|
Re: مقالات لـ : الطيب صالح – خالد المبارك – محمد إبراهيم الشوش حول دارفــور (Re: إسماعيل التاج)
|
دارفور بين خواجات .. وخواجات
د. خالد المبارك
تدل بعض التعليقات الغاضبة في الصحف السودانية على ان بعضنا يضع كل الخواجات في سلة واحدة، هذا غير صحيح تاريخياً فقد عارض كثير من الانجليز سياسة بريطانيا حيال الثورة المهدية «على سبيل المثال» وفي المستعمرات كما اوضحت في مقالاتي المعنونة «الاسد البريطاني والحمائم البريطانية».
وهو غير دقيق فيما يتعلق بمأساة دارفور، هناك «خواجات الحرب الاهلية» الذين تحركهم المصالح الذاتية ومصالح اخرى معلومة «دينية» ومصالح مجهولة لا نستطيع ان نبرهنها في ساحة محكمة، هؤلاء لا يمثلون بالضرورة سياسة الدولة العظمى والدليل على ذلك انهم فشلوا حتى الآن في اجهاض مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة كما فشلوا امس الاول في الدعوة لغزو السودان أو توقيع عقوبات عليه.
ثمة فرق بين هؤلاء الخواجات والمنظمات الكبرى العاملة في مجال الاغاثة وحقوق الانسان .. رفض مندوب «اطباء بلا حدود» ادانة الحكومة السودانية وقال ان مهمته تنحصر في انقاذ الارواح، كما قال ادريان ماكنتاير ممثل اوكسفام في شمال دارفور ان ما تحتاج اليه المنطقة ينحصر في ثلاثة اشياء عاجلة : المال والمعدات والمتطوعون، لم يطالب عبر الـ «بي بي سي» بهجوم أو احتلال.
من السذاجة ان نفترض ان خواجات الحرب الاهلية لا يحاولون اختراق منظمات حقوق الانسان الكبرى أو منظمات الاغاثة الكبرى، لكنهم ــ حتى اذا نجحوا ــ لا ينجحون إلا في المستويات الدنيا، لان القائمين بأمر هذه المنظمات ليسوا مغفلين، انهم يعلمون كيف يسير العالم ولهم خبرة في العمل النشط فيه ولهم في التراث الديمقراطي والمؤسسات الديمقراطية سند ومعين يوفر لهم الحد المطلوب من العمل بعيداً عن السيطرة المباشرة أو غير المباشرة للحكومة أو «الاصابع الخفية».
فلنغضب اذا غضبنا، وليكن غضبنا مستنيراً، فالخواجات انواع، تماماً كما ان السودانيين انواع واليهود انواع.
جريدة الراي العام السودانية
|
|
|
|
|
|
|
|
|