|
|
 Re: الليلة في ندوة أربعائية الدناقلة مناقشة أساسيات ومفاهيم العمل العا (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
شكرا فقيري
شكرا مجدى
واليكما نص الورقة التي قدمه الأستاذ محمد يوسف في الأربعائية
=======================
العمل العام
ماهو العمل العام ومن هم رجاله ؟ ماهى مقومات من يقدم نفسه للعمل العام ؟ وهل الشخص يقدم نفسه ام يقدمه الآخرون ؟ ماهو الفرق بين الشخص الذى يقدم نفسه والذى يقدمه الاخرون ؟ هل العمل العام تكليف ام تشريف ؟ اذا كان تكليفاً لماذا يقدم البعض نفسه ؟ وان كان تشريفا لماذا يتقاعس البعض عن التنافس فيه ؟ هل التجديد فيه مطلوب ام الاستفادة من الخبرات المتراكمة ؟ لماذا يكون الشخص فى العمل العام متعرضا للانتقاد اكثر من الشكر ؟ وهل الشكر يصيب رجل العمل العام بالغرور؟ وكيف ينبغى له ان يتصرف فى كل الاحوال ؟ وهل علاقات العمل العام يمكن ان تصبح صداقات حقيقية مستديمة ام هى تتعرض للانهيار مع اول اختلافات فى وجهات النظر ؟
ماهو العمل العام بصورة عامة :
هو أى تجمع لمجموعة من الافراد لتحقيق مصالح واهداف مشتركة بالعمل معاً لتحقيق الأهداف والمصالح المتفق عليها . ولقيادة المجموعة وتحقيق اهدافها اتباعا لهدى النبى (ص) ان كنتم ثلاثة على سفر فأمروا احدكم . فتصلح العلاقة بين من اختير لقيادة المجموعة والذين اختاروه ، علاقة الوكيل بالموكل . فتقع على عاتقه مسؤولية القيام بما اختاروه من اجله وكيلا عنهم ، وهو محاسب امام الله كما الوكيل المقصر .
وفى المقابل هناك اشخاص يحاولون فرض نفسهم على الأخرين ، وهذه لا تتم الا فى وسط مجتمعات لا يعرف فيها الناس بعضهم ببعض كثيرا وعميقا ، ولتأكيد ذلك اعطيكم مثال ، الصمد فى قرانا فى دنقلا لا يستطيع ان يفرض نفسه ، وانما مجموعة مؤهلات تتوفر فيه ومعروف لدى اهل ساقيته ابا عن جد هى التى تمكنه من ذلك ، والصمودية تكسبه احتراما بين الناس لاهتمامه بخدمة اهله ، تلاحظ الصمد حتى وقت الاكل وهم على راس العمل يكون اخر الجالسين الى المائدة ، بل يبحثوا عنه ويجدوه مشغولا بشأن يهم كل المزارعين ، وهذه فيها قمة الايثار واداء مسؤولية الوكالة التى تحملها .
ماذا يكسبك العمل العام :
اذا تم اختيارك من المجموعة بطريقة شورية يرضى عنها كل المجموعة ، يكسبك مكانة واحترام بين الناس فهى تزكية ، وتكون علاقتهم بك مثل علاقة الامام بالمصلين ، يتبعونك فى كل ما تقوله كما يتبع المصلون الامام ، وكذلك ينبهونك اذا سهوت ، وعليك ان تسجل سجود السهو بتصحيح ما ارتكبته تجاوزا مجتهدا فى خدمتهم ، لان اكتمال صلاتهم مربوطة باكتمال صلاتك . ومن خلال ممارستك لعملك فى خدمتهم واشراكهم بالشورى فى امورهم تكسب مكانة واحتراما اكثر ، وتكسب احتراما اكثر عندما تكون زاهدا فى المنصب وتراه تكليفا تحتسب الاجر على الله سبحانه وتعالى ولا تراه تشريفا يميزك عن الاخرين بل هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى حيث يبتليك فى المقدرات التى ميزتك عن الاخرين وجعلهم يختارونك دون غيرك . أما اذا سعيت للمنصب بنفسك تشريفاً فهذه تنتقص من قدرك وتفقدك احترام الناس لأنك تصبح مثل الامام الذى يقدم نفسه للصلاة بالناس وهو على غير وضوء ليدعى التقى والتدين . والناس حريصون على صلواتهم . وهذه من اهم اسباب الانشقافات التى تحدث فى الكيانات ووجود كيانات موازية لكل كيان ، بحثاً عن الامام المجود بنية الخشوع فى الصلاة تقربا الى الله .
ماهى مؤهلات رجل العمل العام
هى مؤهلات تختلف حسب المنشط ، فالشخص الذى يعتبر قائدا فى وسط قبلى يكون فاشلا اذا تم تقديمه لقيادة عمل نقابى او سياسى ، لان الاول يتطلب قدرا كثيرا من الرحمة والمحبة والتواصل والتواضع ، والثانى يتطلب قدرا أكبر من الذكاء والخبث والمراوغة واللعب على مجموعة حبال ، لذلك اذا تم تقديم زعيم قبيلة لقيادة عمل نقابى او سياسى لا يمكن ان ينجح ، والعكس صحيح فالقائد النقابى او السياسى لن ينجح فى قيادة قبيلة بل سيكون مكروها اذا حاول قيادتهم كما يقود جسما نقابيا او سياسيا .
وخير من مارس السياسة سيدنا عمر بن الخطاب زعيم مدرسة الرأى فى الاسلام ، ورد فى كتاب العقد الفريد لابن عبده ربه ، انه عندما كان يختار واليا من ولاته ، وكان لديه خيارين ، وعندما سال عن المرشحين ، قيل له ان الاول فظ غليظ فى التعامل مع الرعية ولكنه قوى الشخصية ، اما الثانى فانه لين هين سهل ولكنه ضعيف الشخصية ، فقال قولته الشهيرة ، اما الاول فعليه غلطته وللدولة قوة شخصيته ، واما الثانى فله لينه وكرمه وعلي الدولة ضعفه ، فاننى سوف اختار الاول بالرغم من غلظته فهو الذى سيحقق الاهداف المرجوة . فهذه تربية (المؤمن القوى احب الى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفى كل خير ) .
ماهى مجالات العمل العام
مجالات العمل العام كثيرة ، قبلية ، جهوية ، نقابية ، نيابية ، سياسية ، دينية ، بل اكثر من ثلاثة تجمعهم مصلحة مشتركة تعتبر ممارستهم المشتركة عملا عاما ومطالبين بتأمير احدهم ليقودهم ، ولكل مجال من مجالات العمل العام اهدافها الخاصة ، ولكل من يتولاها مهارات تختلف من مجال لاخر كما اسلفت .
العمل العام فى الاسلام
قال رسول الله (ص) (ان كنتم ثلاثة على سفر فامروا احدكم ) – لان الثلاثة تجمعهم مصالح مشتركه ويحتاجون الى قائد ، والقائد هو رجل العمل العام الذى يتولى شؤون المسلمين ويجب أن يتصف بالتقوى والصلاح والرأى السديد والقوة الجسدية والمقدرة المالية ، ويتم اختياره بالشورى بينهم ، وميزة الاختيار بالشورى هى انها تجمع الناس حول الامام او القائد نحو هدف واحد ورؤية واحدة ، وبالتالى يقوى روح الجماعة ، ولولا كذلك لكان رسولنا (ص) عين من يكون خليفته قبل وفاته ، ولكنه ليعلم الناس الشورى والاستفادة من قيمة الشورى ترك لهم الامر ليختاروا من يتفقوا عليه ويلتفوا حوله ولنا فى رسول الله اسوة حسنه .
والقائد فى العمل العام ينبغى ان تتوفر فيه مجموعة من الصفات على سبيل المثال أن يكون شوريا ، فالقيادة ليست تسلطا ، العدل ، الطاعة فى المعروف ، الرحمة قال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ، المسؤولية (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) الوسطية والاعتدال ، القوة واللياقة البدنية (ان خير من استأجرت القوى الامين ) الأمانة (من يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) ، العلم ولا يشترط فى القائد فى العمل العام ان يكون عالما بكل شىء ، ولكن فى المجال الذى كلف فيه ، الفصاحة والقدرة على الحوار والاقناع ، ، القدوة الحسنة ، الحلم والأناة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحد اصحابه ( ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة ) . الحزم ، فالاسلام مبدأه الشورى والشورى لا تنتهى الا بقرار حازم (وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ) ، التخطيط والتنظيم والتوجيه وغيرها من المهارات الكثيرة التى ينبغى ان تتوفر فى رجل العمل العام القائد .ولا يتسع المجال لذكرها بالتفصيل .
العمل العام فى جدة والذين يقدمون انفسهم له
من الملاحظ ان اغلب الكيانات الموجودة فى جدة ، تتشطر وتخلق كيانات موازية من باب المكايدة ، وفى رأيى اهم أسباب حدوث ذلك هو ضعف اتباع الشورى فى اختيار القيادات ، والتى تؤدى الى تضارب المصالح الشخصية وبالتالى الى انشطار الكيان الواحد الى اكثر من كيان ، وبالتالى يضيع الهدف الاسمى للكيان الاول والكيان الموازى .
وعدم اتباع الشورى يؤدى الى ابتعاد النبلاء الصادقين الذين يرون ان الامر برمته تكليف وليس تشريف ، فتصبح الساحة لغير القادرين فتضيع الاهداف النبيلة . والذين يجتمعون حول بعضهم البعض فى كل الكيانات مدعين الصداقة فيما بينهم انما فى الواقع الكل ينتظر دوره فى تلك الشكليات والوجاهات . لذلك الصداقات فى العمل العام ليست صداقات حقيقية ودائمة ، يمكن ان تجد اصدقاء اليوم اعداء الغد والعكس صحيح .، لان الذى يجمعهم هى تلك الوجاهات والشكليات وليست الاهداف والغايات النبيلة ، لذلك فان البحث عن صداقة حقيقية من بوابة العمل العام امر غير مضمون العواقب .
رؤى وافكار لتنظيم العمل العام
إذا ارتقى الفكر ترتقى معه كل الممارسات (وهل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فالاكثار من المنابر الثقافية مثل هذه الاربعائية هى التى نؤمل عليها كثيراً ، لذلك فانه من المفيد جداً مناقشة مثل هذه المواضيع واقناع اصحاب الفكر والراى السديد بالمحاضرة فيها ، وحشد المستمعين لها من كافة اماكن السودان ونشر ملخصات مناشطها على اكبر عدد لتعم الفائدة ولتصحيح المفاهيم حول العمل العام ، والحفاظ على الصورة الطيبة للمواطن السودانى الذى اصبح فى نظر الاخرين ايضا هو المواطن العدائى المشاكل بدل ان كان الانسان المسالم المتحضر .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
سيف الدين عيسى مختار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست