|
|
 Re: الخاتم عدلان والحاج وراق بين مطرقة الشيوعيين وسندان الجبهة الاسلام (Re: صديق الهادي)
|
ففي صبيحة الجمعة 30 يونيو 89 الساعة الخامسة صباحا سمعت طرقا على الباب وعندما فتحت الباب وجدت المرحوم على الماحي السخى ودكتور جعفر محمد عمر ومرتضى الباشا وطه سيد احمد سألوني عن الخاتم اخبرتهم انه اتى البارحة متأخرا وهو الان نائم طلبوا منى ان ايقظه
لانهم سمعوا مارشات عسكرية واحتمال ان يكون هناك انقلاب ايقظت الخاتم اتفقنا على ان اتحرى من الامر خرجت بعربة الخاتم من الحاج يوسف في اتجاه الخرطوم وعند وصولي حلة كوكو بدا غراب الشؤم (يونس محمود )في النقيع .وعند وصولي كبرى القوات المسلحة وجدت جمهرة من الناس في صينية كوبر حاولت عبور الكبرى اوقفني العسكري وطلب من الرجوع سالته عن الحاصل فأجابني بكم هائل من السباب
رجعت الى البيت فلم اجد الخاتم لقد ذهب هو وزوجته تيسير مصطفى مع المذكورين اعلاه ذهبت الى طه سيد احمد الساعة 3عصرا طلب منى ان نقوم بجولة على دور التحالف وقد كان وقتها بلجنة مدينة بحرى مرننا على كل دور التحالف فكانت خاوية كأن لم تغنى بالأمس في حي الدناقلة وجدنا احد الزملاء في زي انصاري كامل في يده مسبحة تكلم معه طه وتنحيت انا جانبا احترام للخصوصية رجعت الى البيت وفى الساعة 11مساء اتاني شاب يحمل ورقة من الخاتم طالبني فيها بالبحث في مكتبته وتامين كل وثيقة ممكن ان تفيد من يزوروننى ليلا حسب تعبيره واوصاني بحفظ مخطوطة كان قد شارف على الانتها من كتابتها باسم الماركسية والدين (وهذه سأعود لها لاحقا لاخبركم كيف تهدر مجهودات المفكرين في هذا البلد التعيس ) واخلص من هذا الى اننى لم التقى الخاتم لمدة 3شهور بان خلالها الوجه الكالح للإنقاذ حيث شددت من قبضتها الامنية وفجرت في خصوماتها السياسية وفتحت معتقلاتها وبيوت اشباحها التي فاحت منها رائحة العطونة والدم والموت.
وفى وجه هذه الهجمة الشرسة للإنقاذ تراجعت كل التنظيمات السياسية وانتهت مظاهر وجودها الا من اشخاص قلائل ظلوا ممسكين بزمام المبادرة ومحافظين على خيط رفيع يفصل بين ان تكون هذه الاحزاب او لا تكون وما يهمني هنا هو الحزب الشيوعي والذى كان الدليل الوحيد على وجوده يتمثل في شخص الخاتم والحاج وراق
وهاكم الدليل
في احد الامسيات اتاني (صديقي ع .ع)وكان من الديمقراطيين الذين يصرون بإلحاح على دخول الحزب .يسب ويلعن وعندما سالته عن ما به اجابني عايزين تحكموا البلد دي كيف وكوادركم ما قادرين توفروا ليها حمايه ولا ترحيل البارح لقيت الخاتم ماشي برجليه سالته كيف اجابني انه كان عايد من مشوار فلمح الخاتم يسير راجلا فأخذه واوصله الى الاسكان الشعبي ورجع اليه اليوم اوصله الى ام درمان .شعرت بان ركائز اساسية في عمل الحزب قد انهارت اخبرته ان لاياتي الى لان البيت مراقب وتعرض للمداهمة اكثر من ثلاثة مرات وسأتصل انا به ذهبت الى الاسكان الشعبي وجدت ان المنزل الذى ذهب اليه الخاتم قد داهمته قوة مدججه بالسلاح ارهبوا اطفالهم وبعثروا كل البيت وتوعدوا صاحبه بالقتل ترك لى الخاتم معهم رسالة وطلب منى ان التقيه .ادركت عندها ان الامر جلل. سافرت الجزيرة لمدة 3 ايام للتخلص من المتابعة المشددة المفروضة علينا في تلك الايام .عد ت في نفس اليوم الذى حدده لي الخاتم للقائه
الساعة الثامنة والنصف مساء وصلت للمكان الذى حدده لنلتقي فيه الكورنر الجنوبي الشرقي لمستشفى التجاني الماحي وصل معي في نفس الوقت شخص يرتدى جلابية وعمة وله لحية وقفت على بعد مسافة منه اتاني وقال لى يبدو ان استراتيجيتنا في التخفي ناجحة .الخاتم ...كتمنا انفعالاتنا وسيطرنا على براكين اشواقنا .قال لى انا مصطفى . سرنا راجلين فى شارع العرضة متجهين غربا سألني عن احوال الناس وكان محور اسئلته عن ابى وصحته واحواله كان بينهم نوع من الود والالفة تقرص دواخلنا وتسير الغيرة فيها. وصلنا الى محل سكنه بالعرضة .اخبرني ان الاوضاع سيئة للغاية و ان هنالك اضمحلال تام لكل مظاهر الحياة للحزب حتى على مستوى الافراد و انه كان يتحرك معه نفر من اصدقائه ولكن الان يبدو ان لهم ما يشغلهم فلم يتبقى منهم سوى اثنين ولذلك استعان بأخينا عدلان (عدلان) قلتها في دهشة وخوف فعدلان منزله تعرض للتفتيش من قبل فكيف يتحرك معك قال لي ضاحكا اذا لماذا اتيت انت قلت له انا انا لى دراية في اكتشاف المتابعة والتخلص منها لاكن عدلان لا علاقة له بهذه الاشياء قال لي دعه يتدبر امره ما من خيار. اتفقنا على ان اخلى بيت الحاج يوسف لأنه يحتاج الى في حركته خرجنا التاسعة وخمس وعشرين دقيقة ومع وصولنا الطريق توقفت عربة مارسيدس فورويل درايف صعدنا عليها كان يقودها شاب في مقتبل العمر ممتلي بالحياة وفخور بما يقوم به كانوا ذاهبين الى الرياض انزلوني في صينية برى بعد ان اتفقنا على مواعيد لقاءنا القادم .كانت هذه البداية والتي استمرت الى حين خروجه من السودان في 94 كنا نتحرك معه انا وعدلان والطريف في الامر ان عدلان ولاكثر من عام لم يكن يعلم بانني التفي بالخاتم وكان كثيرا ما يسخر من انني اخرج ليلا واتى متأخرا ويقول لي خليك في غرامياتك دي انت جائب خبر للحاصل .كان للخاتم 4 اجتماعات في الاسبوع على الاقل كنت التقية مرتين في الاسبوع وعدلان مرتين وبعد ان علم عدلان بامري صرنا ننسق بيننا لانه كثيرا ما يكن معه ضيوف فاذهب انا بدله. كان الخاتم بعد كل اجتماع يخرج محبط فاساله عن الحاصل فيقول لى مافي حاجة .وفى يوم تأخر موعد انتهاء الاجتماع مما اضطرني ان اتجول حول المكان بشكل لافت للنظر فقلت له ان عدم الالتزام بالمواعيد سيعرضكم للخطر فانفجر في وجهى ياصديق مافى زول جابرك على شي لو تعبت امش الناس ديل نحن بنرفع فيهم رفيع وما عايزين يقيفوا انا اعمل ايه
نواصل
ملحوظة (لاحظة ان طريقة سرد الاحداث السابقة ستطول ولذلك ساسوق الاحداث فى شكل نقاط فى المرة القادمة
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست