|
Re: ندوة : أبيي الحاضر والمستقبل , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
الأستاذ المحامى سلمان سليمان , ناشط مدنى ومن المهمومين بمنطقة أبيي وزارها اكثر من مرة ضمن الوفود الباحثة عن حلول . ** أ/ سلمان سليمان :- مواجهة القضايا وتشريح الاخطاء من الاشياء الهامة جداً والتى تجعل من الممكن ان يُفكر الناس فى الحلول , واى مُكابرة وتماهى مع الاخطاء يقوم بتعميق الازمة . قضية أبيي انتقلت من مستواها المحلى بين المسيرية والدينكا الى المستوى الوطنى بعد 2005 , وبعد 2011 انتقلت الى ازمة اقليمية , حيث اصبحت الان دولة جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة وتتملك قرارها بعيداً عن اى مؤثرات لدولة الشمال , والان اصبحت الازمة اقليمية وذات اثار اقليمية . من الاخطاء الكبيرة التى حدثت كانت فى التعامل مع القضية , اما لجهل بالقضية وحجمها , او استخدام القضية كثمن او تنازلات لقضايا أخرى . اندهش عندما اسمع من يتحدث عن قرار الخبراء , حيث ان هذا القرار قد صاغته اللجان المفاوضة من الطرفين من الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى , واللجنة نفسها من البداية لم يتم تحديد اختصاصات واضحة لها , والمراجعية نفسها هى قرار ادارى , ونعرف ان مراجعية 1905 كانت قرار ادارى , ولم يتم ارفاق اى خريطة فى هذه المفاوضات . والمعروف ان اى تفاوض فى العالم حتى التفاوض المحلى يتم بواسطة خريطة , حتى عندما تريد التقديم لتصديق بكفتريا وذهبت للمحلية يتم طلب خريطة كروكية توضح الموقع المطلوب , فهل من المعقول وفى مفاوضات دولية ان يتم الاتفاق على شيء غير مححد بخرائط او بمراجع معلومة ؟ . الامر الثانى , كانت الصياغة ان تتكون المفوضية من 15 شخص , 5 منهم من طرف الحكومة او المؤتمر الوطنى والمسيرية , و 5 اشخاص من الحركة الشعبية ودينكا نقوك , وهم اطراف لا يمكن ان يقوم بادارة حل او المساهمة فيه لانهم فى الاصل طرفى النازع , وبالتالى اصبحت المفوضية مُشكلة فى الواقع من 5 أشخاص وكلهم اجانب , وكان من حق الناس انتداب خبراء سودانيين بدلاً من وجود طرفى النازع , ولو كان هناك امكانية اتفاق بينهما لما كان هناك داعى للمفوضية من الاساس , لهذا السبب كان يُفترض ان تتكون المفوضية من اجانب ومن خبراء سودانيين بعيداً عن الطرفين فى النازع . وهناك خطأ ان قرار المفوضية لم يخضع لاى مراجعة , وقالوا انه قرار نهائى ومُلزم , والخازوق الاكبر بعد ان تم الضغط فى ان قرار الخبراء نهائى ومُلزم حيث اخذت القضية ابعاد من التعقيد والمناورة , وفى النهاية كانت المصيدة فى الانتقال من قرار لجنة الى قرار محكمة تحكيم دولية . المُفاوض كان من طرف المؤتمر الوطنى ولم يكن من طرف السودان الشمالى , مُفاوض لم يكن يُمثل المجموعات المحلية التى معه فى المنطقة ولا يُمثل بقية اهل السودان , حيث ان المجتمع المدنى كله كان غائباً والقوى السياسية كلها كانت غائبة . الفترات التاريخية للعلاقة بين المسيرية والدينكا لو اخذناها من 1905 الى 2005 وهى 100 عام وهما مع بعضهما على الارض , وبالتالى علينا الانطلاق من هذه الحقيقة , وطالما ان هناك مجموعات سكانية موجودة على الارض فقد اصبح لها حقوق مُكتسبة وحقوق قانونية بالتساوى بينهما , ومن هذا المنطلق كان من الممكن ان يتم العلاج . واثباتاً للحقائق والتاريخ , فان دينكا نقوك فى لجنة الخبراء قد عرضوا على المفاوضين من المسيرية ان يجلسوا سوياً قبل الذهاب للخبراء الاجانب والنقاش وصياغة رأى يتم تقديمه للخبراء الاجانب , وهذا كلام قاله عبدالرسول النور فى ندوة فى محلية المجلد , لكن المسيرية اعتقدوا ان لديهم من الوثائق ما يمنحهم الفوز فى الحكم . الان اصبحت القضية دولية ومعقدة , لكن ايضاً اعتقد ان هناك فرصة للحل , الفرصة ان الطرفين لديهما مصالح مشتركة , وهذه المصالح غير مربوطة بالرقعة الجغرافية ( 10,460 كلم) , حيث ان مصالح المسيرية تمتد لعمق الجنوب وتذهب قطعانهم لولايات واراب والوحدة وبحر الغزال , وهى المراعى الحقيقية للمسيرية فى فترة الصيف , واى نشاط تجارى للمسيرية هو فى اتجاه الجنوب , وبالتالى فان الجنوب وليست أبيي هو العمق الاستراتيجى بالنسبة للمسيرية , وبالنسبة لدينكا نقوك فان المسيرية بالنسبة لهم هم المعبر لشمال السودان وبالتأكيد فان نقوك لديهم مصالح حقيقية فى شمال السودان , والاهم من كل ذلك ان ليس هناك استقرار على الارض بدون اتفاق , حيث ان التجربة قد اثبتت ان كل القرارات الدولية التى صدرت من مجلس الامن والامم المتحدة بشأن فلسطين ما زالت مُعلقة وهناك كثير من القضايا المُشابهة , لهذا فمن الممكن صدور قرار دولى وله حُجية قانونية , لكن تنزيل هذا القرار على الارض فيه صعوبة , ومن هذا المنطلق فان على اهل المنطقة البحث عن حلول تكون هى المخرج , والاتفاقية لا يتم تعديلها او المساس بها الا فى حالة الاتفاق والتراضى بين الاطراف , وهذا التراضى يجب ان يأتى من جهة المسيرية ودينكا نقوك . منذ 1964 حتى 2005 , كان هناك تصعيد للعنف وحدثت احداث كثيرة , لكن هناك شواهد كثيرة ايضاً ان الناس فى المنطقة لديهم قدرة على التعايش , ومن هذه الشواهد ان ابناء دينكا نقوك كانوا موجودين طيلة فترة الحرب الاهلية حتى 2005 فى منطقة أبيي والقرى التى حولها ولم تتم حمايتهم بواسطة الجيش او الشرطة او الامن , والشاهد الاخر ان الحرب الاهلية وهى فى اوجها فى 1992 وما بعدها كانت قطعان المسيرية موجودة فى الجنوب وحول معسكرات الحركة الشعبية , وكان التواصل موجود بين رعاة المسيرية وقيادات الحركة الشعبية والقبائل الموجودة فى المنطقة . الازمة الحقيقية ان قيادة التفاوض فى الشمال تنظر بشكل جوهرى للنزاع من خلال البترول , والدليل انه وبعد قرار (لاهاى) قال المتحدث الرسمى باسم الحكومة ان الحكومة قد كسبت القضية بسبب حقول النفط فى هجليج . الكلام حول نسبة 2% من بترول المنطقة لدينكا نقوك والمسيرية , وهى ليست سابقة خطيرة , حيث انه فى الاساس ان اى اقليم مُنتج للبترول لديه حق وليس فقط 2% حيث ان هناك تجارب كثيرة فى العالم تصل النسبة فيها الى 12% , لكن الغريب انه ومنذ 2005 فانك لن تجد اجابة لسؤال كم عدد براميل البترول التى تخص المسيرية ودينكا نقوك وكم هى قيمتها ؟ . الحكومة الان قالت انها توافق على بروتوكول أبيي وعلى قرار (لاهاى) , وان يتم التصويت فقط لدينكا نقوك والمسيرية , وهذا ليس رأى المسيرية حيث ان مشكلتهم ليست فى التصويت او عدم التصويت , وانما مشكلتهم فى الصياغة التى تمت لبروتوكول أبيي وما تبعه من ازمات وانتهى للتحكيم الدولى , وهى ليست طموحاتهم او حقوقهم فى المنطقة , ولهذا فان موقفهم الان مختلف عن المؤتمر الوطنى الذى يقوم بالتفاوض باسمهم وبعدم اشراكهم فى الحل . انتهت قضية أبيي الى اتفاقية , وهذه الاتفاقية هى وثيقة دولية وهى مؤثرة وذات اثار دولية ومن الممكن ان تكون كارثية على المنطقة .
|
|
|
|
|
|