وداعاً أشقائي وشقيقاتي

Quote: الأخ ياسر طيفور .. لك التحية .. دعني أولاً أحييك علي إتخاذ قرار يتسق مع قناعاتك ، سواءً كان قراراً صائباَ أو خطأ .. لكني ساستنح الفرصة وأسأل سؤالاً يدور بذهني .. وأحاول أن أفهم كنه التركيبة البشرية للحزبين الكبيرين - الحزب الاتحادي وحزب الأمة - وما هي أسس الإنتماء لهما ؟؟ .. وهناك سؤال جوهري وهو ما هو الفرق بينهما وما هو فرقهما من تنظيم الأخوان المسلمين ؟؟ .. وذلك يقودنا لحقيقة أولية لا مراء ولا مغالطة فيها - وهي أنها جميعها أحزاب دينية قائمة علي التعبئة العقائدية الإسلامية ، ولكن من رؤي مختلفة .. فتجد أن أغلب جماهيرها الوسيطة تجمعهم عقيدة قال الله وقال الرسول صلي الله عليه وسلم .. بالنسبة للإتحادي والأمة فإنهما مرتكزان علي هيكلة دينية أساسها صوفي يجعل للشيخ قدسية ويجعل إتباعه وإتباع الطريق فوق كل شئ .. فبالنسبة لحزب الأمة فإن سنده الأنصاري مع بعض الطرق الصوفية تجعل لزعيمه قيادة روحية للأنصار، إذا اهتزت ثقتهم فيه تهتز عقيدتهم من أساسها .. وكذا بالنسبة للحزب الاتحادي، فلزعيمه قيادة روحية مشفوعة بغالبية مشائخ الطرق الصوفية .. وبما أن أتباع الطريق يضعون مكانة روحية عالية لشيوخهم فكذلك هم إذا اهتزت ثقتهم في شيوخهم إهتزت عقيدتهم وأصبحوا أخوان مسلمين أو أنصار سنة أو شيوعيين أو ..أو.. فذلك إذن منهج إعتقاد وتفكير عميق الجذور .. لا يرتبط بسلطة ومصالح دنيا .. المنهج العقائدي لجماهير هذين الحزبين يختلف عن منهج الأخوان المسلمين وباقي السلفيين الذين ينتقدون مبدأ الإتباع الصوفي الذي ينتهجه أغلب عامة الشعب .. ولكن مهما كانت الإختلافات إلاّ أنك تجد أن برنامجهم السياسي واحد يرتكز علي تعبئة الجماهير تحت الرايات الإسلامية .. فتجد أن حزب الأمة كان شعاره في آخر إنتخابات هو الصحوة الإسلامية .. وشعار الإتحادي كان الجمهورية الاسلامية .. وناس الجبهة شعارهم الشريعة الإسلامية .. وهكذا .. القاسم المشترك الأعظم هو كلمة إسلامية .. لأنها الكلمة التي تسكن وجدان الشعب الوسيط .. فالأتباع الذين يتبعون زعيمهم من منطلق الطريق الصوفي يجعل الإتباع ذاته نوع من السير في الطريق إلي الله وهو طريقة تفكير كل المتصوفة .. وذلك ليس مرتبطاً بمصالح دنيا وأكل وشراب .. أما الإنتماء بدون إيمان وقناعة بالمكانة الروحية لزعيم الحزب يجعله إنتماءً هشاً متذبذباَ يعتمد فيه الشخص علي رأيه ورؤاه الخاصة للأمور .. و سيتبع قناعته فقط صائبة كانت أو مخطئة ..وذلك في رأيي هو سبب الإنسلاخات والإنشقاقات في صفوف الحزبين الكبيرين .. يبقي السؤال الجايط لي رأسي هو .. ما الذي يجعل العلمانيين الذين يعلنون بالصوت العالي وقوفهم ضد خلط الدين في السياسة يصطفون في صفوف هذه الأحزاب الدينية التي تعلن برامجها السياسية وقوامها كلمة إسلامية ؟؟ .. هل يتغاضون عن توجهات هذه الأحزاب الدينية الصارخة وينضمون لصفوفها كتكتيك مرحلي؟؟ أم ماذا؟؟ .. هل يطمعون في ثقلها الجماهيري لحصد الأغلبية الميكانيكية؟ أم ماذا؟؟ ما الذي يجعل المرء منضوِ أو متحالف مع حزب ديني إسلامي صريح بينما هو علماني صريح يريد فصل الدين من السياسة؟؟ وهو يعلم أن قوام هذه الأحزاب هو دين x سياسة ؟؟.. مع التحية ..