* إلي الأنثى الذبيحة بسياط الحقد : أحني قامتي احتراماً ... لن ننسى .
سيدتي في أعالي المجد ، نلمحُ رسمَكِ ووسمَكِ
لن يعرف مكانتك إلا الذين افترشوا الحصباء واعتصروا الحجر على بطونهم ، إنها محبة الفقراء الذين يرون ، وعيونهم نافذة عبر الحُجب لنفرش لكِ البُساط الأحمر لتُعيدي له مجد الذي يمشي عليه ويستحق . ** لمثلكِ تُقام التماثيل في باحات الحفاوة بالأبطال . لمثلَكِ تقام المآدب وتزدهي عندما تُنيرينها وأخواتكِ الألوف وقد خرجنَّ من بئر النفي إلى القمر الساطع في ليلته البدراء . ** لمثلِك تنحني الرؤوس التي ما انحنت إلا للشرف الباذخ . لن ينالوا من شرفك من لا يعرفون الشرف ، ** لن ينتقص من إذلالكِ بالسياط أو بالسعي الحثيث لتخليص جُرمهم برميكِ بايقونة الشرف ، فدمعكِ أشرف من بطانتهم كلها ،فقد مجّدت إنسانيتك هذا الإنسان الكامن في شخصكِ الكريم لأنه يبكي بدمع الدم . ** لن يحكم الزمان إلا لتنالي حقك من الأقزام الأنذال . **
نحن في الشدة بأسٌ لم يتجلى بعد، انسلخت النخوة المُحببة من أذهان الذين تعودوا الذلة ، واستمرءوا مشهد القسوة وبيع الأجساد لمجد الدولة التي قامت على رُكام الإنسانية . ** لسيدتي التي لن ينال من شرفها من لا ذمة له ، لا يهمك سيدتي ... الدفع بالمواد الجنائية المغموسة بحبر الحقد و المُدججة بالحيلة والمكر، أو ترك الحبل على غارب الذين استعملهم القانون وهم مُجردين من الإنسانية ، و مجردين من نُبل الأخلاق أو عزة الكرامة . ** لا أظن أن السابلة كانت في يوم من الأيام تحلم بأن تكون قيِّمة على الأخلاق ، تستبيح الضعفاء لبيع أجسادهم رخيصة على الملأ . ** هذا يومك يا موطني ، فقد خسرنا كثيراً قبل أن نجتث أصل الوباء . ** من أين جاء هؤلاء ؟! ** لم يجيئوا من فراغ ، بل باليد الأجنبية من منظمة الإسلام السياسي الدولي التي كانت تحرُس لهم مفاصل الدولة ( من السادسة مساء إلى السادسة صباح كل يوم ) و التي سرقوها بليل ، وباسم القوات المسلحة التي استباحوا شرفاءها فدمروا وقتلوا وهجّروا وسلخوا البلاد من حماتها . ** لن يسمع أحد كل بذيء العُهر السياسي ، وهو ينصبُ ينال ، من الشرف ، فما النقيصة إلا شهادة كمال . وما المجد إلا بأخذ الثمن الغالي الذي هز أركان دُنيتهم ، وهم في نعيم سرقوه من أفواه الفقراء . مزقوا الوطن ، ووزعوا أراضيه التي استعصت على حكام الدنيا رخيصة ، تركوها وراءهم دون أن يرمش لهم جفن . ** نعرف أن الآلاف من المجهولين والمجهولات من طالتهم يد الجلادين من الأراذل ، مدد لهم القانون الذي صاغته مؤسسة الجهل النشِط فُسحة ، وخرجت الروائح الكريهة تفوح من جُثثهم التي تمشي على الأرض ، وتقتات من دم الفقراء .
** نحن أبناؤك موطني في الحُزن النبيل نحن أبناؤك في الجُرح الوبيل نحن مداد فُرسانِك حين تفرح خيلهم عند الصهيل
** بمجدك سيدي .. يا صاحب الوقت ، يا مُنزل البشارات ، يا صاحب العظمة وصولجان المُلك الممدود سماوات وأراضين ، هذه عبدتُك ، أذلّها الذين تمكنوا من قهر الضعفاء وشراء الذمم ، واستعباد الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا . اقتص لها ولكل من ذاق حنظل الظلم المبين . هدّ قصورهم المسروقة من عروق الفقراء عليهم ، وسلط عليهم من يخافك ولا يرحمهم يا رب العالمين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة