تكدس ألالاف منهم في إنتظار القطار ليحملهم من مالوف إلى مجهول لكن....حتى هذه اللحظة لم ياتي القطار ...
فقد قيل لهم ...ألا بد من الرحيل فإن الأرض على أتساعها قد عجزت أن تجمع في هذه الرقعة القديمة بعض أضاد نفوس البشر فصار الأمر ألا بُد من رحيل بعضها بحثاً عن (السعادة الموعودة) ليحاول البعض الاخر أن يهنأ (بالسعادة الموهومة)
لكن لن يصدق هذا الوعد ولن يتحقق ذاك الوهم أيضاً...
أو هكذا أظن!
عجيب مصير أنسان هذه البقعة الخربة من الكون وغريب كيف أن الأقدار تلعب بمصائر إنسانه وجغرافيته وتأريخه . وإلا فكيف لشعب رائد للمدنية ومجرب للاستقرار أن ينتهي إنسانه متمدداً على بعد امتار من شريط قطار لعدة اشهر لا يستبطئ قدومه من هم (هناك) ولا يستعجل رحيله من هم (هنا)
قد رأيت بعيني كيف تكدست أكوام من العظام الواهنة وإلاف الأرواح المعذبة على إمتداد شريط قضبان القطار.
أكوام من البشر لا يفرق بينهم وبين الموت إلا تلك الأهات والزفرات التي أصبحت أخر دليل على أنهم لا زالوا على قيد الحياة.
سألت نفسي مجرد سؤال..كيف يأكلون (كلهم) ومن يعيل نساؤهم ويعالج أطفالهم والبرد قد أتى؟
بل أين يقضون حاجاتهم الطبيعية؟
وبينهم وحولهم وتحتهم تناثرت ممتلكاتهم ويالها من ممتلكات ثمينة (سرائر ومقاعد ومساند مهترئة) وبقايا من أخشاب لخزانات ودواليب كانت منتصبة تحمل في داخلها ثياب نظيفة وعطور، كما كانت تحمل هذه الاجساد في دواخلها قلوب دافئة وأرواح طيبة تخفق للحب وتنبض للحياة
الأن هي ...مجرد الااااااف من الأواني البالية والجرادل المثقوبة وعدد لا يحصى من الأرواح (أعداد المحطم منها يفوق السليم)
لكنه بقي وحيد ذلك الفتى الذي كان يتجول ما بين أعمدة (النور) التي رُصت في صف طويل على الرصيف الذي فصل ما بين طريق الاسفلت وشريط القطار تنثر جميعها إضاءة خافتة هي التي مكنتني أن اراهم في عتمة الليل كما رأهم كل من في السيارات التي مرت وعكس ضوؤها عند إنحناءة الشارع بريق العيون المتسعة التي لم يبقى لها إلا بارقة أمل في السماء
بقي وحيدا يتجول (شارداً) لدرجة انه لم يسمع حتى تحيتي التي القيتها عليها بعد أن وضعت خطوتي في أثر خطوته لاكثر من خمسين متر وهو لا يحس بوجودي (الهذا الحد) يا شقيقي؟
المهم أنهم..
كلهم تكدسوا في إنتظار القطار وبعضم قد بدأ يفقد الأمل في (الرحيل جنوباً) كما فقد الامل في (البقاء شمالاً) وأصبح قلبه معلق بالنهاية الحتمية لكل بني أدم أو هكذا (أظن)
البشير وزمرته يتحملوا المسؤوليه القطر بشيل الخرفان والبقر القطر بشيل السلاح للثور في ليبيا القطر عربات للمنتخبات قطر قطر القطر بكتل في شعبوا جنوب كردفان النيل الازرق دارفور الشرق القطر البشير صراصير الجبهه لغة البشير والقذافي بقت واحده والمصير واحد السودان الوطن الواحد راح في ستين حليفة طلاق لبشير معتوه وخال مازوم وانتباهه في زمن غفله الاخلاق اصبحت تاريخ السمعه واطه الفقر دخل كل الاسر السودانيه قطر عجيب للبشر ونطاموا تحياتي عزيزي سامي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة