|
نحنا لينا الله وقراية الخلوة..
|
وذلك عندما خلت الخلوة من روادها الذين صوبوا نحو الروضة... عندما أصبحت الخلوة خالية إلا من شيخ حيران وعنقريب وبرش وبقايا ألواح ..
ألزمتنا الحضرة المبجلة أن نستعمل الألواح وقوارير الدواية وجردل من الماء.. فطفقنا نكتب ونمسح وذلك جهد منا لتوفير مساحة من البيئة ليلوثها شيوخنا ببقايا الأقلام وقصاصات الورق.. واحتطبنا عظام الضحايا لنشعل نار التقابة لأن شيخنا عرف أن لدينا حساسية قاتلة من لمبات النيون ومصابيح ال إل إى دى.. ولم يقصر شيخنا فى توفير الضحايا ولم نتوانى فى الإحتطاب..
الغاية أن نحفظ القرآن لنفتتح به مؤتمرات ولى أمرنا وله فيه مآرب أخرى أقلاها خطورة أن نجد لكل أخطائه آية تسندها ثم نتبع ذلك بإجماع..
أتذكر شيخ مامون, أحد أبناء شيوخنا الذين يجيدون الحوامة وركوب الحمير.. كانت نعومة يده تبهرنى وأقارنها بيد جدتى الخشنة رغم عطالتها المزمنة..
فى إحدى زياراته التى يحصد منها الهدايا, أدركنا المغرب متلفحا بقايا أشعة أصيلية خافتة وشئ من شفق.. بعد أن ساعدنا ابن شيخنا اليافع فى الوضوء, تقاسمنا باقى الماء الشحيح حتى كدنا نمسح على الخف لولا أننا تذكرنا أننا ملصناه لزوم الإحترام منذ أن زارنا ابن الشيخ فى الليلة الفائتة...
تقدمنا ابن الشيخ وصلى بنا المغرب دون جلوس الوسط, وبما أن مجلسنا لم يخلو من شليق, سمعنا ابن أخى يردد سبحان الله... سبحان الله ... سبحان الله.. وشيخنا كسح بنا حتى السلام عليكم, فلم يتركه الشليق حتى ذكره بجلوس الوسط ولكن ابن الشيخ يظهر أنه لم يدرس سجود السهو فى الروضة والتى هى بمثابة أعلى مؤسسة يتخرج منها.. فكان رده: خلوها ربنا بقبلها!!
فنط أخى وقد كان شدوعى جلف وقال له: انت وكت ماك عارف بتصلى بالناس مالك؟ فتبسم الشيخ تلك الإبتسامة الإمتصاصية حتى سحب المفعول من شرايين الغضب وحقن جرثومة الخنوع فى الكريات الحمراء كما تفعل أنثى الأنوفلس..
فجئنا بالعشاء وسامرنا ابن الشيخ حتى تجشأ شبعا, وحفاظا على سلامة البيئة أيضا تفل لنا فى ماتبقى من عشاء فلحسناه حتى لانبذر الماء فى غسيل الأوانى..
ثم تطورنا لنؤسس حزب البهجة لنزرع الفرح فى قلوب شيوخنا عندما يولى موسم التفاح من على المائدة, وأحيانا لايستغنون عنا عندما تهددهم الحكومة بتخفيض حصتهم من الماكنتوش أو سحب الكيوى من سلطة الفواكه لمدة أسبوع ( وقليلا مايضطرون الحكومة لفعل ذلك.. لله درهم)! ثم أنشأنا فى حرية كاملة حزب الخضرة والجمال والذى يتبارى أعضاؤه فى بسط الخضرة فى حدائق شيوخنا وترصيعها بأزهى أنواع الزهور وبعضنا يكاد أن يكون فراشة تحلق بهم ليستنشقوا طلع كل زهرة قبل أن تفقد عذريتها!!
وبذلك أصبحنا شعبا يرضى شيوخه والذين بدورهم يطيعون ولى الأمر منشطا ومكرها.
|
|
|
|
|
|