|
Re: نحو بناء الشخصية السودانية (Re: Mohamad Shamseldin)
|
Quote: متابعين معك... و متفقين معك فيما ذكرت الرجاء الاسهاب و وضع الورقه |
الاخ شمس الدين لك الثناء وسأحاول وضع الورقة ان شاء الله
وكان الحديث عن بعض السمات السالبة السائدة الآن في الشخصية السودانية، سمات صعبة الذوبان، فنحن وعلى مدى عشرات السنين مازلنا نتجادل في هوية السوداني بين الانتماء للعروبة أو الافريقانية أو السوداناوية، الجدال الذي تحدث عنه العديد من المفكرين والمهتمين بالبحث عن إيجاد الهوية المفقودة حتى يتمكن الإنسان السوداني من الانطلاق من حالة الدوران حول المشاكل الأساسية والإفلات من نطاق الفرقة والشتات والاحتراب وحالة اللااستقرار السياسي والاتفاق حول هيكل الحكم في البلاد وكتابة دستور دائم للسودان، فمعظم هذه العناصر متعطلة عن أداء دورها في معادلة حركة الوطن نحو أفق التطور مما أصاب حركة الاختزال والركون في بؤرة التوتر وفقدان الثقة في غدٍ خالٍ من ما تعانيه البلاد هذه الأيام. فحسم الجدل حول الهوية يشكل الأساس الحقيقي لحل ما نعاني من مشاكل اليوم، فأي بنيان راسخ كما تعلمون قائم على أساس بالضرورة متين. فبناء الوطن قبلاً، يقوم داخل الإنسان في وجدانه ومنعكس في شخصيته قبل أن يقوم في شكل مبانٍ عالية وشركات ضخمة ومزارع خضراء وغيرها من الماديات التي يمكن أن تنسف وتدمر في برهة إذا لم تكن محمية بمفهوم الوطنية المتجذرة في شخصية وطنية بإحداثيات متطابقة في كل السودانيين، نعم إنها معادلة تبدو عصيِّة على التحقيق في الوقت الراهن لسبب بسيط، وهو أن المسألة لم تطرح على مستوى رسمي وفق أسس علمية منذ استقلال البلاد، فمسألة الهوية تركت للكتاب والمثقفين، فقدم بعضهم حلولاً مثلت خلفية سياسية لبعض الساسة كرؤى فردية لامست وجدانهم المحلي، أي أنها محاولة لحل مشكلة عامة بمفاهيم ضيقة النطاق، فهو منهج لم يراعِ البعد التعددي للسودان، والذي عمقَّ المشكلة أكثر أن جل الأطروحات التي حاولت طرح نفسها لحسم جدل هوية الشخصية السودانية تمت بتعصب مما ولدَّ تعصباً مضاداً، فزاد عمق المشكلة أعماقاً سحيقة فتعقدت لدرجة اليأس، اليأس الذي بذر اعتقاداً لدى الجنوبيين أنهم مواطنون درجة ثانية لا يرون أنفسهم في مرآة هوية الشخصية السودانية بوضوح أو بالكاد، فدفعهم ذلك لاختيار مرآة منفصلة عن الشمال حتى يتمكن كل جنوبي من رؤية ملامح هويته الثقافية جلية دون شوائب أو انكسارات، فكان الانفصال..! رغم انفصال الجنوب بدا الشمال أكثر تجانساً دينياً، غير أن جدل الهوية مازال ماثلاً بقوة في محافل المفكرين والمنتديات التي تحاول حسمه جدياً حتى نبلغ مرحلة الشخصية السودانية المنسجمة ثقافياً ومعنوياً. عمود معطيات بصحيفة الآن
|
|
|
|
|
|
|
|
|