|
Re: ندوة : أبيي الحاضر والمستقبل , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الخبير الدولى على جماع عبدالله , عمل ضابطاً ادارياً لفترة طويلة فى مناطق مختلفة من السودان , وعمل امين لحكومة كردفان الكبرى , وتقلد منصب حاكم مُكلف 1985 – 1987 , وعمل محافظاً لمحافظة جنوب كردفان 1987 – 1989 . ثم عمل خبيراً دولياً فى منظمات الامم المتحدة لفترة 21 عاماً , له بحوث ودراسات حول القبائل الرحل والحكم المحلى . أ/ على جماع عبدالله :- تم أشباع الحديث عن أبيي وقتلها بحثاً , حول تاريخها ووضعها السياسى فى الصحف والدراسات وغيرها من الوسائل , وبالتالى تعليقى سيكون على هامش الورقة التى تم تقديمها الان . أعتقد ان الازمة اساساً هى ازمة مُفاوض من جانب حكومة السودان , حيث ان هذا المُفاوض لم يملك المساحة ولا الخبرة ولا التفويض , فى نفس الوقت الذى كان يملك فيه وفد الحركة الشعبية كل ادوات الحوار بسند من مستشارين دوليين حقيقين مع كروت ضغط امريكية على النظام فى مُقابل المُفوضين من المسيرية الذين تم اختيارهم من الحكومة فى أطار المؤتمر الوطنى , ولم يكن الاختيار من جانب القبيلة والتى تختار الاشخاص فى المؤتمرات القبلية بدقة . هذا الارتباك افاد (دانفورث) ومعاهد البحث الامريكية , وصنع خطة طريق واضحة جداً زادت الارتباك الموجود فى الوفد السودانى , وتم الانتقال لتقرير الخبراء ثم انتقل الى (لاهاى) , الاخطاء اصبحت تتراكم , خطأ يقود لخطأ وهكذا , ذكاء (غازي صلاح الدين) كان واضحاً ولذلك كانت رغبة الامريكين قوية فى ازاحته من وجههم وفعلاً تم ابعاده وبالتالى فقدت المفاوضات المُفاوض الوحيد , الذكى والمُتمكن . الحدود الاقليمية الدولية واذا كانت اساساً من 1956 ونعرف انها لا تُمس , فكيف يقبل انسان ان يتم المساس بهذه الحدود الدولية ويتباكى الان على هذا الامر ؟ , كان من المفترض القول ان حدودى هى من 1956 واى امر أخر ان لا اقبل مُناقشته وسوف انسحب من المفاوضات . النقطة الثانية هى انتقال ملف أبيي من المحلى الى الدولى , مع الاصرار على عدم مُشاركة اصحاب القضية دينكا نقوك والمسيرية , وكذلك بقية القوى السياسية الأخرى , وعند تحول القضية للدولى كان يجب الاصرار على عدم الجلوس دون بقية القوى السياسية , حيث تم الذهاب الى (لاهاى) دون المجتمع المدنى او السياسين او الخبرات من القانونيين وغيرهم رغم ان السودان يزخر بالكثير من الكفاءات لانك ذاهب الى محفل دولى وتحتاج لكل خبرة من الخبرات المتوفرة لديك , هذا لم يحدث وبالتالى انعدمت المرجعية فى محادثات (لاهاى) , ونلاحظ ان هذه المرجعية انعدمت فى المرة الاولى فى تقرير الخبراء ثم فى المرة الثانية فى (لاهاى) وفقدنا المُفاوض الذكى والشرس واصبح الظهر مكشوف للغاية . وبعد التطورات المختلفة عاد المسيرية للمربع الاول وتم ربط القبلية بكل الملف وهى النقطة التى يقف فيها المسيرية حتى الان حيث انهم عندما لم يجدوا مرجعيتهم فى الدولة او القوانين او التفاوض الممتاز , فكانت المرجعية فى مؤتمر (الستيت) الذى كان علامة فارقة , وركبت الدولة هذه الموجة معهم وقامت بتبنى هذا المؤتمر بعد ان رفضته فى البداية . قمت بزيارة المنطقة فى شهر نوفمبر الماضى وتحدثت مع احد الرعاة وقلت له هل تعرف خط 10 ؟ الذى تحدث عنه الخواجات فقال انه لا يعرفه , قلت له هل تعرف (لاهاى) ؟ فقال انه يرفضها , كم فرد من المسيرية السارين والمرتحلين يعرفون عن (لاهاى) ؟ ومن الذى قدم لهم الشرح عنها ؟ وانا قد تناقشت مع الراى المحلى هناك وقالوا لى ان هناك الكثير من الاشياء غائبة عنهم , وكان ابسط شيء ان يحمل الناس هذه الاتفاقية بغض النظر عن انها صحيحة او لا ويتم شرحها لهم وهذا لم يحدث , وبالتالى هناك غياب كامل وتغييب كامل . انا قد قابلت القساونة عندما كنت فى عمان , وهو يعتقد ان المحكمة الدولية قد اضاعت افضل فرصة لتحكيم دولى كان العالم كله سوف يُشيد به , واتذكر ان احد استاذة جامعة الخرطوم وصف مجتمع أبيي بانه كله مجتمع مأزوم , وهذه حقيقة . انا اعتقد تعليقاً على هامش الورقة ان الزمن قد تجاوز مواضيع المؤتمر القبلى وان يجلس الوالى مع فلان , تعقيدات القضية تجاوزت هذه الاشياء , واهل القانون يعرفون ان القضية قد اصبحت اكبر من العامة , وبالتالى لا يجب ان تأتى بدينكا نقوك والمسيرية وان يجلسوا سوياً , انا فقدت ايمانى بالمؤتمرات القبلية , صحيح ان الدينكا نقوك والمسيرية يجب ان يكونوا جزء من اى حل يتم طرحه او من اى مؤتمر دولى , وانا اُفضل مؤتمر سودانى جامع فيه كل كيانات المجتمع السودانى من مجتمع مدنى والقوى الحية من الاحزاب وخلافه هنا وفى الجنوب ويكون الدينكا نقوك والمسيرية جزء منه . ومع احترامى لصديقى صاحب الورقة , فان التوصيات الواردة هى بمثابة وضع العربة امام الحصان , هى مقبولة فقط فى حالة وجود افق للحل , حيث انها ترتيبات ادارية بسيطة عن المراعى وعن اللجنة الادارية وغيرها . اذا اصحبت ابيي مثل كشمير كما يقول البعض , فهذا يعنى ان أبيي ستكون الثالثة فى العالم لان هناك قضية الصحراء الغربية , فى تيمور الشرقية التى انفصلت عن اندونيسيا ظلت العلاقة بينهما على احسن ما يكون رغم الحرب المريرة بينهما والتى استمرت لما يقرب من الـ 20 عاماً واعتقد انها من الممكن ان تكون مثال جيد لنا فى هذه الازمة . فى النهاية اقول ان أبيي ليست جزيرة معزولة , حيث ان هناك تجارب فى المجتمع الدولى ومن الممكن الاخذ بها فى مؤتمر قومى كبير .
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|