|
إنهيار الكتلة السوفيتية والأوروشرقية أكبر مكاسب الإشتراكية العالمية ...!!!!
|
(1)
ودويلات الإتحاد السوفيتي السابق , الوليد الشرعي للثورة البلشفية , تسقط تحت ضربات الداخل ومكر
الرأسمالية العالمية , وسؤ التطبيق , تسقط من وراءها تنظيمات ماركسية وإشتراكية كثيرة على
أمتداد البسيطة , ليصرخ (اليانكي) صرخة النصر , محتفلاً بسقوط جدار برلين لتنضم ألمانيا
الموحدة إلى حظيرة الإتحاد الأوربي بشكله الجديد , ضمن جوقة من المنشدين في (الكنيسة الكاتوليكية
الأمريكية) . تتفرغ بعدها الإدارة الأمريكية بوجهي ( البنس ) الجمهوري والديمقراطي , لإعادة ترتيب اوضاع الحظيرة
العالمية التي لم يعد فيها أصوات تزعج الأسد الأمريكي وحلفاءه الخانعين وثعلبه المدلل (
إسرائيل) , تتفرق لتصفية المافيا العالمية التي إساءت إستخدامها في وجه الخصوم , إبتداءً من
الإسلاميين ضد الدب الروسي في أفغانستان والشيشان وبعض دول الشرق الأوسط , إنتهاءً بالقوميين العرب
في العراق الذين خاضوا حربها بالوكالة ضد إيران الثورة الإسلامية التي تحلم أحلام المجوس على وسادة
الأصولية الإسلامية بعودة الإمبراطورية الفارسية .
ولأن إشتراكية السوفييت وأوربا الشرقية ظلت حبيسة المكتبات وشعارات الأحزاب الإشتراكية الحاكمة على
إختلاف مسمياتها فإن تهافتها وراء الإنضمام للإتحاد الأوربي بشكله الرأسمالي الجديد لم يكن مستغرباً ,
فالإشتراكية الأوروشرقية كانت خصماً على الفكر الإشتراكي حين تتعارض معه تفصيلاً على أرض الواقع لتتفق
معه جملة على مستوى الطرح الحزبي والمساندة المصلحية للمنظومة السوفييتية .
وما حادثة ( الجامايكي الأسود ) الذي قتل في ( صوفيا) لمجرد أنه تجرأ على مرافقة (بلغارية) بيضاء
إلا دلالة على أن الفكر الإشتراكي لم يتنزل على مستوى التطبيق في الحياة الأوروشرقية , حيث أنه لم
يتمكن من إحداث التغيير المرجو في خلق مجتمع إشتراكي , إحدى أهدافه المركزية هي المساواة
المطلقة بين البشر في الحقوق والواجبات , وإلغاء كافة أشكال التمييز , على أساس العرق واللون ,
ولردة فعل الرفيق (كاسترو) , حين أعلن قطع علاقات ( كوبا) الدبلوماسية مع النظام الإشتراكي
البلغاري , معللاً بأن مرحلة المساواة وإلغاء التمييز هي أولى قفزات تطبيق الإشتراكية الواقعية وهي
مرحلة إستطاع اليسار في اللأتين أمريكا تخطيها منذ عقود ,ماهي إلا دلالة أخرى على أن موات الفكرة
لدى الأوروشرقيين لم تكن سوى مسألة وقت فحسب أو ربما كانوا في مرحلة إنتظار من يجهز على مشروع
جثم على صدر شعوب لم تؤمن به أصلاً إلا خوفاً وطمعاً .
وهناك في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة , تبرز إشراقات التصحيح والإنتصار بالفكرة , حيث أن
الإشتراكية هناك واقعاً معاشاً وإحتياجاً ملحاً وجد تربته الخصبة في مجتمعات , همومها تتجاوز النظر
للون والرجوع عبر التاريخ والبحث عن الجزور , إلى محاولة إنعتاق حقيقي من نير التفرقة على أساس
طبقي بين أغنياء مترفون يسيطرون عل 90% من ثروات الشعوب وفقراء مسحوقون يتقاتلون للحصول على
فتات موائد الأثرياء .
الإشتراكية هناك لم تعد ترفاً ثقافياً أو مواضع بحث للأكاديميين بقدر كونها سبل للإنعتاق وكوة للأمل
وأداة للتغيير .
هناتبرز إشتراكية الحاجة .
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 02-24-2007, 10:59 AM)
|
|
|
|
|
|