|
Re: الروائي الطيب صالح يكشف البعد الشعري للمعري !!!!!!!!!!! (Re: Frankly)
|
الاخ فرانكي ،،
التحية والسلامات
وشكرا علي هذا التنوير البليغ بآراء رائع الرواية السودانية العالمية الاستاذ الطيب صالح ..
مع توقيرنا لرأي الاستاذ في إبراز البعد الشعري لأبي العلاء المعرّي علي حساب بعده الفلسفي ، إلآ أنّ أباالعلاء ، كما وصفه الأقدمون والمحدثون هو : شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء . تروج عنده الاسئلة العصية علي الاجابات التقليدية أو تلك الجاهزة من بطون الكتب الصفراء ! كما أنّ أشعار أبي العلاء ، تساؤلات مسنـّنة الرؤوس ، وتعبير قوي عن بعده الفلسفي :
هذا ما جناه عليّ أبي ... ولم أجن علي أحد ! ( شكاة من عبثية التوالد ، في غير رشد للعقل !)
وهل يأبق الانسان من ملك ربـّه ،،، فيخرج من أرض له وسمـــاء ؟؟؟ (إحساس بعجز الانسان عن استكناه أسرار الكون)
وإنّي وإن كنت الاخير زمانه ،،، لأت بمــا لم تستطعه الأوائل ؟؟(رضوخ للنفس الفلسفي الملحمي ، الذي تتحسـّن ثقته في نفسه بعض الاحيان فيأنس كفاءة في ســبر أغوار الاشياء )
ألا في سبيل المجد ، ما أنا فاعل،، عفاف وإقدام وحزم ونائل أعندي،وقد مارست كل خفيّة، يصـدّق،، واش ، أو يخيـّب ســـائل تعدّ ذنوبي عند قوم كثيـــــرة ،،ولا ذنب لي،إلآالعلا والفضائل (إنعكاس مشع لحسن الثقة في النفس ، والذي يشي بإحساس العجزتجاه متناقضات السلوك!)
أمـّا الابيات الأخيرة ، ففيها الكثير من بواعث التأمـّل :
غير مجد في ملّتي واعتقادي ،، نوح باكي ولا ترنّم شادي أبكت تلكم الحمامة ام غنـّت ،، علي فرع غصنها الميـّاد ؟ وشبيه صوت البشير إذا ماقيس ،، بصوت النعي في كل وادي صاح، هذي قبورنا تملأ الرحب ،، فأين القبور من عهد عاد؟ ربّ لحدّ قد صار لحد مرارا ،، ضاحك من تزاحم الأضـّــداد ودفين علي بقايا دفين ّّ!! ،، في طويل الأزمان والآباد خفّف الوطء فما أري: أديم ،، الأرض ، إلآ من هـذه الاجساد وقبيح بنا، وإن قدم العهد ،، هوان الآباء والأجــــداد طر ،إن شئت في الهواء رويدا ،، لا اختيالا فوق رفاة العباد تعب كلّها الحياة فما عجبي ،،،، إلآ من راغب في ازدياد !!
ففيها، تنبيه من الوقوع في حبائل مايسمي ب " خداع النظر " أو الثقة في ظواهر الأشياء فيها : التفكّر في طبيعة الارض وارتباطها بال" أدمة " التي تأتي من هذه الأجساد المقبورة فيها : الاحساس بالعجز تجاه بواطن الأمور وسرمدية الحياة !!! أو حداثتها مقابل " قدم البارئ " ..
فأبو العلاء ، أحمد بن سليمان ، رهين المحبسين ، وفي قول ، ثلاثة محابس : إرتباطه بمنزله في " معرّة النعمان" وبصره الكفيف ، وتأمّلاته في الليل البهيم الذي كموج البحر أرخي سدوله، عليه ليبتلي ؟.. هو فيلسوف زمانه ، وشاعر مجيد .. وهل هناك فرق شاسع بين الشعر " الحكمي " وتجليـّات الفلسفة ؟؟؟
ولك التحية //
|
|
|
|
|
|