|
هل من طريق ثالث بين الاشتراكية والرأسمالية؟!
|
هل من طريق ثالث بين الاشتراكية والرأسمالية؟! يوسف الكويليت
هل من طريق ثالث يبتعد عن الفكر الماركسي، ووحشية الرأسمالية، لاستعادة أحلام أصحاب هذه الدعوة ممن وقفوا أمام التياريْن، بالرفض أحياناً، والتعايش معهما أحياناً أخرى؟
الشيوعية سقطت نظاماً وتنظيماً، ولكنها لا تزال قائمة فكرياً في الأكاديميات ومراكز البحوث الاقتصادية والاجتماعية، والرأسمالية في حالة تراجع ثم تفجّر بين الشعوب التي انتهجت هذا الاتجاه، لأن حكومات تلك الدول ظلت وجهتها لأصحاب الرساميل الهائلة، والذين هيمنوا على صناعة القرار، وحبس مؤثرات الرأي العام، من إعلام وبحوث تتصل بالفجوات بين أفراد الشعب الواحد، واستغلال الحرية بتخفيض الضرائب، وفتح الأبواب أمامهم، وجعل التشريعات في خدمتهم، وهي صور متعارف عليها خضعت للتحليل والإنذار بما سيأتي، لكن وجودها كقوة لم تهتز إلا بعد انفجار فضائح الفساد وغياب القوانين الرادعة..
دولة (الدولار)، ودول (اليورو) غارقتان في بحر من القضايا الشائكة، ولم تعد الطرق سهلة العبور عندما صار التحدي يدخل الشارع معلناً احتجاجه بصورة غير مسبوقة، ومن هذا السبب جاء من يبحث عن وسيلة لإخراج الرأسمالية من واقعها الجديد..
فالاشتراكيون الديمقراطيون، وغير المؤدلجين، هم من بدأوا فتح كتب ماركس وإنجلز، ومن لحقهما من فلاسفة الاشتراكية الواقعية أمام الحرج الذي تمر به دول الاقتصاد الحر حتى إن الإقبال، كما أشار العديد، من المحللين الماليين، على العودة إلى قراءة الكتب الاشتراكية، يوضع ضمن اهتمامات تيار شعبي أعطى لاتباع هذا الفكر أملاً بالعودة إلى الماركسية، أو دمج الفكريْن في مصالحة تاريخية تتجه إلى بعث نهج يتوافق مع نشوء مدرسة تخرج بطريق ثالث، لكن هل يمكن أن يتنازل حراس الرأسمالية لصالح مثل هذا الحل التوافقي؟
الأمر لا يخضع لتعديل القوانين والدساتير، طالما من يهيمن لا يريد أن يقع في فخ التغيير، إلا إذا وجدت حكومات شجاعة، وتحت ضغط الشارع تلبي هذه المطالب بطرحها للاستفتاء العام، والتصويت عليها وفق نظام جديد، ومع ذلك فعملية إصلاح نظام اقتصادي عالمي، درج على أن تكون له جذور راسخة، ليست أمراً سهلاً، وحتى مع مرونة التشريعات وقبول التغيير في العالم الرأسمالي فإن العوائق كبيرة، لكن في وجود حالة فقدان التوازن، وتوالي الخسائر مع فقدان الحلول قد يأتي الحل اضطرارياً، وهو ما ينعش آمال أصحاب الدعوات لخلق أنظمة جديدة، أو العمل على ابتكار اتجاه يحاكي المرحلة الراهنة..
لقد عايشت الشعوب التي خضعت للنظام الشيوعي كل الوسائل غير الإنسانية، كذلك فإن القوانين والتشريعات، لم تحميا مواطني الدول الرأسمالية من تفاوت الطبقات الذي همّش فئات الشعب، وضاعف عليهم التزامات عجزوا عن حملها، وطبيعي أن الخلل في ميزان العدالة، وعدم توزيع الدخل وفق ضوابط لا تحرم الفئات الدنيا من حقها الشرعي، وإيجاد وسائل توقف شراسة الرأسمالية ستؤدي إلى نهايات ستكون مجموعة ردات فعل قد تخرج بدافع القهر الاجتماعي، ولعل فرنسا مؤشر إلى عودة الاشتراكيين في الفوز بالأغلبية في مجلس الشيوخ ، وقد تتنفس الأحزاب الشيوعية أو الاشتراكية في دول مثل إيطاليا، واليونان وأسبانيا وغيرها لأنْ تدخل المنافسة، وتصعد بسبب عواصف الأزمة المالية، ومتواليات الاحتجاجات على حالات التقشف التي لا يدفع ثمنها إلا الفقراء..
http://www.alriyadh.com/2011/10/17/article676275.html
|
|
|
|
|
|
|
|
|