|
Re: منسي إنسان نادر على طريقته .. والطيب صالح مبدع متفرد على طبيعته (Re: عاطف عبدالله)
|
Quote: قال السفير " يسعدني أن تتعشيا معي هذا المساء إذا لم تكونا مرتبطين" كنت أعلم أن منسي سوف يقبل دون تردد، فهذا طريق جديد انفتح له، يسير فيه كعادته دون أن يلوي على شيء؟ تجربة إنسانية يلاحقها كما يفعل الشعراء والفنانون، أنا أيضا لا أبالي أفعل ذلك في بعض الأحيان. سارعت بالاعتذار للسفير، ولابد أنني فعلت ذلك بلهجة حاسمة لأن "منسي" اكتفى بأن نظر إليً باستغراب ولم يقل شيئاً. لعني لم أقبل دعوة السفير، لأنني أحسست أنه يبالغ في الحفاوة بنا على افتراض "أهمية" ليست لنا في الواقع. أن هذا المقطع من حكاية منسي وهو يصور دعوة السفير الأسترالي للطيب صالح بعد أن كانت السفارة الأسترالية تماطل في منحه تأشيرة الدخول ، وبعد أن عرفهم "منسي" بمن هو الطيب صالح ومكانته الأدبية المرموقة دعاه السفير في مكتبه ومنحه إذن الدخول للأراضي الأسترالية ومن ثم دعاه للعشاء.. |
وهنا.. وهو ما يؤكده الكتاب طوال صفحاته الـ 195 وفصوله الـ 34 "تواضع" للكاتب وفي ظهوره يكتفي بلعب دور المساعد "لمنسي" مع أن وجوده الآسر وحضوره الساحر في كل مشهد يستحوذ على لباب "الكادر" لو كان هناك تصوير وسينما إسكوب لما قبل "لورانس أوليفيه" الظهور مع الطيب صالح في مشهد واحد،فمهما علا شأن دوره وقدرته على تقمص ذلك الدور. فإن الطيب صالح سيطغي عليه، ليس بتمثيله بل ببساطته وسحر بلاغته.حتى ولو كان صامتا لا يتكلم فأن حضوره الطاغي يحجب وجود الآخرين مهما سطعت الأضواء حولهم. يا سيدي يا طيب يا صالح أنت أعلم ولست بحاجة لمن يذكرك بأنك أكبر مكانة بعطائك وأدبك وعلمك وفنك من ذلك السفير وسفارته وكل حكومته والساسة في كل أنحاء الأرض لو اجتمعوا ليقدموا لنا تحفة "بندر شاه" أو "نخلة على الجدول" لما تمكنوا أن يخطوا حرفا واحدا كما خطت يراعك .. ربنا يحفظك ..
|
|
|
|
|
|