بلاد السودان فى الكتب القديمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-06-2024, 10:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2011, 10:57 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة (Re: سعد مدني)




    وفي أيام عنبسة المذكور كان خروج أهل الصعيد الأعلى من معاملة الديار المصرية على الطاعة، وامتنعوا من إعطاء ما كان مقررا عليهم، وهو في كل سنة خمسمائة نفر من العبيد والجواري مع غير ذلك من البخت البجاوية وزرافتين وفيلين وأشياء أخر. فلما كانت سنة أربعين ومائتين تجاهروا بالعصيان وقطعوا ما كانوا يحملونه، وتعرضوا لمن كان يعمل في معادن الزمرد من العمال والفعلة والحفارين فاجتاحوا الجميع؛ وبلغ بهم الأمر حتى آتصلت غاراتهم بأعالي الصعيد فآنتهبوا بعض القرى المتطرفة مثل إسنا وأتفو وظواهرهما؛ فأجفل أهل الصعيد عن أوطانهم؛ وكتب عامل الخراج إلى عنبسة يعلمه بما فعلته البجاة، فلم يمكن عنبسة كتم هذا الخبر عن الخليفة المتوكل على الله جعفر، فكتب إليه بجميع ما فعلتهالبجاة ؛ فلما وقف على ذلك أنكر على ولاة الناحية تفريطهم؛ ثم شاور المتوكل في أمرهم أرباب الخبرة بمسالك تلك البلاد؛ فعرفوه أن المذكورين أهل بادية وأصحاب إبل وماشية؛ وأن الوصول إلى بلادهم صعب لأنها بعيدة عن العمران، وبينها وين البلاد الإسلامية براري موحشة ومفاوز معطشة وجبال مستوعرة، وأن التكلف إلى قطع تلك المسافة وهي أقل ما تكون مسيرة شهرين من ديار مصر، ويريد المتوجه أن يستعد بجميع ما يحتاج إليه من المياه والأزواد والعلوفات، ومتى ما أعوزه شيء من ذلك هلك جميع من معه من الجند وأخذهم البجاة قبضا باليد. ثم إن هؤلاء الطائفة متى طرقهم طارق من جهة البلاد الإسلامية طلبوا النجمة ممن يجاورهم من طريق النوبة، وكذلك النوبة طلبوا النجدة من ملوك الحبوش، وهي ممالك متصلة بشاطىء نهر النيل حتى تنتهي بمن قصده السير إلى بلاد الزنج، ومنها إلى جبل القمر الذي ينبع منه النيل، وهي آخر العمران من كرة الأرض. وقد ذكر القاضي شهاب الدين بن فضل الله العمري في كتابه " مسالك الأبصار في ممالك الأمصار " : أن سكان هذه البلاد المذكورة لا فرق بينهم وبين الحيوانات الوحشية لكونهم حفاة عراة ليس على أحدهم من الكسوة ما يستره، وجميع ما يتقوتون به من الفواكه التي تنبت عندهم في تلك الجبال، ومن الأسماك التي تكون عندهم في العمران التي تجري على وجه الأرض من زيادة النيل، ولا يعترف أحد منهم بزوجة ولا بولد ولا بأخ وأخت؛ بل هم على صفة البهائم ينزو بعضهم على بعض. فلما وقف المتوكل على ما ذكره أرباب الخبرة بأحوال تلك البلاد، فترت عزيمته عما كان قد عزم عليه من تجهيز العساكر. وبلغ ذلك محمد بن عبد الله القمي وكان من ال######## الذين يتولون خفارة الحاج في أكثر السنين، فحضر محمد المذكور إلى الفتح بن خاقان وزير المتوكل وذكر له أنه متى رسم المتوكل إلى عمال مصر بتجهيزه عبر إلى بلاد البجاة، وتعدى منها إلى أرض النوبة ودوخ سائر تلك الممالك. فلما عرض الفتح حديثه على المتوكل أمر بتجهيزه وسائر ما يحتاج إليه، وكتب إلى عنبسة بن إسحاق هذا، وهو يومئذ عامل مصر، أن يمده بالخيل والرجال والجمال وما يحتاج إليه من الأسلحة والأموال، وأن يوليه الصعيد الأعلى يتصرف فيه كيف شاء. وسار محمد حتى وصل إلى مصر، فعندما وصلها قام له عنبسة بسائر ما اقترحه عليه، ونزل له عن عدة ولايات من أعمال الصعيد، مثل فقط والقصير وإسنا وأرمنت وأسوان؛ وأخذ محمد بن عبد الله القمي المذكور في التجهيز، فلما فرغ من استخدام الرجال وبذل الأموال، حمل ما قدر عليه من الأزواد والأثقال، بعد أن جهز من ساحل السويس سبع مراكب موقرة بجميع ما تحتاج عساكره إليه: من دقيق وتمر وزيت وقمح وشعير وغير ذلك. وعينت لهم الأدلاء مكانا من ساحل البحر نحو عيذاب، يكون اجتماعهم فيه بعد مدة معلومة. ثم رحل محمد من مدينة قوص مقتحما تلك البراري الموحشة، وقد تكامل معه من العسكر سبعة آلاف مقاتل غير الأتباع، وسار حتى تعدى حفائر الزمرد، وأوغل في بلاد القوم حتى قارب مدينة دنقلة، وشاع خبر قدومه إلى أقصى بلاد السودان، فنهض ملكهم - وكان يقال له علي بابا - إلى محاربة العسكر الواصل مع محمد المذكور، ومعه من تلك الطوائف المقدم ذكرها أمم لا تحصى، غير أنهم عراة بغير ثياب، وأكثر سلاحهم الحراب والمزاريق، ومراكبهم البخت النوبية الصهب، وهي على غاية من الزعارة والنفار؛ فعندما قاربوا العساكر الإسلامية وشاهدوا ما هم عليه من التجمل والخيول والعدد وآلات الحرب فلم يقدروا على محاربتهم، عزموا على مطاولتهم حتى تفنى أزوادهم وتضعف خيولهم ويتمكنوا منهم كيفما أرادوا؛ فلم يزالوا يراوغونهم مراوغة الثعالب، وصاروا كلما دنا منهم محمد ليواقعهم يرحلون من بين يديه من مكان إلى مكان، حتى طال بهم المطال وفنيت الأزواد، فلم يشعروا إلا وتلك المراكب قد وصلت إلى الساحل، فقويت بها قلوب العساكر الإسلامية، فعند ذلك تيقنت السودان أن المدد لا ينقطع عنهم من جهة الساحل، فصمموا على محاربتهم ودنوا إليهم في أمم لا تحصى. فلما نظر محمد إلى السودان التي أقبلت عليه انتزع جميع ما كان في رقاب جمال عساكره من الأجراس، فعلقها في أعناق خيوله، وأمر أصحابه بتحريك الطبول وبنفير الأبواق ساعة الحملة؛ وتم واقفا بعساكره وقد رتبها ميامن ومياسر بحيث لم يتقدم منهم عنان عن عنان؛ وزحفت السودان عليه وهو بموقفه لا يتحرك حتى قاربوه، وكادت تصل مزاريقهم إلى صدر خيوله؛ فعند ذلك أمر أصحابه بالتكبير، ثم حمل بعساكره على السودان حملة رجل واحد وحركت نقاراته وخفقت طبوله، وعلا حس تلك الأجراس، حتى خيل للسودان أن السماء قد انطبقت على الأرض فرجعت جمال السودان عند ذلك جافلة على أعقابها، وقد تساقط عن ظهورها أكثر ركابها؛ واقتحم عساكر الإسلام السودان فقتلوا من ظفروا به منهم، حتى كفت أيديهم وامتلأت تلك الشعاب والبراري بالقتلى، حتى حال بينهم الليل. وفات المسلمين علي بابا أعني ملكهم، لأنه كان مع جماعة من أهل بيته وخواصه قد نجوا على ظهور الخيل. فلما انفصلت الواقعة وتحققت السودان أنهم لا مقام لهم بهذه البلاد حتى يأخذوا لأنفسهم الأمان؛ فأرسل علي بابا ملك السودان إلى محمد بن عبد الله القمي يسأله الأمان ليرجع إلى ما كان عليه من الطاعة ويتحرك له حمل ما تأخر عليه من المال المقرر له لمدة أربع سنين، فبذل له محمد الأمان؛ وأقبل عليه علي بابا حتى وطىء بساطه، فخلع عليه محمد خلعة من ملابسه وعلى ولده وعلى جماعة من أكابر أصحابه. ثم شرط عليه محمد أن يتوجه معه إلى بين يدي الخليفة المتوكل على الله ليطأ بساطه؛ فامتثل علي بابا ذلك، وولى ولده مكانه إلى أن يحضر من عند الخليفة؛ وكان اسم ولده المذكور ليعس بابا. ثم عاد محمد بن عبد الله القمي بعسكره وصحبته علي بابا حتى وصل إلى مصر فأكرمه عنبسة المذكور، وكان خرج إلى لقائه بأقصى بلاد الصعيدة وقيل: بل كان مسافرا معه وهو بعيد. فأقام محمد بن عبد الله مدة يسيرة ثم خرج بعلي بابا إلى العراق وأحضره بين يدي الخليفة المتوكل على الله؛ فأمره الحاجب بتقبيل الأرض فامتنع؛ فعزم المتوكل أن يأمر بقتله وخاطبه على لسان الترجمان: إنه بلغني أن معك صنما معمولا من حجر أسود تسجد له في كل يوم مرتين، فكيف تتأبى عن تقبيل الأرض بين يدي وبعض غلماني قد قدر عليك وعفا عنك فلما سمع علي بابا كلامه قبل الأرض ثلاث مرات؛ فعفا عنه المتوكل وأفاض عليه الخلع وأعاده إلى بلاده كل ذلك في أيام ولاية عنبسة على مصر.حاربتهم، عزموا على مطاولتهم حتى تفنى أزوادهم وتضعف خيولهم ويتمكنوا منهم كيفما أرادوا؛ فلم يزالوا يراوغونهم مراوغة الثعالب، وصاروا كلما دنا منهم محمد ليواقعهم يرحلون من بين يديه من مكان إلى مكان، حتى طال بهم المطال وفنيت الأزواد، فلم يشعروا إلا وتلك المراكب قد وصلت إلى الساحل، فقويت بها قلوب العساكر الإسلامية، فعند ذلك تيقنت السودان أن المدد لا ينقطع عنهم من جهة الساحل، فصمموا على محاربتهم ودنوا إليهم في أمم لا تحصى. فلما نظر محمد إلى السودان التي أقبلت عليه انتزع جميع ما كان في رقاب جمال عساكره من الأجراس، فعلقها في أعناق خيوله، وأمر أصحابه بتحريك الطبول وبنفير الأبواق ساعة الحملة؛ وتم واقفا بعساكره وقد رتبها ميامن ومياسر بحيث لم يتقدم منهم عنان عن عنان؛ وزحفت السودان عليه وهو بموقفه لا يتحرك حتى قاربوه، وكادت تصل مزاريقهم إلى صدر خيوله؛ فعند ذلك أمر أصحابه بالتكبير، ثم حمل بعساكره على السودان حملة رجل واحد وحركت نقاراته وخفقت طبوله، وعلا حس تلك الأجراس، حتى خيل للسودان أن السماء قد انطبقت على الأرض فرجعت جمال السودان عند ذلك جافلة على أعقابها، وقد تساقط عن ظهورها أكثر ركابها؛ واقتحم عساكر الإسلام السودان فقتلوا من ظفروا به منهم، حتى كفت أيديهم وامتلأت تلك الشعاب والبراري بالقتلى، حتى حال بينهم الليل. وفات المسلمين علي بابا أعني ملكهم، لأنه كان مع جماعة من أهل بيته وخواصه قد نجوا على ظهور الخيل. فلما انفصلت الواقعة وتحققت السودان أنهم لا مقام لهم بهذه البلاد حتى يأخذوا لأنفسهم الأمان؛ فأرسل علي بابا ملك السودان إلى محمد بن عبد الله القمي يسأله الأمان ليرجع إلى ما كان عليه من الطاعة ويتحرك له حمل ما تأخر عليه من المال المقرر له لمدة أربع سنين، فبذل له محمد الأمان؛ وأقبل عليه علي بابا حتى وطىء بساطه، فخلع عليه محمد خلعة من ملابسه وعلى ولده وعلى جماعة من أكابر أصحابه. ثم شرط عليه محمد أن يتوجه معه إلى بين يدي الخليفة المتوكل على الله ليطأ بساطه؛ فامتثل علي بابا ذلك، وولى ولده مكانه إلى أن يحضر من عند الخليفة؛ وكان اسم ولده المذكور ليعس بابا. ثم عاد محمد بن عبد الله القمي بعسكره وصحبته علي بابا حتى وصل إلى مصر فأكرمه عنبسة المذكور، وكان خرج إلى لقائه بأقصى بلاد الصعيدة وقيل: بل كان مسافرا معه وهو بعيد. فأقام محمد بن عبد الله مدة يسيرة ثم خرج بعلي بابا إلى العراق وأحضره بين يدي الخليفة المتوكل على الله؛ فأمره الحاجب بتقبيل الأرض فامتنع ؛ فعزم المتوكل أن يأمر بقتله وخاطبه على لسان الترجمان: إنه بلغني أن معك صنما معمولا من حجر أسود تسجد له في كل يوم مرتين، فكيف تتأبى عن تقبيل الأرض بين يدي وبعض غلماني قد قدر عليك وعفا عنك فلما سمع علي بابا كلامه قبل الأرض ثلاث مرات؛ فعفا عنه المتوكل وأفاض عليه الخلع وأعاده إلى بلاده كل ذلك في أيام ولاية عنبسة على مصر.


    ابن تغري بردي النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (298)(1/249)


    تعليق:

    هل بجة الشرق هم سكان النوبة القديمة جنوب مصر؟؟



    الصورة اعلاه:
    http://savethetruearabs.proboards.com/index.c...tion=print&thread=38
                  

العنوان الكاتب Date
بلاد السودان فى الكتب القديمة سعد مدني11-13-11, 09:27 AM
  Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة سعد مدني11-13-11, 09:40 AM
    Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة سعد مدني11-13-11, 09:49 AM
      Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة سعد مدني11-13-11, 10:57 AM
        Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة سعد مدني11-13-11, 11:21 AM
          Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة سعد مدني11-13-11, 12:23 PM
            Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة سعد مدني11-13-11, 08:33 PM
              Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة Elbagir Osman11-13-11, 09:35 PM
                Re: بلاد السودان فى الكتب القديمة سعد مدني11-13-11, 10:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de