بسخرية أم حزن؟
يموت جزء منك حين يموت صديق عزيز هذا ما عناه ابو نواس بقوله (وأراني أموت عضوا فعضوا)
الأرض كأنما تتناقض أطرافها ,والمصابيح في دجي روحك ينطفئ منها مصباح , الأفق يتسع ويضيق, الصداقة مثل الحب ,أقل وأكثر الصديق الذي يحمل عنك مؤونة التكلف كما قال عبد الملك بن مروان (لقد تأبطنا الحسناء وركبنا القارة من الخيل, وأكلنا اللذيذ من الطعام, ولبسنا الناعم من الثياب, ولم يبقي الأن إلا جليس يحمل عنا مؤونة التكلف) لأنه أكرم عبد القادر صالح ولأنني الطيب محمد صالح, صرنا إبني عم , رب أخ لم تلده أمك وكذلك إبن عمك
حييا يحبب إليك الحياة قليلا وميت يسهل عليك الموت قليلآ كمصابيح رهبان إمرئ القيس
نظرت إليها والنجوم كأنها مصابيح رهبان تشب لقافل
مصباح في بيرن ومصباح في واسنجنطون ومصابيح في لندن والخرطوم وتونس والقاهرة ومصباح في بيروت, أه, مصباح في بيروت, مثل نار المحلق
تشب لمقرورين يصطليانها وكأن علي النار الندي والمحلق
تشب علي ذري جبال في خيالك, من المحيط للخليج. أشقاء في المأزق والمنفي, المأكل والمشرب,وأحزان النزوح وأحلام التوبة والأوبة
أن تعرف إنسانا قريبا مما تعرف نفسك. أو لا تعرفه كما لا تعرف نفسك, كما يعرف السجين السجين والمسافر المسافر, والطالب الغريم ,والجندي الجندي في ميدان القتال
تضحكان لآن الضحك وراءه ضحك والأحزان وراءها أحزان, كموج في أثر موج وقد كنت شاهدا عليه , وكان شاهدا عليك, والزمان غض الإهاب والدار دار حرب, وأنتما أثيران ولا تدريان, مهزومان ولا تدريان(بكيت علي أطلال سلمي في الحانات وما صليت صلاة العشاء وقد أذن الفجر)..
كل خطوة مشيتها , تفتكر وتنسي, وكل ذلك شر,لآن الذي تبحث عنه قد خلفته وراءك,سرت بقدميك الي حيث أخذت وأعطيت وذدت الي قيودك قيدا,نسيت من أنت وظننت الأمر سهل ,جزعت حين سمعت, وقد كنت سميعا مطيعا.
وما حسن أن تأتي الأمر طائعا وتجزع ان دعي الصبابة أسمعا
رأيت عينين سوداوين وبشرة سمراء, وهبت عليك ريح الخزامي,وقلت يا لهف نفسي,هاتان العينان,أين كانتا من قبل. تنورت نارها حين هطل الثلج ولكن هيهات هيهات
طلبت الشفاء عند الأطباء ولكن شفاؤك عند الصبي العربي اليتيم
ومالك بالمدينة وحده يسرح الإبل.
لقد بكيتما معا حين قال شكري القوتلي (إننا نضع أقدام الأجيال القادمة علي طريق الوحدة والحرية).
وبكيتما معا حين قال عبد الناصر إنه توقع القارة من الشرق فجاءته من الغرب, ولما أنشدت أم كلثوم من كلام صلاح جاهين (ثوار علي طول المدي ثوار مطرح ما نمشي يفتح النوار)
يذهب فجأ كما يخيل لك , ولا يبقي إلا ما يشبه الإحساس بالعضو بعد بتره , أو شئ مثل ظل الغمام .
يتبع
(عدل بواسطة aba on 08-19-2003, 11:38 PM)