|
Re: الإسلاموبيرقر :في نقد النظام اللقيط (Re: osama elkhawad)
|
شكرا يا اسامة على نقل هذا المقال الجيد لدكتور حيدر
لا احد ينكر ان بعض ابناء الحركة الاسلامية كان لهم بعض الآمال الكبيرة عندما استولت حركتهم على السلطة و نسى هؤلاء أن طريقة الوصول للسلطة + تاريخ الحزب و طريقة بناءه هى ما تنبى عن ما سيكون المستقبل.
حزب الجبهة الاسلامية قبل وصوله للسلطة لم يتبع طرقا أو مناهج تعتمد على الاخلاق أو القيم الدينية الرفيعة فى تعامله مع العمل السياسى كما انه لم يتبنى التربية الاخلاقية القويمة لكادره بل على العكس من ذلك اباح الكذب و المكيدة و نقض المواثيق و العهود و الحديث باكثر من لسان وكل موبقات الدنيا بما فيها استخدام العنف من اجل الكسب السياسى و قد كنا شهودا على ذلك و عايشنا احداثا جسام على مستوى المرحلة الجامعية ومن بعدها فترة الديمقراطية الثالثة.
الحركة الاسلامية ربت ابنائها على احتقار الغير و الاستخفاف بالرأى المخالف فدائما ما ترى ابتسامتهم الصفراء الهازئة عندما يسمعون رأيا مخالفا و من ثم يردون عليه أما إذا لم يمكنهم الرد فيخرج السيخ ليتولى المهمة. احتقار الغير هذا شمل حتى الاباء و الامهات و الاشقاء و الشقيقات و كان الشعار " المؤمن يعلو ولا يعلى عليه" هو المرجع الذى دمر كل القواعد و التقاليد السودانية المتوارثة من احترام الكبير و توقيره و احترام الآخرين و الحديث بأدب اليهم.
هذا على نطاق تربية النفوس اما على نطاق الزمة المالية اغدغت الحركة بما توفر لها من مال وفير بسبب الدعم الخارجى و المشاريع المحلية الطفيلية اغدغت المال على منسوبيها وخاصة قادتها فكنت ترى مرشحيها فى الجامعات يرتدون البدلة الكاملة حين كان ااكثرية الطلاب بما فيهم من لبسو تلك البدل بالكاد يوفرون ثمن ملابسهم و كان عدد غير قليل من طلاب الجامعة يتلقون اعانات شهرية . ماذا تتوقع من اشخاص تم تربيتهم هكذا؟
شئ هام آخر أن هذا التنظيم لم يكن شفافا ابدا فى الكشف عن مصادر تمويله و لا كيف تدار هذه الاموال.
باختصار كان الفساد والافساد منهجا و ليس ظاهرة طارئةعلى الحركة الاسلامية حتى نتوقع منها ان تحكم حكما راشدا مابنى على فساد لا يمكن ان ينتج طهرا.
كما ذكرت فى البدء وصلت الجبهة الاسلامية للحكم عن طريق فاسد وهو السطو عليه بليل ووأد النظام الديمقراطى القائم ومن ثم طرح التمكين كشعار اوضح بشكل جلى أن الفساد هو ديدن السلطة الجديدة. فشعار التمكين ينطوى على السماح بالفساد المطلق فى كل مناحى الحياة فيسهل الاعضاء التنظيم الحاكم الاستيلاء على الوظائف و الاموال بدون وجه حق و يبيح فعل كل شئ من اجل تسيد اعضاء التنظيم على كافة اوجه الحياة فى البلادو رفع شعار كهذا يقتضى النسيان الكامل لمبدا العدالة الذى هو من المبادئ الدينية و الاخلاقية الاساسية.
هذا قليل من فيض كثير يستوجب الدراسة العميقة و العلمية لأن تجربة مريرة كهذه يجب معرفة كل جوانبها و اخذ العبر منها و كما ذكرت المقدمات لم تكن ابدا مبشرة حتى نتوقع نتائج جيدة بل عل العكس من ذلك جاءت النتائج اسوا من ما توقع المتشائمون حتى من ابناء الحركة الاسلامية نفسها.
باختصار : انهم يفوقون سوء الظن العريض.
|
|
|
|
|
|
|
|
|