|
نحو بناء الشخصية السودانية
|
حضرت أمس ،منتديً في مركز التنوير المعرفي، قُدمت خِلاله ورقة بعنوان الشخصية الثقافية السودانية المعاصرة، فالموضوع مهم ومعقد، وفى حاجة لعمق فكرى ليبحر فيه، بعيداً عن أمواج المنطلقات الإنتقائية، ففى تقديرى الواجب اولاً، إنهاء الجدل حول الهوية السودانية كإطار حتمي لبناء شخصية سودانية تنبع من عقل جمعي واحد مرتكز على أسس ثابتة تجاه المسلمات ،كالوطن ،إحترام الآخر، إعتراف السوداني بأخيه السوداني، وكذلك النظر بزاوية واحدة لغير السوداني ...وما يحيط بالسودان، فنحن اليوم، يتوجب علينا حصر إهتمامنا فى مسألة كيفية بناء شخصية سودانية وطنية إنطلاقاً من معادلة التنوع السوداني الثرة، فحتي يومنا هذا، مازلنا بعيدين تماماً عن حقيقة "الشخصية الثقافية السودانية" القائمة على ثوابت تميزها عن غيرها، وبالنظر للإنسان السوداني ومحاولة إبراز السمات المستمدة من روافد العروبة والإسلام والزنوجة والحضارة الغربية، نجدها طفيفة وغير واضحة المعالم على نطاق شامل، ولم تحقق اية واحدة منها الغلبة كعنصر سائد تتنحى بجانبه بقية العناصر، ومن هنا، نلحظ التشتت والبعثرة في سلوك الإنسان السوداني، فلننظر بصراحة الى هذه الصفات التالية التي يتسم بها السوداني ،وكل واحد منا يحاول البحث عنها في نفسه وكم منها يطابق شخصيتك وهي : التردد، اللامبالاة، العشوائية، عدم الخضوع للنظام، الوقوف في الصفوف لإنتظار دورك لتلقي خدمة معينة، تفويت المواعيد وعدم الانضباط بالزمن، عدم الإعتذار، قيادة السيارة بسرعة فائقة وعدم الإلتزام باشارات الطريق ،وعدم إعطاء الآخرين الأولوية للمرور بسياراتهم، تخطي الإشارة الحمراء، التحدث بالموبايل اثناء القيادة ،الاكل في المكان غير المخصص لذلك، الكذب، المجاملة، رمي قشر الموز على الشارع من نافذة العربة ، رمي الاوساخ في اي مكان ، احساس بأنك اعز من غيرك وبأنك الافضل ،اللطف في نظرك ضعف، الابتسام في نظرك جنون ،التكشير والتجهم في وجه الآخرين في نظرك تحدٍ واثبات ذات و رجولة، تقول للذي ترجو منه مصلحة مايرد سماعه، تحس احياناً ان بعض الاجانب من دول الجوار اقرب اليك من بعض السودانيين، تتعامل مع الاخرين حسب الشكل، اللون ،الجهة، الدين، تعرقل الآخرين من الحصول على وظيفة على اساس انهم ليسوا من عشيرتك او منطقتك ،فهذه العناصر وغيرها عامل اساسي وموجود بعضها في الإنسان السوداني وربما تجتمع احيانا فى شخص واحد، فكلها متناقضات اوجدت انماطا مختلفة ومتباينة في الإنسان السوداني وتقف حاجزا امام الامتزاج النفسي لبلوغ الوحدة المعنوية كأساس للشخصية الوطنية لاي بلد ،ولكيما نبلغ مرحلة بناء شخصية وطنية وفقا للاسس والمعايير المعروفة لا بد من العمل على تذويب مسببات التبعثر والتناقض فى سلوك الإنسان السوداني. عمود معطيات بصحيفة الآن
|
|
|
|
|
|
|
|
|