الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: نسل الانبياء والمرسلين عليهم افضل الصلوات والتسليم (Re: فخرالدين عوض حسن)
|
روى الترمذي أن رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال: إِنّ اللّهَ اصْطَفَىَ مِنْ وَلَدِ إبْرَاهِيم إسْمَاعْيِلَ، واصْطَفَىَ كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ. وَاصْطَفَىَ قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ. وَاصْطَفَىَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ. وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ صحيح مسلم وسنن الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين ثم خير القبائل فجعلني من خير القبيلة، ثم خير البيوت فجعلني من خير بيوتهم فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً. سنن الترمذي. يُصدق ذلك؛ قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} (مريم: 58). وتفسير قوله تعالى: (وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ) قال الطبري: يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلّم: هؤلاء الذين اقتصصتُ عليك أنباءهم في هذه السورة يا محمد، الذين أنعم الله عليهم بتوفيقه، فهداهم لطريق الرشد من الأنبياء من ذريه آدم، ومن ذرية من حملنا مع نوح فـي الفُلك، ومن ذرية إبراهيم خليل الرحمن، ومن ذرية إسرائيل، وممن هدينا للإيمان بالله والعمل بطاعته واجتبينا: يقول: وممن اصطفينا واخترنا لرسالتنا ووحينا، وقال ابن كثبر: قال السدي وابن جرير رحمه الله. فالذي عنى به من ذرية آدم إدريس، والذي عنى به من ذرية من حملنا مع نوح إبراهيم والذي عنى به من ذرية إبراهيم إسحاق ويعقوب وإسماعيل، والذي عنى به من ذرية إسرائيل موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى ابن مريم، قال ابن جرير: ولذلك فرق أنسابهم وإن كان يجمع جميعهم آدم، لأن فيهم من ليس من ولد من كان مع نوح في السفينة وهو إدريس، فإنه جد نوح (قلت) هذا هو الأظهر أن إدريس في عمود نسب نوح عليهما السلام، نفهم من الآيات الكريمة أن جميع الأنبياء والرسل نسل ذرية واحدة تعود في نسبها إلى نوح عليه السلام، وأن إبراهيم من ذرية نوح، وأن جميع الأنبياء والرسل الذين جاؤوا من بعده هم من ذريته، فكان جميع أنبياء بني إسرائيل الذين بعثوا في مصر ومنطقة الهلال الخصيب (العراق وبلاد الشام) من ذريته في إسحاق ويعقوب. وكان خاتم جميع الأنبياء والرسل قاطبة من ذرية نوح وإبراهيم هو محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد كان النبي من ذريته إسماعيل بن إبراهيم الخليل، وقد بُعث في أم القرى (مكة)، وفي العرب الذين لم يختلطوا بالأجناس الأخرى كإخوانهم الذين سكنوا بقية الوطن. ونفهم من الأحاديث النبوية الشريفة؛ أن خير ذرية إبراهيم إسماعيل، وخير ذرية إسماعيل كنانة، وخير ذرية كنانة قريش، وخير ذرية قريش بني هاشم، وخير ذرية بني هاشم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وإذا ما حاولنا أن نجتهد لنعرف سبب تلك الخيرية والاصطفاء للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم نقول: أنه كما أراد الله تعالى أن يعيد العلاقة الروحية بين مكة وفلسطين من خلال رحلة إبراهيم بابنه إسماعيل من فلسطين إلى الحجاز (مكة)، فإنه أراد أيضاً أن يعيد وحدة العرب الذين تفرقوا في أرض الوطن وتباعدت أنسابهم وأصهارهم عن بعضهم من خلال إسماعيل، فجمع إسماعيل عرب العراق من ناحية الأب بعرب مصر من ناحية الأم (هاجر)، بعرب الشام من ناحية المولد (بئر السبع)، بعرب الحجاز واليمن من ناحية المصاهرة منه لهم ومن ذريته من بعده بهم، وبذلك تكون اجتمعت فيه وفي ذريته جميع قبائل العرب على تباعدها، التي اصطفى الله تعالى منها جميعاً خير البشرية جمعاء محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|