|
Re: ثورات الربيع العربي وآفاق تطورها ... بقلم الاستاذ/ تاج السر عثمان (Re: محجوب حسن حماد)
|
س 1 : هل كانت مشاركة القوي اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذه الثورات؟. ج : نعم، كانت مشاركتها مؤثرة بحكم أنها ثورات جماهيرية عميقة الجذور، صحيح لعب الشباب دوره الطليعي التحريضي عن طريق تواصله عبر "الفيس بوك"، "تويتر"، ووجوده المؤثر والمصادم في الشارع، ولكن الدور الحاسم في انتصار هذه الثورات هو دخول جماهير العاملين عبر نقاباتهم في الاضراب السياسي العام والعصيان المدني والذي شل الحياة تماما مما عجل باسقاط هذه الانظمة كما حدث في تونس ومصر. لقد كان للقوي اليسارية( وخاصة الشيوعيين والاشتراكيين والنقدميين) دورها في النضال الوطني ضد الانظمة القمعية وتحملت صنوفا عديدة من القمع( سجن تشريد تعذيب، اعدامات، نفي..)، ونتيجة للتراكم النضالي الطويل لشعوب المنطقة التي اسهمت القوي اليسارية والديمقراطية في ازكاء جذوته حتي وصل للنقطة الحرحة التي ادت لاندلاع هذه الانتفاضات والثورات، والتي اكدت التجربة أنها قادرة علي الاستمرار وتجديد نفسها كما يحدث الآن في مقاومة الثورة المصرية والتونسية لمؤامرات قوي الاسلام السياسي والتي تهدف الي اجهاضها واعادة الانظمة القمعية والظلامية مرة أخري للحكم. س 2 : هل كان الاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوي الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في اضعاف حركة القوي الديمقراطية واليسارية؟. ج: طبعا، كان لمصادرة الحقوق والحريات الأساسية وقمع القوي اليسارية والديمقراطية الأثر في اضعاف حركتها.
س3 : هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروسا جديدة وثمينة للقوي اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها وانكار سبل انجع لنضالها علي مختلف الأصعدة؟. نعم ، أعطت أملا ودروسا جديدة بعد انحسار المد الثوري علي الصعيدين المحلي والعالمي بعد فشل التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا، وهجوم الرأسمالية في مرحلة العولمة علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، والافقار الشديد للجماهير الكادحة، والتحالف الوثيق مع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة. اعطت تلك الانتفاضات أملا جديدا في امكانية نهوض الحركة الثورية والديمقراطية من جديد، وهذا يتطلب ضرورة الاسراع ببعث التنظيمات الثورية( احزاب شيوعية واشتراكية..) واصطفافها من جديد حتي تلعب دورها في قيادة تلك المعارك وتصوغ المطالب الرئيسية التي تلبي احتياجات الجماهير والارتباط بها من أجل تعليمها والتعلم منها، وفي الصراع الفكري ضد تيارات الاسلام السياسي التي تلعب دور المطية للقوي الرجعية والامبريالية لوقف المد الجماهيري المتصاعد، وهذا يتطلب تقييم التجارب السابقة والصراع الفكري ضد التيارات اليمينية والانهزامية التي طالبت بالتخلي عن الماركسية والخط الثوري، وبثت روح اليأس والقنوط من امكانية نهوض الحركة الثورية والجماهيرية من جديد.
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|