|
|
|
 Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
ركبت التونسية ويممت شطر قاهرة المعز، وهي أول رحلة تفصلني
عن الوطن والأهل والأصدقاء.. رحلة لها بداية ولكن لا نملك نواصي نهايتها
وتفاصيل مسيرتها..
رحلة تشوبها مشاعر مختلطة ما بين الفضول للبحث عن المجهول والغوص على الطبيعة
في تلك البلاد التي أبهرتنا ونحن في مرتع الطفولة بصوت العرب الذي يبدأ وينتهي بعبد الناصر
حتى خلنا أنه لا زعيم غيره في العالم..وبين الخوف من المجهول في عالم جديد يصعب التحصن من مؤثراته
إلا من رحمه ربه..
ساعتان ونصف وخيالي يسبح في فضاءات بعيدة مخلوطة بمن تركتهم إلى حين وبمن سأكون في ضيافتهم بعد هنيهة..
ولم يقطع ذاك الخيال إلا صوت المضيفة لتعلن ربط الأحزمة استعداداً للهبوط.. فتلفت يميناً ويساراً بحثاً عن
حزامي ولكني فوجئت بأنه لم يغادر مستقره ومربطه منذ الإقلاع..
في المطار .. تحوصلت وتزغللت عيوني من تلك البشرية التي يغلب عليها السحنة البيضاء النضيفة، ففركت عيوني
بي أصابعي حتى كادت تنقد لأتحسس بنظري جيداً مواطئ قدمي وسط تلك الكتل البشرية المتموجة ..
بعد الانتهاء من إجراءات المطار تحسست تلك الورقة القابعة في جيبي لأكشف وجهتي التالية بالقاهرة قبل الانتقال لبني سويف
ولكني لم أجد لها أثراً فزادت دقات قلبي لأني نسيت محتواها الذي خطه قلم جارنا هاشم محمد أحمد الذي كان طالباً في معهد التلكوميونيكيشن بالقاهرة..
بدأت الوسوس تتطاير .. الله الجماعة عملوها قبال ما نمرق من المطار.. ديل قالوا بسرقوا الكحل من العين..
ربك يكدب الشينة.. هنا تحسست حبة الدولارات التي زودني بها الوالد من الخرطوم فلقيتها عرقانة في كفي.. فزدت إحكام قبضتي عليها..
وخرجت ورا رهط من السودانيين وبقيت زي المطهم يقيفوا أقيف .. يمشوا أمشي..
وأديهم ضهري لما يلتفتوا لي ورا.. تقلت دمي للنهاية .. لأني كنت بحس بالأمان وأنا بي وراهم..
لم أستطع حتى تلك اللحظة الفكاك من خوف الدخول لعالم جديد فيه ما فيه..
ختيت الشنطة الهاندباك.. وفتحت الجيب الصغير لأفاجأ بالوريقة فعاجلت قراءتها: تمشي العتبة وتنزل في فندق....
والصباح تيبع المعجون (سيقنال) وصناديق الشاي وتفك الدولار .. وتمشي الجيزة وتركب الباص لبني سويف..
الحمد لله.. تنفست الصعداء..وولجت العتبة وغصت فيها بلا وعي ولم أفق إلا وأنا نائم تاني يوم بجوار جاموسة .. جاموسة
مو بقرة في شقة أرضية ببني سويف.. فلعنت اليوم الجابنا هنا..
نواصل،،
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
ما هي قصة الجاموسة؟
تستغرق الرحلة من الجيزة إلى بني سويف بالتاكسي حوالي
ساعة ونصف يتخللها وقفة صغيرة في أحد القهاوي المنتشرة على جانب
الطريق الضيق ومجرى النيل الذي يمشي الهوينا كاليتيم بعد أن اغتصب
السد العالي عنفوان شبابه وهيجانه،،
كان الوقت مغرباًحين انطلقت البيجو وهي السيارة المفضلة في السفريات بين المدن المصريةآنذاك
فوجدت نفسي مدفوساً كالجداد بين اربعة من اولاد بمبة من بينهم
أشرف ذاك الشاب النضير الذي كان يجلس بجواري، فحاولت أن أكسر حاجز الصمت بسؤاله عن موقع معهد بني سويف التجاري في المدينة، فحكى لي عنه
قائلاً أنه في منتصف المدينة ولا يبعد كثيراً عن المحافظة.. وما قضيناه من وقت خلال الرحلة كان كفيلاً بخلق علاقة نزعت الكثير من الهواجس
التي كانت تطوف في خيالي كزائر غريب في تجربة لا تحتمل الخطأ.
تولدت حميمية جميلة فيما بيننا توجها أشرف بإصراره على أن أقضي معه تلك الليلة في شقة أهله، فكان ذلك بحكم طبيعتي البدوية.
الشقة كانت ضيقة جداً، فكان مطرح نومنا بجوار المدخل مباشرة على كنبة توسدت أحد متائكها (من متكى) تحت رأسي الذي لم يفكر كثيراً
من إعياء السفر لأستغرق في نومة عميقة لم أصحى منها إلا على صوت جاموسة جاثية بي شحمها ولحمها بجواري، فخلتها في بادئ الأمر قرنتية
التي لا تغباني.. لأنها انتشرت على النيل في منطقتنا بحجرالعسل ونحن صبية إذ كنا نراها بجوار الجروف ونشوف آثارها القاتلة على أجساد
البهائم التي تقضي عليها بلعقة لسان.
وبعد ذلك لكم أن تتخيلوا رد فعل الجعلي!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
بالتأكيد كانت هذه أطول ليلة في حياتي..
توجهت قبيل العصر للمعهد الذي كان مدرسة ثانوية بالصباح .
ويتميز المعهد بموقعه الاستراتيجي حيث يبعد بضعة أمتار من منتصف المدينة
التي تحتلها أبنية مهمة كالمحافظة والأمن العام والمباحث..ومحطة السكة الحديد.
بني سويف مدينة هادئة مكاناً وسكاناً وهي تعتبر الحد الفاصل بين محافظات الصعيد والجيزة،
ويحفها النيل وتحيطها الزراعة من كل جانب.. ولاحظت كثرة المسيحيين الذين يعيشون في سلام
ووئام بل وكانوا آنذاك يسيطرون على التجارة بكل أنواعها.
نزلت من التاكسي أمام بوابة المعهد، الذي بهرني بكبر حجم مبانيه، فوقفت مسافة أترقب دخول الطلاب
عسى أن أجد سودانياً،، وخلال ذلك كنت أشاهد وبإستغراب شديد ولوج البنات مع الأولاد داخل المعهد،،
اللـــــــــــــه ... يا ود الضو بعد العمر ده كله تقرأ مع البنيات؟؟
سؤال صغير لكنه احتاج لوقت طويل حتى أجد له الإجابة..
في مواجهة باب المعهد لفت نظري لافتة تحمل (النادي السوداني).. فكانت كالمنقذ، عسى أن يكون
في داخله من يحتويني..
وقبل أن أتوجه إليه إذا بأحد الزملاء الغبش يتجه نحوي بعد أن أدرك من حيرتي وشنطتي أنني برلوم..
فكان كالطوق الذي أنقذني من وسط الأمواج.. كيف لا وتجربتي في الغربة لا زالت طفلاً يحبو..ولكن يبدو أنها كانت
أولى خطواتي نحو أفق بعيد وبحر عميق لا ساحل له.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
حيدر أبراهيم كافي
أول زميل ألتقيه في المعهد
من أبناء غرب القاش كسلا..
كان حينها بالصف الثاني قسم
المحاسبة، لم تكن صدفة طبيعية
بل كانت قدراً لعلاقة صداقة امتدت
جذورها لتشمل الأسرة بل ولتفتح لي
أول معالم الطريق نحو الشرق لأرى
نهر القاش وتوتيل وجبال التاكا..
والميرغنية والثورة وغرب القاش
وسوقها العتيق..
في ذاك العام (83) حاصرنا القاش ونحن نيام
في دار صديقي العزيز، وفاضت مياهه لتكسر
كل الحواجز وتتحدى كل الوسائل البشرية بجبروت لا مثيل له.
تواصلت رحلة الصداقة مع حيدر إلى الجامعة لندرس سوياً نفس الكلية..
وكانت علاقتي به مفتاحاً لعلاقات أعتز بها مع أجمل الأصدقاء من كسلا الحبيبة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
Quote: صبحك الله بالخير درش، قرات البوست وربنا يعطيك العافية،
خليتنا نتذكر ناس (وطنية)و(حسن تحليلية) استاذ المحاسبة!! وساوافيك
برحلتي من الشمال باتجاه الجنوب ومن الخرطوم لاسوان والقشاش!!
|
وصلتني هذه الكلمات من الأخ الصديق والزميل الصحفي حسين عثمان محمد
الذي رافقني في رحلة الدراسة والسكن بالمعهد ومن ثم الكلية والعمل بالخرطوم.
حسين من الزملاء الساخرين كزكريا حامد حسنين ويحتفظ بالكثير من الذكريات والقفشات..
شكراً حسين وننتظر ذكرياتك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
من محاسن السودانيين في ذاك الزمان
وخاصة في الغربة احتواء بعضهم البعض..
أذكر أنني وصلت بني سويف يوم 19 ديسمبر 1979م
**
توجهت مع حيدر كافي إلى مكان سكنه .. وشاءت الصدف
أنه كان يبحث عن زملاء يكملكون معه السكن في تلك الشقة
الواسعة التي تبتعد عن المعهد نحو كيلو وتفصلها من النيل
الزراعة ..
وتوالى الزملاء من البرالمة لنقطن سوياً في تلك الشقة وهم:
زكريا حامد حسنين .. الصحفي الساخر والإعلامي البارز حالياً
وسنعود كثيراً لحكاويه وقصصه الجميلة..
نجم الدين عبدالمتعال من أهلنا المحس .. يتميز أيضاً بالهدوء ولزاعة
اللسان.
حسين عثمان محمد..من أعز الأصدقاء حيث سكنا في غرفة واحدة وترافقنا للكلية
بعد المعهد..
سأعود للبقية..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
ومن زملاء السكن:
ميرغني محمد صالح من حلفا القديمة.. وهو حالياً
مدير ديوان الزكاة (على ما أعتقد) بحلفا.. شخصية طيبة جداً
.. اكتفى بشهادة دبلوم المعهد كمحاسب لأنه كان ناوي الزواج
منذ الثانوية.. ولم يسلم طوال فترة سكنه معنا من مناكفة زكريا
المستحبة..
وكان يشتهر بإعادة الصلاة مرات عدة بحجة وسواس الشيطان..
وكان يحب الحديث بالرطانة.. ولا يأبه لوجودي بينهم.. يعني
حلفاوي قح..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
بدأ هذا البوست يحقق جزء مهم جداً من أهدافه
ألا وهو فتح حلقة جديدة من التواصل بين من
تقطعت بهم السنون والظروف.. خاصة وأن تلك الفترة تمثل أجمل فترات الشباب
والصداقات الحقة..
وأولى بواكير ذلك الرسالة التي تلقيتها من الأخ العزيز نصر الله علي عيسى
وسأوافيكم بمضمونها لاحقاً.
بجانب رحلة الزميل حسين عثمان الممتعة.
ويا حبذا لو أسعفنا الزملاء بصور لتلك الحقبة..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
شكراً أخي نصر الله على التواصل
ونتمنى أن تجد أصدقائك وزملائك في هذا الاسفير لتتواصل لواعج الذكرى الجميلة:
وسأوافيك بتفاصيل مشواري على الايميل..
Quote: أخـي
مصطفـى
تحيات عاطـرة,,,
بمحض الصدفة...قرأت ما خطته يداك عن أيام طيبات عشناها معكم في بني سويف وذلك على منبر سودانيز اونلاين ...وكم أسعدتني كلماتك وأنت تجتر تلك الذكريات وكم أعادتني الى حقبه حبيبه الى نفسي رغم قصرها بالنسبة لي .. حيث أنني لم اقضي في بني سويف سوى العام الواحد ..رجعت بعدها الى فرصتي التي كانت موجودة أصلا بجامعة القاهرة فرع الخرطوم_ كلية الحقوق والتي أكملت دراستي الجامعية فيها...
ولكن رغم ذلك يامصطفى فانني لم أنسى تلك الأيام التي عشتها معكم .. وهي ما زالت خالدة في نفسي ووجداني .
كما أنا سعيد لمعرفة عنوانك عبر البريد الالكتروني وكم سأكون أكثر سعادة إذا ما أعدنا التواصل بيننا ومنحتني الأيام فرصة للقائك ولقاء بقية من شكلوا في ذاكرتي تلك اللوحة الخالدة لأعذب أيامي في بني سويف...
تحياتي موصولة لمن معك ولأسرتك الكريمة.
اخوك المشتاق
نصر الله علـى عيسـى
المستشـــار القانوني
مسقط _ سلطنة عمـان
|
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
حسب الرسول كمال الدين
من زملاء السكن.. جاء من الجزيرة إلى بني سويف,,
شخصية جميلة جداً.. ويتميز بخفة الدم والبساطة..
وكان زكريا حامد يكاويه ويقوله جدك رجل مودرن
سمى ولده كمال الدين لكن أبوك مقلبك في اسمك الشين ده!!
حسبو هو ابن أخ الفنان الشعبي القدير بادي محمد الطيب
رحمه الله، وحباه الله بموهبة التمثيل وهو حالياً من المسرحيين
المعروفين في السودان..
له التحايا،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
يواصل هناالأخ حسين عثمان سرد ذكريات تلك المرحلة:
نواصل:
أخي مصطفى أطال الله عمرك وهنأك ومتعك بالصحة والعافية، حقاً لقد هيجت أشجاني و(تعَّبتبي) وأنا أركض خلفك وأنا (المغلوب) على أمري غير (الناطق بالعربية) لألحق بك وأنت تجول بذاكرتنا علها تنتعش بين شوارع بني سويف وأزقتها:
(منذ لحظة وصول إخوتنا الذين تشرفت بهم وبضيافتهم لي ولزميلي الجيلي محمد احمد بدأت في لقاء الزملاء والتعرف عليهم واحداً تلو الآخر، ولم يكد يمضي يومان حتى التقيتهم جميعاً خصوصاً وان عدد الطلبة السودانيين في بني سويف لم يكن بالكم الذي يحول دون ذلك، علاوة على وجود نادٍ نوبيٍ على بعد خطوات من المعهد يجتمع فيه الطلبة كل مساء يتسامر (القرويون) ويتبارى (المدنيون) في لعب الـ(البنق بنق) مع استضافة بعضهم لبعض (أحياناً)على كأس من (سحلب) العم عبده النوبي بالـ(دين) لحين (ميسرة) أو وصول (الشيكات) أو الـ(18 جنيه مصري) دعم الحكومة للطلبة المبتعثين آنذاك!!! فضلاً عن رغبة جل الطلبة (القدامى) في لقاء (البرالمة) القادمين أمثالي لاستعراض (عضلاتهم) أمامهم سواء في التحدث باللهجة المصرية أو حكاويهم عن (التكَّاسة) وألاعيبهم على الطلبة الواصلين لتوهم!!
تعرفت خلال اليومين الأولين على الكثير من الزملاء القدامى منهم والبرالمة على حد سواء منهم: (حيدر إبراهيم كافي، مصطفى البشير، زكريا حامد حسنين، ميرغني محمد صالح، حسب الرسول كمال الدين، احمد عبد الله، احمد موسى عبد القوي، احمد قسم السيد، محمد عثمان جعفر، محمد عبد الله، عبد العزيز، صلاح وهو من أبناء مدني، سيد عثمان علي، نجم الدين عبد المتعال، الطيب محمد الطيب، الشيخ قريب الله، عبد الباقي، نورين أبكر، عبد القادر الزين، ومحمد الأمين احد قيادات الاتحاد الاشتراكي آنذاك وزميلتين إحداهما عالية وغيرهم من الأحبة الذين لا تسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم، والجميل أن الكثيرين منهم يتبوؤون الآن مواقع مرموقة ليست سياسية بالطبع إنما في مجالات أخرى.
في اليوم الرابع على ما اذكر رافقت مجموعة من الزملاء الجدد تحت إمرة (الزعيم) حيدر كافي لتكملة إجراءات التسجيل في المعهد، وبعد طول انتظار و(تفاهمات) بين الزعيم والموظف المختص ـ وسيجارة من هنا ومثلها من هناك ـ تمت مراجعة أسمائنا وتأكيد قبولنا بالمعهد لنبدأ في تسطير أول فصل من فصول حياتنا الدراسية في معهد بني سويف.
في اليوم الخامس ـ أول أيامي الدراسية ـ توجهت برفقة زملاء السكن للمعهد وأنا امني نفسي بقضاء وقت جميل ينسيني مآسي رحلتي الطويلة خاصة وأنني كنت في حالة نفسية سيئة، وكان من برفقتي يؤكدون لي أن محاضرة اليوم الرئيسية لدكتور خفيف الظل يدعي (حسن تحليلية) وهو أستاذ المحاسبة في كلية التجارة ببني سويف، سرت معهم وقدماي لا تكادا تحملاني وأنا أتوجس من شيء ما لكني لا اعرف كنهه، ارتميت على احد المقاعد وعندما اطل علينا الأستاذ تحليلية وجدته صورة منسوخة من الدكتور الذي طعنني بـ(الإبرة) في الباخرة فبقيت أتحسس يدي اليسرى التي كانت ما تزال متورمة!!! وبالطبع كنت طيلة المحاضرة في واد و(تحليلية) في واد آخر!!! وكثيراً ما كنت أتحين الفرص لأغادر القاعة غير أنها لم تسنح لي.
في اليوم الثاني لي في الدراسة بالمعهد صدمت مرة أخرى: قيل لي أن المحاضرة لا تعدو كونها (ونسة) وأستاذتها من (أظرف) دكاترة المعهد، فقلت في نفسي: (ومالو) واصلو المؤمن صديق!!! ذهبت إلى المحاضرة وجلست بجوار صديق الجميع زكريا حامد حسنين، ولان هذا (الزكريا) لا تستطيع أن تتمالك نفسك من الضحك وأنت بجواره وبمجرد حركة منه راح الجميع في دوامة من الضحك، وفي رد فعل سريع فوجئنا بالدكتورة الظريفة (تشخط) فينا، وياريتها شخطت بـ(الأصول) إنما قالت: (بعدين يا سنة أولى)!!!! أصبت بإحباط شديد، (سنة أولى وأنا اللي كل ناس قريتي محتفلين بي وأخبار قبولي في المعهد مالي المجالس (يا للهول ياااااا للفاجعة)!!! تعقدت صراحة وقلت في قرارة نفسي: (يازول أخير ليك ترجع بلدك بي كرامتك وبلاش تتهزأ)!!! لم انم ليلتها من الزعل، يعني (أنا ناقص: هي وتحليلية)!! وده كله كوم والمصيبة الكبرى (الديوتي) بتاع الميز وأنا اللي عمري ما عملت شاي!! والمصيبة أن المعاي كلهم مثلي وبقينا نأكل فول لغاية ما شعرت أن أضنيني بقت تطول)!!!
تعقدت وصرفت لنفسي إجازة مفتوحة حتى تدخل الأجاويد من الزملاء الذين نجحوا في إقناعي بالعودة، عدت وأنا جد متحفظ لان (ضربتين) في الرأس توجع فما بالك بثالثة قد تأتي في أية لحظة!! وليتني لم اعد!! كانت المحاضرة الأولى في يوم عودتي (تكاليف) وكان أستاذها مسيحي يدعى (لمعي)، عندما شاهدته داهمني شعور بالراحة لان هذا (اللمعي) كان فيه كثير من ملامح الكوميديان (سيد زيان) ليس في شكله فحسب بل حتى في طريقة كلامه، ورغم ذلك قلت: (خليك من شكله ده ممكن يكون حويط) وبالفعل فبينما أنا امني نفسي بان تكون محاضرته فأل خير عليَّ وجدته يبتدرها بأسئلة عن محاضرته السابقة ولسوء حظي وجدته يقصدنا نحن السودانيين وبالطبع لم يتكرم احد منا بالإجابة على أسئلته ليثور ويزبد ويرغي ويقول: (اقطع دراعي من هنا ـ ويشير إلى كتفه ـ إذا حد فيكم نجح، كلكم سائطين)افاااااااااااااااااا من أولها (ساقطين) وأنا اللي عايز أجيب تقدير (جيد جداً) عشان اخش كلية التجارة!!!!!!! وبدأت تتزاحم في داخلي أسئلة حيرى؟؟؟؟؟؟؟
نواصل:
ابو عائشة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
| Quote: (حيدر إبراهيم كافي، مصطفى البشير، زكريا حامد حسنين، ميرغني محمد صالح، حسب الرسول كمال الدين، احمد عبد الله، احمد موسى عبد القوي، احمد قسم السيد، محمد عثمان جعفر، محمد عبد الله، عبد العزيز، صلاح وهو من أبناء مدني، سيد عثمان علي، نجم الدين عبد المتعال، الطيب محمد الطيب، الشيخ قريب الله، عبد الباقي، نورين أبكر، عبد القادر الزين، ومحمد الأمين |
احمد عبد الله،
واصل دراسته الجامعية والتحق بكلية الترجمة
ووكان يتميز بالهدوء، واعتقد أنه متواجد حالياً
في إحدى دول الخليج..
ومنتظرين تواصله..
يا ريت نسمع عنك يا ابو حميد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
نواصل مع ذكريات الأخ حسين عثمان:
أسماء بعض الزملاء الذين سررت بمعرفتهم ورفقتهم ، وهم من أجمل
الأحبة وأعزهم أمثال: عبد الله احمد حسن سالم (عبد الله بنسون) ـ
الطالب السوداني الوحيد ليس بمعهد بني سويف بل ربما على مستوى
الطلبة المبتعثين الذي كان يدخن (البنسون)آنذاك فيما كان
الاخرين بالكاد يحصلون على ثمن (البلومنت)!! علاوة على انه
الوحيد من (الدفعة) أيضاً الذي أحرز تقدير جيد جداً ـ رغماً
عن انف الأستاذ (لمعي) الذي كان يهددنا بعبارته المشهورة:
(اقطع دراعي إذا حد فيكم نجح) ـ والتحق بكلية التجارة وهو
الآن سفير للسودان بإحدى الدول الغربية، وقد أقمت معه طوال
شهور عدة تعرفت خلالها علي أصالة معدنه وطيب معشره عن قرب،
وأيضاً الزميل الخلوق عوض الله المبارك الذي أكمل تعليمه بكلية
الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وكما علمت لاحقاً يعمل في
المجال القضائي وربما يشغل الآن رئاسة الجهاز القضائي بإحدى
الولايات إن لم يكن قد جرفه تيار الاغتراب ليحط به في إحدى
دول البترول، سيما وانه كان احد المتفوقين، إضافة إلى مجموعة
خيرة من زملاء (الدفعة اللي ورانا) وسنفرد لهم حيزاً بقدر
ما يشغلونه من حيز في القلب.
نواصل
ابو عائشة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
أزهري محمد بخيت
كان من أبرز طلاب المعهد.. وذو أخلاق عالية
وخصال كريمة، وأدب جم، كان مهموماً بجراحات
الوطن وآلامه، وحريصاً على العلاقات الاجتماعية
مع كافة الزملاء، واصل دراسته الجامعية في السودان
..
وكانت أجمل لحظات حياتي حين جاءني صوته عبر الهاتف
بعد ثلاثة عقود من الزمان.. ويالها من لحظة بلا منتهى!!
تهنأ رياض الخير باستضافته بين حناياها.
له التحية دوماً.. وننتظر ذكرياته.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
الأخ الكريم مصطفى الضو
تحية وتقدير
استمتعت جدا بهذا السرد الحي وهذه الشخوص , حسبتك للوهلة الأولى من الطلاب الذين عاصرتهم ابان دراستي ببني سويف , ولكن يبدو ان عقدا ( كاملا ) من الزمان يفصل بيننا , اذ دلفت ونفر كريم من الطلاب لبني سويف في ديسمبر 1989م والشتاء قارسا وطاردا , وعربة الحنطور التي تجرها الخيول تنهب بنا الأرض نهبا لايصالنا لدار الاستقبال ( كما كانت تسمى في ذلك الزمان ) .
وتلك أحداث سآتيك لها لاحقا ومعها زملاء بعضهم بهذا البورد كالأخ الصديق الانصاري الجميل / ابوهريرة زين العابدين والذي أنتقل من بني سويف الى الولايات الأمريكية وما زال هناك في كنف العم سام .
أرجو الا أكون قد قطعت عليك حبل أفكارك
ومعك أتابع
تحياتي مجددا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: البشير دفع الله)
|
Quote: استمتعت جدا بهذا السرد الحي وهذه الشخوص , حسبتك للوهلة الأولى من
الطلاب الذين عاصرتهم ابان دراستي ببني سويف , ولكن يبدو ان عقدا ( كاملا )
من الزمان يفصل بيننا , اذ دلفت ونفر كريم من الطلاب لبني سويف في ديسمبر
1989م والشتاء قارسا وطاردا , وعربة الحنطور التي تجرها الخيول تنهب بنا
الأرض نهبا لايصالنا لدار الاستقبال ( كما كانت تسمى في ذلك الزمان ) .
وتلك أحداث سآتيك لها لاحقا ومعها زملاء بعضهم بهذا البورد كالأخ الصديق
الانصاري الجميل / ابوهريرة زين العابدين والذي أنتقل من بني سويف الى
الولايات الأمريكية وما زال هناك في كنف العم سام .
أرجو الا أكون قد قطعت عليك حبل أفكارك
|
الأخ البشير
لك التحايا
سعدت كثيراً بمرورك ومتابعتك، وما يسعدنا أكثر
أن تشارك برواية وتوثيق تلك الفترة الجميلة بشخوصها وأحداثها،
وبالمناسبة للحنطور قصص جميلة وخاصة انه كان من وسائل النقل المهمة والرخيصة والممتعة
في ذات الوقت، وأذكر أنناكنا في الامتحانات النهائية التي تبدأ بعد الواحدة
ظهراً، فشالتنا نومة من السهر وحين صحينا اتلبشنا جميعاً لأن الوقت كان الواحدة بالضبط
ومكان السكن بالحي الزراعي جنوب المعهد فخرجنا للشارع فصادفنا حنطور إلا أن الزميل حسب الرسول
كمال الدين قال يا اخوانا نعلاتكم في إيديكم وسنصل قبل الحنطور.. وهاك ياجري حتى وصلنا المعهد
ونحن نلهث كالحصان..
في انتظارك..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
Quote: لك التحية وانت توثق للزمن الجميل وعرج على اليمن السعيد والشاعر الجميل سيد احمد الحردلو:
هذه صنعاء عصماء العواصم والمدن
ترتاح في ظل الجبال كانها ظل الزمن
ناولينا سلتة دفدافة تغلو بصوت قد رطن
من لم يزقها لم يزق شيئا بتاتا في اليمن
هذه القصيدة تم توزيعها طازجة في داركم العامرة في اليمن (الحصبة)لك التحية مره اخرى |
تلقيت هذه الكلمات والتعليق الرائع من صديقنا وزميلنا الغالي
الصحفي صديق عثمان احمد الشهير بـ(ودالشم)..فأشعل لواعج ذكرى أخرى
جميلة في صنعاء العرب التي كان لها زرع أخضر في قلوبنا في تلك
الأيام الجدباء التي مر بها السودان مع بدايات التسعينات..
ولا شك أنها تحتاج لتوثيق منفصل ليسجل لتلك الأيام الخوالي..
لك التحية ودالشم وفي انتظار مساهماتك عن الكلية وخاصة شلة بورسودان الرائعة..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
ويواصل الأخ حسين عثمان ذكرياته الرائعة عن شخوص تلك الفترة ومنهم:
موسى قسم الله حدارو وهو من أبناء الجزيرة زرته في داره
العامرة برفاعة منذ سنوات وهو يعمل (ضابط) إداري بأحد المجالس
المحلية، وأن كان مازال في الخدمة حتما يكون قد وصل المرتبة
الخامسة وهذه (الرتبة) تعادل (نص) محافظ!!!
ـ مساعد عبد اللطيف وهو من أبناء الجزيرة وحسب ما علمت
يعمل في التجارة، كان يملك احد اكبر الرواكيب في سوق ليبيا، وضروري
بيكون صاحب اكبر المحال التجارية في السوق مع (الطفرة)!!!
ـ الجيلي محمد احمد أول طالب التقيته ببني سويف، إن كان
مازال في وظيفته السابقة ربما يشغل الآن منصب كبير الصرافين بأحد
البنوك بالخرطوم، ان لم يكن قد رقي لمدير فرع!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
وبخفة يراعه المعهودة وتعليقاته الساخرة وذاكرته المتقدة.. يواصل
الأخ حسين عثمان (في الجزء الثالث) تسجيل ذكرياته في تلك السنوات
.. ماراً بالزمان والمكان والإنسان:
بعد (عقدة) حسن تحليلية و: (شخطة) الدكتورة وتهزيئها لينا بـ(بعدين
يا سنة أولى)، و(تهديد) لمعي بـ(اأطع دراعي.. كلكم سائطين)، علاوة
على: (الشحططة) بين العودة ومواصلة الدراسة!! بدأت أعاني من حالة
نفسية سيئة وأصبحت قاب قوسين أو ادني من الجنون!! وبقيت على هذه
الحال فترة من الزمن ما زال تأثيره بادياً علي!!
بعد انتهاء فترة (الاستضافة) مع الزملاء: (محجوب إبراهيم الخليفة،
موسى قسم الله حدارو ،مساعد عبد اللطيف، عوض الله ومحي الدين) في
شقتهم، أقمت في البدء مع الأخ عبد احمد حسن سالم (عبد الله بنسون)،
وحسب ما اذكر كان ثالثنا الزميل الجيلي محمد احمد، في شقة في الدور
الأول بإحدى الأبنيات التي لا تتجاوز طوابقها الثلاث في منطقة زراعية،
وبإيجار يعتبر رمزياً كما قيل لنا حينها، وكانت تبعد من مقر المعهد
مسافة لا تقل عن 2 كيلو متر نقطعها مشياً على الأقدام: جيئة منتصف
النهار وذهاباً منتصف الليل بعد أن ينفض سامر الأحبة من الزملاء بالنادي
النوبي كل مساء!! حتى أصبحنا رياضيين مؤهلين للمشاركة في أطول
(الماراثونات)!!
من (بركات) تلك الشقة أننا (أنا/بنسون/الجيلي) وبعد انقضاء أيام قليلة
من إقامتنا فيها اجتاحتنا (تسونامي فلس) لا تتمناه على (عدوينك)!!،
ورغم محاولاتنا اليائسة إلا أننا لم نفلح في سد (العجز) لان جميع الزملاء
ـ خصوصاً البرالمة ـ كانوا يتحسبون لطوارئ كانوا (يعتقدون جازماً) بأنها
قد تحدث في أية لحظة!! (لتنتفي) معها (شهامة) السوداني (اللي يعشي جاره
ويبيت جوعان) وتبعاً لذلك لم تكن لديهم الجرأة الكافية لخوض (مغامرة) حتى
ولو بـ(تسليف) جنيه واحد قد (تكلفهم) غالياً، علاوة على أننا لم نكن قد
(أخدنا) على بعض حتى (نبعزق) فلوسنا و(نديها) للي ما نعرفوش...!! ولكن
لان عبد الله بنسون كان (المخ) باعتباره (زول) الخرطوم المفتح ونحن (العضلات)
ـ على حد قول الزعيم عادل إمام ـ لم تغلبه (الحيلة) إذ سرعان ما أتى
بـ(الحل) وبشرنا به!! قال: نعمل (دفتر عند بتاع الدكان)!! لم ارتح للفكرة
ولكن اتفقنا: (مرغم أخاك لا بطل)!!
كان على واجهة العمارة التي تقابل تلك التي نقطنها (دكان) يديره احد الأشقاء
المصريين: في الخمسينيات من العمر، قصير القامة عريض ذو كرش كبيرة، يلبس على
الدوام طاقية صوف سوداء تغطي جزءاً كبيراً من ملامح وجهه، ونظارة (نظر) ذات
عدسات كبيرة، خفيف الظل صاحب نكتة، عندما يقصده احد لا يكترث بالنظر إلى وجهه
بقدر إطالة النظر في يديه ومعرفة مقدار ما تحملانه من (برايز)!! المهم بعد
مداولات يوم كامل وفي (رواية) أخرى يوم وليلة مع (موفدنا) وافق الرجل على حكاية
(الدفتر) وأن نأخذ من دكانه ما نشاء بـ(الدين)، بشروط (معقدة) أخفها: (نصبِّح
عليه ونحن طالعين ونمسِّي ونحن راجعين قال أيه: عشان يضمن وجودنا)!!! وغيره من
الشروط التي أشبه ما تكون في مجملها بقرارات مجلس الأمن بإرسال (القوات الأممية)
لحفظ الأمن في أي من البلدان (المغضوب) عليها بمقاييس هذا الزمان!! مع تسجيل كل
صغيرة وكبيرة في دفتر جديد (يتم) شراءه من (عنده) أصر على دفع قيمته قبل البدء
في (الجر)!!
لم يكن أمامنا أي (حل) سوى (القبول) بتلك الشروط (التعسفية الجائرة) رغم مساسها
بـ(سيادتنا الطلابية)، خصوصاً وأن الدنيا كانت شتا وبرد (صح) وعدم (النقش) حتماً
حيجيب مشكلة وأجسادنا يومها كأنها تعاني من (جفاف) لا تقوى على مقارعة (هبة)
نسيم!!! وبدأنا في (الشيل بالدين) عدة أسابيع مللنا خلالها من تناول: (البلوبيف)
و: (الساردين) و(المربى) والجبنة (المدودة) والفاصوليا المعلبة وغيرها من الأصناف
التي كان مجرد النظر إليها يبعث على الغثيان والتي لم نكن لـ(نقرب) لها لولا أننا
كنا (مرغمين) عليها حسب الاتفاقية!! والمدهش أنني وزميلي الجيلي كثيراً ما كنا
(نعاني) لان (بنسون) كان كثير السفر إلى (مصر/القاهرة) وحال غيابه لم يكن (يجوز)
لنا (الشيل) من الدكان حيث كان الوحيد المخول بذلك لان (الحكاية فيها اتفاقيات
ومش سايبة)!!!
بعد طول معاناة وبحمد الله وتوفيقه وبالتزامن مع اكتمال الشهر الثاني ـ على ما اذكر
ـ من بدء (القرصنة)، بدأنا نتسلم شيكات (الدعم) من الأهل بعد مناشدات وبرقيات (تأطع
الألب) من شاكلة: (أنقذونا أو افقدونا)!! واذكر أنني تسلمت حينها أول (حوالة) بريدية
من والدي ـ رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه ـ أرسلها لي من بريد (مركز كرمة
النزل) بأقصى أقاصي الولاية الشمالية قطعت مئات الأميال وعلى مدى أكثر من شهر قبل أن
تستقر في أحضاني!! ومن عجائب تلك (الحوالة) أنني وحين ذهبت لأحد مكاتب البريد في
بني سويف فوجئت بالموظف (يبص لي من فوق لي تحت) وبعد اخذ توقيعي وبصمتي سلمني (14)
جنيهاً مصرياً بالتمام والكمال عداً ونقداً مقابل (10) جنيهات سودانية!! وظل يتابعني
حتى خروجي من المكتب وهو: (يحذرني) من أولاد الحلال (النشالين)!!!!
بعد اكتمال وصول (دعومات) ثلاثتنا عقدنا جلسة طارئة: (أنا/بنسون/الجيلي)، استعرضنا
خلالها (العلاقات الثنائية)، وتطرقنا لـ(المديونية) وقمنا بتحديد نصيب كل منا واذكر
انه كان في حدود (الجنيهين والنصف)!! وتوجهنا على الفور لـ(صاحبنا) وقمنا بتسديد
ما علينا من التزامات، و: (سحبنا) الدفتر وأقمنا ليلتها (بارتي) احتفاءً بـ(تمزيق)
فاتورة (الغذاء)!! شرفه لفيف من الزملاء الذين شاركونا الفرحة حتى الصباح!! وبمناسبة
(البارتيهات) كثيراً ما كان الزملاء يقيمونها بمناسبة وبدونها منها على سبيل المثال
بارتي: (عيد ميلاد)، و: (وصول الشيك) وغيرهما الكثير لزوم (الفشخرة) سنتطرق لها لاحقاً!!
ولكن: لم تكد تمض أيام حتى تفرق شمل ثلاثتنا لا لشيء بل بمحض إرادتنا، حيث كانت تسري
حينها موضة (فك التسجيلات) بين الزملاء في الإقامة والسكن معاً (بعد ما بقينا ناخد
على بعض)، واذكر أنني وزميلي الخلوق نجم الدين عبد المتعال احمد ـ يقيم الآن بأمريكا
ـ انتقلنا للإقامة في شقة يسكنها الزميلان مصطفى البشير و(الزعيم) حيدر كافي، وهذا
فصل آخر له في الذاكرة الكثير من الذكريات الجميلة سنمر بها أن كان في العمر بقية.
نواصل:
ابو عائشة/الرياض
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
عبد الله أحمد حسن سالم
أو بينسون كما ذكر اخونا حسين عثمان لتدخينه هذا السيجار
الغالي حينها ..
حالياً سفير على ما أعتقد في امريكا الجنوبية..
وهو من أبناء الصافية ببحري ووالده عمنا أحمد سالم
مدير عام الشرطة الأسبق.
وكان من الطلاب المتفوقين حيث حقق نجاحاً أهله للقبول بكلية التجارة
الخارجية بالزمالك..
وسكنا سوياًأيضاً في المرحلة الجامعية.. وكان يحب برامج الأطفال والكرتون
بشكل جنوني.. وبيقول خيال هذه الأفلام يفوق خيالنا ككبار!!
له التحايا ونتمنى أن نسمع عنه كل خير.. ويا حبذا لو يشاركنا بذكرياته!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
رغم قلة طلاب المعهد إلا ان النشاط السياسي
كان في اوجه، واذكر أن 99% من الطلاب كانوا
بجانب القوى الوطنية ضد نظام النميري والجبهة
الاسلامية حينها..إلا زميل واحد كما ذكر الاخ حسين
فقد كان يدعي أنه اتحاد اشتراكي ولكن صوته كان بلا صدى.ز
وأذكر أنه خدع وقتها الوزير مأمون عوض ابوزيد وهو ايضاً
كان احد أعضاء مجلس قيادة ثورة مايو والمسؤول السياسي
على ما أعتقد وقتها - خدعه- بأن طلاب بني سويف جميعهم في صفهم
مما حفزه على الحضور لزيارتنا والالتقاء بنا في دار السودانيين
التي تقع بجوار المعهد.. إلا أنه تفاجأ بالنقد الاجماعي من الحضور
حتى ان الزميل حيدر كافي الذي كان يدير اللقاء تدخل عدة مرات لتخفيف
نبرة المتحدثين ضد الرجل والاتحاد الاشتراكي الذي كان يحاول اغراء الطلاب
وترغيبهم بشتى السبل ولكن دون جدوى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
يواصل الأخ حسين عثمان (ابو عائشة) سرده الممتع عن تلك المرحلة:
عودة الروح (1)
*****
بعد (فك التسجيلات) انتقلت للإقامة بصحبة الزملاء: حيدر إبراهيم كافي،
نجم الدين عبد المتعال احمد، مصطفى احمد الضو (على التوالي حسب
الأعمار)!!!، كانت شقة أرضية (ديلوكس)، تتألف من غرفتين وصالة صغيرة
تسعنا بالكاد عند اجتماعنا لتناول وجبتي الغداء والعشاء، ومطبخ لا
يسع لأكثر من شخص واحد، مما كان يصعِّب عليَّ مهمة (الطبخ) لتعذر الاستعانة
بأحد يقف بجواري ليعينني في تحديد المقادير!!
في تلك الشقة أقمت في غرفة واحدة مع الصديق الغالي نجم الدين عبد المتعال
احمد ـ رد الله غربتنا جميعاً ـ وبدأت روحي (المعدنية) ترتفع تدريجياً، خصوصاً
وأن (ابو النجوم) زولي وبلدياتي، الذي كثيراً ما كان يبحر بي في عوالم من
(الوناسة) تنسيني وتبعدني مما أنا فيه!! ونجم الدين هذا لمن لا يعرفه: واحد
من الشعب السوداني (الفضل) ـ على حد قول العميد/اللواء يونس محمود ـ محسي
أصيل، ينتمي إلى منطقة دلقو الترعة بأقصى أقاصي الولاية الشمالية، يحمل بين
جوانحه كل طيبة أهلنا النوبة، ببشاشته وابتسامته الدائمتين يُشعرك عند لقائه
للمرة الأولى انك تعرفه منذ سنين، ورغم ما خطه الزمن على جبينه من تجاعيد ـ وهي
وسم يميز أهل تلك المناطق ـ (توهمك خطأً) بأنه من مواليد (ما قبل الميلاد) إلا انه
كان آنذاك في عنفوان شبابه وينبض حيوية واحسبه كذلك الآن لان روحه كانت شابة وستظل
كذلك، وحين تجلس إليه يحيطك بكل كرم الدنيا، ويأتيك بكل طرائف الأمم يقصها لك طرفة
تلو الأخرى لترمي بكل همومك جانباً وتصغي إليه وأنت مأسور به!! ومن عجائب هذا (النجم)
انه قارئ نهم، ذو رغبة في اقتناء كل ما تقع عليه عيناه من كتب الدنيا والغوص بين
سطورها إلا الكتب (الدراسية) حيث كان بينهما عداء من نوع خاص!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
عودة الروح (2)
اما الأخوين اللذين ضمتهما الغرفة المجاورة: فهما: (الزعيم) حيدر
إبراهيم كافي، وهو من أبناء كسلا، كان دائم الابتسامة والضحك (المجلجل)
أحياناً، رغم طيبته حد اللا مألوف إلا انه كان جاداً لدرجة تحسبه أحياناً
أنه متطبع به!! مما كان يدع الكثير من الزملاء (خصوصاً ناس دفعته)
يطلقون عليه ألقاباً عدة من شاكلة: (الزعيم، والعقيد كافي، وبك بوس)
وغيرها الكثير من الألقاب التي كانوا يفضلون تداولها لـ(التنبيه) بقدومه
(بس) بعيداً عن مسامعه!!! وعند وصولنا لبني سويف كان في الصف الثاني من
المعهد، وتبعاً لذلك كثيراً ما كان (يتسيد) جلسات البرالمة ويبقى (كبير
القعدة) ويأتينا بحكاوي كنا (مجبرين) على الإصغاء إليها بكل جوارحنا
(ظناً) منا انه سيفاجئنا بأسئلة حولها (ويكون موقفنا مش ولا بد)!!
واذكر أن أول حفل (عيد ميلاد) تشرفت بحضوره ليس في بني سويف فحسب إنما
طوال عمري كان خاصته!! وصراحة كنت جد مندهش لسببين: أولهما: (كنت قايل
أعياد الميلاد خاصة بأولاد الميسورين من ناس الخرطوم تحديداً)!! والثاني:
مبدأ إقامة الاحتفال لأن 99% من السودانيين خصوصاً جيلنا واللي سبقونا تواريخ
ميلادهم معروفة: (الأول من يناير/وهو اختراع سوداني وماركة مسجلة باسمنا لان
اليوم والشهر تحديداً غير معروفين)!!! و(أنا هين): اذكر أن صديقي نجم الدين
عبد المتعال عندما حدثته بعيد ميلاد (الزعيم) وانه يصادف (اليوم/آنذاك) وان
علينا تجهيز الشاي والحليب واستقبال الضيوف من الزملاء اللي حـ(يشرفوا)
الحفل مساءً قال لي متهكماً ومعها ضحكة خفيفة: (عيد ميلاد ؟؟حقو نبكي مش نحتفل)!!
في الموعد المحدد وبعيد صلاة المغرب مباشرة امتلأت شقتنا الصغيرة عن آخرها بالزملاء
من البرالمة والمخضرمين (اللي ما صدقوا) ولفيف من المعازيم من الإخوة المصريين
لزوم (التكامل)!! وبدأت تئن من فرط وقع أقدامهم وضرباتها على أرضيتها،
ووزعت
كاسات الشاي بالحليب، والبسكويت والباسطة ـ ولم ننس كباية الشاي
(اللي بالملح)/وان كنت لا ادري حتى اللحظة مغزاهاـ مع التهاني
والأمنيات بطولة العمر لـ(الزعيم)، ليمتد بعدها الحفل حتى ساعات
الصباح الأولى وينتشي الجميع طرباً على أنغام أغنيات ود اللمين
والكابلي (شريط كاسيت)!!
أبو عائشة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
ويواصل الأخ حسين عثمان سرده الممتع :
عودة الروح (3)
اما الزميل الآخر فهو الأخ الخلوق مصطفي أحمد الضو، فهذا
المصطفى اسم على مسمى ولان: (شهادتي فيه مجروحة)، من
الصعب أن أتحدث عنه، ويكفي انني مازلت متواصلاً معه حتى
اللحظة بذات الحب الذي التقيته به أول مرة (لأنو زول
حبوب مررررررة).
في تلك الشقة تعرفت على هؤلاء الثلاثة عن قرب: وكنا ـ
أربعتنا ـ وكاختلاف ولاياتنا وقبائلنا على مشارب شتى كل
منا يمثل حالة خاصة تجسد ظروف أسرته أكثر من أي شيء غيرها
فـ: الأخ نجم الدين كان من الـ(مرتاحين)، أي من الناحية
المادية، لم يكن يعاني من ضائقة مالية كما كنت أحياناً!!
وتبعاً لذلك لم يكترث يوماً لدعم (الحكومة) الذي كنا نسافر
(عشانه تأخر) للسفارة في مصر/القاهرة ونصرف ما في الجيب لنعود
(خاليي الوفاض)، ولذلك كان (قراره بيده لأنه يملك حق قوته)!!
حيث كان الكثير من ذويه وزملائه متغربون ويمدونه بالمال
وبـ(الزيادة) ويكفونه شر (البهدلة)، وكذا كان الحال بالنسبة
للأخ مصطفي الذي رأيت لأول مرة شكل (الدولار) في يده!! اما
(الزعيم) كافي فقد كان حاله (أسوأ) من حال (دول العالم الثالث)
الآن: كان دائم (الفلس) كثير (الجدولة) لديونه مع مطالبة الدائنين
وبـ(العين الحمرا) بإعفائها!!! أما أنا فكما يقول فناننا ترباس:
(أنا الفي الدنيا ما مرتاح)!!
وعلى الرغم من الظروف المادية الصعبة التي كانت تحكم حصارها (عليَّ)
إلا أن الحياة كانت تسير بوتيرة أفضل مما كنت أتوقع، فالمحبة والأخوَّة
والود والاحترام السائد بيننا كان كفيلاً بمحو معاناتنا ومداواة كل
جراحنا، وفوق ذلك: لم تكن المتطلبات حينها كثيرة، حيث كان كل
المطلوب منا: الذهاب ظهراً إلى المعهد والعودة مساء ـ راجلين/ لا تاكسي
ولا حنطور ـ وبين (المشوارين) وجبتين يمكن إعدادهما بأقل التكاليف،
وبـ(شيرنق) بسيط حيث لم يكن نصيب احدنا يتعدى الخمسة جنيهات شهرياً!!
أبوعائشة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
حسين عثمان
عودة الروح (4)
وفي تلك الشقة (تشرفت) ولأول مرة بخدمات (الشغالة) من غسيل
الملابس وتنظيف الشقة وغسل العدة!! وأنا القروي الذي لم أكن
قد اعتدت البتة على أية مساعدة (خارجية) سيما في أموري
الخاصة سواء الغسيل أو المكواة اللي من (عيد لعيد)!!! وأيضاً
بـ(تلفزيون) ابيض واسود قمنا باستئجاره بمبلغ رمزي أدمنا
معه مشاهدة أفلام إسماعيل يسن، والاستماع لأغنيات الست والعندليب،
ومتابعة دروس الشيخ الشعراوي!!
وعلى ذكر (الشغالة)، كانت شغالتنا (حماها الله) ـ وأكيد افتكرها
ربنا ـ امرأة نكدية ومن أسوأ خلق الله شكلاً ومحتوىًّ!!، (تقيلة) في
حركاتها وسكناتها الا (ايدها) اللي كانت (وزن الريشة)، كانت تشيل
الكحل من العين، ومن فرط طمعها كانت تؤثر حمل ما ثقل وزنه قبل
ما خف!! وكعادة السودانيين لم نكن (نشتغل) بها خاصة وأنها كانت
تأتي صباحاً و(القوم) نيام!! حتى كان ذاك اليوم الذي استيقظنا في
ه من نومنا لنفاجأ باختفاء جميع (ملابسنا) الا اللي على (جتتنا)!!
ولكن لان الله (يقيض) شخصاً لكل ذي (بلوى) كان (الزعيم) كافي لها
بالمرصاد!! لم يستغرق فتح البلاغ في مواجهتها أكثر من نصف ساعة
وبإشراف المقدم (المخيمر) رئيس مركز شرطة بني سويف/آنذاك ـ على
ما اذكر ـ شخصياً ليستدعيها بواسطة مخبريه وبـ(ألمين) فقط
اعترفت بكل شيء وعادت إلينا ملابسنا!!
اما الدراسة في المعهد التجاري فلم تكن تكلفنا الكثير سوى
(قريشات) لشراء بعض (الملازم) ودفتر (يتيم) لكل (الأغراض) بدءاً
بالمحاضرات ومروراً بمنصرفات الميز وتدوين (الديون) وليس انتهاءً
بكتابة الرسائل إلى ذوينا في السودان!! فيما الرحلات وما أدراك ما
الرحلات التي كثيراً ما كنا نقوم بها بدواعي وغيرها لم تكن تكلفنا
أيضاً شيئاً، حيث كانت (الدنيا بخير) وبيوت الشباب آنذاك وفي كل مدن
(ام الدنيا) مفتوحة مجاناً وترحب بـ(الخبراء) الأجانب من أمثالنا!!
نواصل
ابو عائشة
الرياض
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
من أشعار الزميل محجوب ابراهيم الخليفة:
وكنت أصارع الأحزان وتخنقنى معاناتى
متى طلت بازمنتى جراحاتى ومأساتي
انا رهن لريح الفقر تبعثر فى طموحاتى تلوننى وتمسخنى
وكنت اذا اتى ليلى واثقلنى باهاتى
بكيت انا وحدى ومن غيرى سيبكينى وتحزنه نهاياتى
نقوش على رصيف النسيان محجوب الخليفه
هذه ذكرى لقانا تحتوينى وسويعات التجلى ترتدينى
فاذا قلبى تلظى بشجونى والرؤى طافت وظلت بعيونى
هائما امضى اغنى بعذابى وجنونى يا حبيبى
النسيان ----- من اشعارنا ايام زهو الشباب
ليس مهما ان يسود ال######## او يعتلى العرش طفل رضيع
ولكن المهم ان تظل الشعوب تطيع الاوامر مثل القطيع
وان شاء ربك للشباب النهوض ففى كل زنقة موت فظيييع
وكنا زمانا ككل الشعوب نحب الجمال نحب النضال وخيل اصيل
ونطرب للشعر والمدهشين ولكننا اليوم يا خيبتاه نسوس الحياة بفكر هزييل
ونرضى تماما بليل طووووويل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
Quote: وعلى الرغم من الظروف المادية الصعبة التي كانت تحكم حصارها (عليَّ)
إلا أن الحياة كانت تسير بوتيرة أفضل مما كنت أتوقع، فالمحبة والأخوَّة
والود والاحترام السائد بيننا كان كفيلاً بمحو معاناتنا ومداواة كل
جراحنا، وفوق ذلك: لم تكن المتطلبات حينها كثيرة، حيث كان كل
المطلوب منا: الذهاب ظهراً إلى المعهد والعودة مساء ـ راجلين/ لا تاكسي
ولا حنطور ـ وبين (المشوارين) وجبتين يمكن إعدادهما بأقل التكاليف،
وبـ(شيرنق) بسيط حيث لم يكن نصيب احدنا يتعدى الخمسة جنيهات شهرياً!!
|
أذكر يا حسين أننا كنا نقبض 20 جنيه من السفارة شهرياً
ونظراً لقلة الصرف فتحت حساب توفيري في البريد وكان يساعدنا
كثيراً عند الحاجة الملحة.. الدنيا كانت بي خيرها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
الاخ مصطفى سلام
| Quote: (حيدر إبراهيم كافي، مصطفى البشير، زكريا حامد حسنين، ميرغني محمد صالح، حسب الرسول كمال الدين، احمد عبد الله، احمد موسى عبد القوي، احمد قسم السيد، محمد عثمان جعفر، محمد عبد الله، عبد العزيز، صلاح وهو من أبناء مدني، سيد عثمان علي، نجم الدين عبد المتعال، الطيب محمد الطيب، الشيخ قريب الله، عبد الباقي، نورين أبكر، عبد القادر الزين، ومحمد الأمين |
شقيقى الاكبر كمال عبدالله محمد
تخرج من المعهد عام 81 و هو دفعة البيق بوس حيدر كافى
يعمل فى بنك الشمال الاسلامى الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
يواصل صديقنا العزيز الصحفي أبوعائشة سرد ذكرياته الجميلة:
(1)
أول رسالة
في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وعندما كنا طلاباً في معهد بني سويف
التجاري، لم يكن هذا الكم الهائل من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة
التي ننعم بها الآن قد انتظم العالم، بل لم تكن هناك مجرد بوادر إرهاصات
تنبئ بظهورها يوماً ما، وبالرغم من التطور الكبير الذي كانت تعيشه
(ام الدنيا) مقارنة بالبلدان الأخرى وبـ(مقاييس) ذاك الزمان، الا انني
وطوال وجودي في بني سويف لم أشاهد تلفزيوناً ملوناً، أو اجري اتصالاً
هاتفياً!! وكانت أسواق بني سويف ودكاكينها ومحالها التجارية شبه خالية
من التلفونات العادية ناهيك عن التلفزيونات الملونة وأجهزة الكمبيوتر
التي غدت (حتماً) ضمن ديكورات أمكنتها في وقتنا الراهن!! بل لم تكن هناك
سوى (كابينة) اتصال وحيدة تتوسد المدينة كنا نلقي عليها بالتحية من على
البعد لأننا لم نكن في حاجة لها، خصوصاً وأن جلَّنا كنا طلاباً ننحدر من قرى
وهجران تنام على أطراف المدن أو تقبع في أصقاع الولايات الطرفية التي كانت
تفتقر لأبسط مقومات الحياة ناهيك عن وسائل الاتصال، وتبعاً لذلك كنا
(مرغمين/مجبرين) على الانتظار لفترات ربما تمتد لشهر وأكثر لحين وصول
رسائل تنقل لنا أخبار ذوينا وأحبتنا!!
واذكر أنني تسلَّمت أول رسالة من السودان بعد مضي أكثر من شهر ونصف من وصولي
بني سويف!! سلَّمني إياها (الزعيم) حيدر إبراهيم كافي، ويبدو لي انه كان الوحيد
المخول باستلام رسائل الطلبة السودانيين بالمعهد من (البوستجي)!! وتلك الرسالة
كان صديقي الذي ودعته في محطة الكدرو قد بعث بها للاطمئنان على سلامة وصولي!!
ولم ينس أن يضمنها (قصة) عودته بـ(السلامة) إلى حيث يقيم في (الشعبية) التي
وصلها مشياً على الأقدام بعد ما اضطرته (شهامته) لـ(التضحية) و(دفع) الخمسة
جنيهات الوحيدة التي كانت بحوزته لـ(بتاع) التاكسي الذي (طارد) معنا القطار
حتى محطة الكدرو!! ورغم ذلك كدت أطير فرحاً، وظللت اقرأها كل ما وجدت فرصة
لذلك وأتلذذ بالوقوف عند مفرداتها وكأنها وصلت للتو وأنا أتخيل (صديقي)
يسير بمحاذاة الطريق من الكدرو حتى الشعبية التي وصلها وقد تورَّمت قدماه،
وهو يتلفت يمنة ويسرة علَّ أحداً يجود عليه بـ(فضل ظهر)!! اما رسالتي التي
كنت قد بعثت بها لأهلي فور وصولي بني سويف فقد تعذر على والدي ـ رحمه الله ـ
تحديد المدة التي قطعها قبل وصوله إليها!!
كانت فرحة الزملاء من الطلبة السودانيين في معهد بني سويف التجاري ـ حسب ما
كنت ألحظ ـ لا توصف حين تصل احدهم رسالة من أيٍٍ كان، وكان من اليسر بمكان
معرفة (فحواها) وبمجرد إلقاء نظرة على محيا (الزميل) وعما إذا كانت رسالته
تلك تحمل أخباراً سارة ام مكدرة!! كانت الرسائل حينها الوسيلة الوحيدة بالنسبة
لمعظمنا للاطمئنان على الأهل والأحبة، وكذا الباعثة على (الأمل) كونها المبشرة
بالـ(دعم) والحاملة لـ(شيكات النجدة) أحايين كثيرة!! وتبعاً لذلك كانت لها
(معزة) خاصة ويختلف (وقعها) على النفس باختلاف ألوان (ظرفها) و(تعدد) أختامها
التي تبين جهة القدوم (السودان/السعودية/غيرهما)!! لدرجة بتنا معها نصنفها
حسب أهميتها: فـ(الظرف) الأبيض كان يحوي في الغالب خطابات رسمية (غير المغيثة)
وهذا النوع من الرسائل لم نكن نكترث له كثيراً، فيما الرسائل ذات (الظروف)
متعددة الرسومات والأختام (الحمراء والطوابع الغريبة) كانت في الغالب بمثابة
(بشارة) الخير والـ(نجدة) كونها قادمة من دول (النفط) وكنا نقف عندها طويلاً
قبل أن (ندلف) لداخلها ونغوص في ثنايا سطورها بعد (سحب) الشيك من الداخل مع
(دعوات) لمرسلها بطولة العمر!!
أبوعائشة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
والحديث للزميل أبوعائشة:
(2)
كانت علاقة الطلبة السودانيين في المعهد التجاري ببني سويف مع
بعضهم البعض أكثر من ممتازة، بل تعدت في الكثير من الحالات حدود
الزمالة والصداقة لتمتد لزيارات أسرية متبادلة، إذ سريعاً ما تعارفنا
و(أخدنا) على بعض وبدأنا نتعامل بأريحية شديدة، ومع مرور الأيام،
(وزنقة) الدراسة التي لم نكن لـنجرؤ على (فكها) الا بمزيد من التعاون
بيننا توطدت علاقاتنا أكثر وأكثر، خصوصاً وان أكثرنا لم يكونوا طلاب مساق
(علمي) بل من (الفارين) من جحيم (الرياضيات) والذائقين ويلاتها!! مما
كان يصعِّب علينا (فهم) الكثير من المواد الدراسية بالمعهد: (الإحصاء/محاسبة
شركات/ تكاليف) ناهيك عن (حل) مسائلها المعقدة التي تحوي أرقاماً فلكية
وتتطلب إعداد (ميزانية ختامية) لها و(كمان) مع ضبطها!! واذكر أن احد
زملائنا وكان من أشد الطلاب كرهاً لمادة (الرياضيات) كان قد (شالته الهاشمية)
ذات مرة و(راهن) مع زميل آخر على (بريزة بحالها) لحل مسألة من (إياها)، ورغم
أنها كانت (صغيرة) وتخص محل (ملبوسات) صغير الا انه وبعد مضي ساعتين كاملتين
أتانا بالحل ومعه ميزانية انتهى طرفاها بـ (17 ونص) بنطلون!! ليخسر (الرهان)
ويزداد عقدة على عقدته!! وبالطبع كانت نكتة الموسم لان موضة (البرمودة) لم تكن
قد ظهرت حينها!!
كان النادي النوبي ببني سويف بمثابة نقطة التقاء الطلبة السودانيين، إذ كثيراً
ما كان يختصر علينا المسافات ويسهل من تواصلنا معاً بل لم يكن يحدث مرور يوم واحد
دون أن نلتقي فيه، حيث كنا نقضي أوقاتاً طويلة: يتسامر بعضنا، ويتبارى آخرون في
لعب الـ(بنق بونق)، وغيرهم من (الحُرفا) في لعب الـ(الدومينو)!! ولم يكن النادي
النوبي مقتصراً على الطلبة السودانيين وحدهم بل كان يؤمه نفر (قليل) من النوبة
المصريين، مازلت اذكر منهم مدير فرع احد البنوك ببني سويف وكان نوبياً خالصاً
بشوشاً يكن وداً خاصاً لكل من هو نوبي اسمر، وكان مولعاً بلعب (البنق بنق) وعاشقاً
للتحدي و(قدها وقدودها)، بعكسي وزميلي نجم الدين عبد المتعال، حيث لم تكن لدي
القدرة على الصمود لأكثر من ثلاث دقائق أمام (اكيش) لاعب على أكثر تقدير ليأتي نجم
الدين ومن ثم أنا وهكذا ونحن نردد أغنية: (انت تحكم لي وأنا احكم ليك)!!
كانت الزيارات المتبادلة بيننا والتي لم تنقطع خصوصاً يوم الجمعة تمثل جانباً مهماً
من سبل التواصل بين الطلاب، كنا نتناول خلالها الشاي بالبسكويت والباسطة وغيرها
حسب ظروف (المضيفين) وتقشفهم!!، إضافة إلى (البارتهات) بأنواعها المختلفة التي
كثيراً ما كانت تجمعنا (الصحيح) منها وما دون ذلك لزوم (شوفوني)، علاوة على الرحلات
الكثيرة التي قمنا بها سواء لاستقبال الطلبة (البرالمة) أو للترويح عن أنفسنا،
ولمناطق عدة مثل بحيرة قارون وغيرها الكثير.
أبوعائشة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
ويواصل أبوعائشة ذكرياته:
(3)
اما عن النشاط الطلابي في المعهد فعلى الرغم من عدم وجود (جريدة)
ناطقة باسمنا كان للطلبة السودانيين في المعهد التجاري حضوراً أقوى
من المتوقع، حيث كانت (رابطة طلاب بني سويف) التي كان يرأسها الزميل
حيدر كافي (على ما أظن)، وأمين مالها الزميل مصطفى البشير ونائبه
زكريا حامد، تعكس الوجه المشرق للطلبة السودانيين بالمدينة، وتمثلنا
في الكثير من المناسبات الطلابية على مستوى (ام الدنيا) خير تمثيل،
مع متابعة وحل أية إشكالات تخص طلاب المعهد سواء محلياً أو في مصر/القاهرة
بالتنسيق مع السفارة السودانية، وفوق ذلك كانت هناك لقاءات ومباريات
ودية شبه أسبوعية في كرة القدم ـ سداسيات ـ مع إخوتنا من الطلاب المصريين
في ميدان (صغير) يحتضنه المعهد، وتلك اللقاءات سرعان ما كانت (تأخذ) طابع
(الخشونة) المتعمدة وتزداد وتيرتها مع ازدياد (هتاف) الطلبة السودانيين
ومطالبتهم بـ(الردم) لينقل على إثرها لاعبين أو ثلاثة على اقل تقدير من
المصريين لخارج الملعب مصابين بـ(عاهات) متفاوتة!! واذكر أن الكثير من
زملائنا كانوا ذو مهارة فائقة في لعب الكرة أمثال: (العمدة، حامد عمر حامد،
احمد موسى عبد القوي، عبد الباقي، صلاح) وغيرهم الكثير الذين لا تحضرني
أسماؤهم، وحالياً تعود بي الذاكرة لتلك الحقبة كل ما رأيت (فريقنا) القومي
(مهزوماً)!! اما علاقتنا مع الزملاء من الطلبة المصريين فقد كانت محدودة
وللغاية خصوصاً في السنة الأولى، إذ لم يكن عدد الطلبة المصريين الذين نعرفهم
عن قرب ونتعامل معهم ويشاركوننا أنشطتنا يتجاوز أصابع اليدين، اما الزميلات
فهناك الكثير من الأسماء التي ما زالت محفورة في الذاكرة لرقي تعاملهن معنا
وفرط احترامهن لنا!!
اما النشاط السياسي فعلى الرغم مما كانت تعج به الساحة السياسية السودانية
من تيارات وأحزاب آنذاك، ووجود العديد من الطلبة السودانيين في المعهد
المعروفين بانتماءاتهم السياسية، الا أن ميولهم تلك لم تكن تترجم إلى واقع
عملي ملموس في أوساط الطلبة لسبب أو لآخر، وتبعاً لذلك لم يكن يعلو سوى صوت
مجموعة من الطلبة (الملتحين) المنتمين لجماعة أنصار السنة المحمدية
أو (ربما) الدعوة أمثال: (نورين أبكر، سيد على، الشيخ حسن) والذين كانوا
(يكتفون) بنصحنا وتحذيرنا من (الموبقات)!! و: (السينما المسجَّمة)!! على حد
قول نورين أبكر ذات جلسة (وعظ) له بالنادي النوبي!! وكذلك الزميل محمد
الأمين (الوحيد) الذي كان يجرؤ على مزاولة نشاطه السياسي علانية وبحرية تامة
(ومفيش حد يقدر يسأله) كونه احد قيادات الاتحاد الاشتراكي!! وان كان هو نفسه
لم يكن حريصاً بما (يكفي) لاستقطاب الطلبة إذ لم أره أو اسمع به يفعل ذلك
ولو لمرة واحدة!! بل اذكر انه كاد يتسبب في (كارثة) حين دعا الرائد مأمون
عوض ابو زيد عضو مجلس قيادة ثورة مايو والوزير والقيادي المعروف في الاتحاد
الاشتراكي لزيارة بني سويف والاجتماع بالطلبة السودانيين بعد أن (أوهمه)
بأنهم جميعاً من أنصار الاتحاد الاشتراكي!! ومازلت اذكر تفاصيل زيارته تلك
ومرافقتنا له (حتى لا نفشل الرجَّال) خلال لقائه مع مدير المعهد التجاري ببني
سويف الاستاذ بسيوني بعد أن تواجدنا مصادفة بالنادي النوبي أثناء وصوله
والوفد المرافق له، وكذا لقائه بالطلبة السودانيين!!
نواصل/ابو عائشة/الرياض
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
نحاول الاستفادة من ذاكرة اخونا حسين عثمان(أبوعائشة)القوية
لأنه كان قليل الكلام وكثير التركيز و(الجحيم) في خلق الله،،
وهنا يرد على استفساراتي عن بعض الزملاء، أوردها بعد أن تدخل (مقص الرقيب بتصرف):
+++
الزملاء الذين لم يرد ذكرهم من دفعتنا واللي قبلنا فهم كثر
ومازلت احفظ اشكال الكثيرين منهم وكذا ملامحهم حتى اللحظة
فيما ضاعت اسماؤهم مني، كما التقيت الكثيرين منهم خلال تجو
الي في ارض المليون ميل بـ(القديم) ، منهم على سبيل المثال
(امير) شايقي من ابناء كريمة وقد شاهدته في العام 96 اثناء
عملي بكريمة، ومن طرائف هذا (الامير) انه رسب مرتين ولما حاول
زكريا حامد التخفيف من مصابه الجلل وقال ليه: (يا امير ده
امتحان من ربنا) رد عليه وقال: (امتحان مرتين؟؟ اصلو ربنا
عايز يخليني نبي)!!!وكذلك المرحوم الذي توفي ـ حسب ما ابلغنا
ـ بعد تخرجه/دفعة كافي ـ بشهور قليلة ويبدو ان اسمه محجوب او
شي من هذا القبيل، وكان هادئا ومتواضعاً وعارفاً لله ذاكراً له،
واسال الله ان يغفر له ويسكنه فسيح جنانه .
اما زملاء الدفعة اللي ورانا فهم كثر ايضا وقد التقيت عددا منهم
بعد مغادرتنا لبني سويف منهم: الزميل انور محمد عبدون ادريس وهو
من ابناء الشمالية ويعمل الان موظفاً بشركة الجريسي في السعودية،
وحسن عبد الحفيظ وهو شقيق المرحوم محجوب عبد الحفيظ صاحب برنامج
الصلات الطيبة، وقد سعدت بالعمل معه لعدة اسابيع حين نقلت لمنطقة
القدار ـ بلد الزبير محمد صالح ـ وكان حينها محاسبا في المجلس
المحلي، وكذلك حسان وهو احد ابناء كردفان اضافة الى الكثيرين
الذين لا تحضرني اسماؤهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
فيما يلي رسالة الأخ
والصديق عبدالله أحمد حسن سالم.. وننتظر منه مشاركة فاعلة يستصحب فيها
تلك السنوات العجاف من العمر اليباب...
أخي الحبيب مصطف
قصدت أن اقولها ( مصطف) يامصطفى ... فهي مشابهة لما كان ينطقه اخونا المحسي
الضليع نجم الدين عبد المتعال حين يناديني أدولاي بدلا عن عبد الله ... و يالها
من ذكريات تدفقت علي حين صادفت ( وانا أبحث عن ذاكرتي البني سويفية) وقد
عثرت بالصدفة على عنوان البريد الاليكتروني للعزيز العزيز حيدر كافي وراسلته
.. المهم عثرت على مقالاتك في سودانيز اون لاين وتمتعت بها في بارقة
ظهورها القصيرة لي حيث كان ذلك في الاسبوع الاخير من يونيو 2011 ... ولولا عناية
الله وتوفيقه لم اكن ساعثر عليها قط ... اقله حتى الآن ... فبعد اقل من اسبوع على
عثوري عليك وعليها وعلى حسين عثمان محمد عثمان تمت ارشفة الربع الثاني من العام
2011 ولم اوفق في العثور على المنشور او متابعاته بعد ذلك ولا حتى في الارشيف ...
ومن توفيق الله أن كنت قد احتفظت بصورة كاملة لكل ما ورد حتى آخر حلقة تساءلت انت
فيها عن الزميل صلاح ... وهو صلاح جريتلي من ناس كسلا... ثم تقطعت بي السبل.
آمل في ان تكون رسالتي هذه بداية لعودة هذه السبل .. واملي كذلك ان تنشط صفحتكم
من جديد في سودانيز اون لاين... وآمل ان اتمكن من المساهمة معكم و لو بالقليل وعندي
ما هو كامن في الذاكرة وما قد اسهم به برغم ان الذاكرة (خلااااص خربت) وعندي في
البال ذكريات عن بعضنا: عبدالله محمد جعفر .. عز الدين عبد القادر .. أمير عباس صالح
.. بقو ( عبد الباقي محمد عيسى - مخزن ذكريات بني سويف كما قلت بحق وقد التقيته قبل
ثلاثة اعوام ).... المرحوم محمد محجوب محمد سعيد وقد فارقنا سريعا ... حامد عمر حامد
حريفنا في الكورة ... ود الفكي ومجدي وشلة مدني/ الازهر) عم دكتور و سحلبه اللذيذ و و و و ....
اخي مصطفى لك التحية ولكل الزملاء من على بعد المسافة ... فنزويلا؟؟؟؟ والى ان نلتقي
آمل في أن اعرف اخباركم ومكانكم انت وحسين ونجم وحيدر . وتقبل تحياتي لاسرتكم الكريمة.
أخوك عبد الله احمد حسن سالم ( بنسون)
ملحوظة: السيد مدير الشرطة السابق ليس له بي علاقة وزي ما قال كابتن لطيف في تعليق لذيذ
له انه لا توجد ادنى قرابة بين حسن شحاتة ومحمود الخطيب ( وربما كان فاروق جعفر لا اذكر)
وقال ان الامر مجرد تشابه في الاسماء ، عموما انا كنت ولازلت ( كيشة) في الكرة ولا اعرف ان
كان الفريق عبد الله حسن سالم حريف كورة ام انه مجرد تشابه في الحرفنة..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
Quote: أزهري محمد بخيت
كان من أبرز طلاب المعهد.. وذو أخلاق عالية
وخصال كريمة، وأدب جم، كان مهموماً بجراحات
الوطن وآلامه، وحريصاً على العلاقات الاجتماعية
مع كافة الزملاء، واصل دراسته الجامعية في السودان
..
وكانت أجمل لحظات حياتي حين جاءني صوته عبر الهاتف
بعد ثلاثة عقود من الزمان.. ويالها من لحظة بلا منتهى!!
تهنأ رياض الخير باستضافته بين حناياها.
له التحية دوماً.. وننتظر ذكرياته. |
فجعت الاسبوع الماضي بخبر
وفاته قبل أن ألتقيه..
يا للفجيعة الكبرى في
صديق كنا ولا زلنا نحسبه من أعزهم..
لا
حول
ولا قوة
إلا بالله..
اللهم أغفر له
خطاياه
وغسله بالماء والبرد
وأنزله منزلة الصديقين والشهداء..
اللهم إن كان محسناً
فزد في إحسانه
وإن كان مسيئاً فتجاوز
عن سيئاته،،
اللهم لا راد لقضائك
ولكن نسألك
اللطف فيه..
ولا نقول في هذه اللحظات
إن العين لتدمع
والقلب ليحزن
وإ،ا لفراقك
يا أزهري
لمحزونون..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
وعد انتظرت سرابه!!
التقينا بلا موعد، وهكذا افترقنا بعد أن أكملنا دراستنا المشتركة على أمل اللقاء، الحياة حينها كانت رتيبة من حيث الإتصال والتواصل، وأرض السودان الرحبة والواسعة بـ(مليونها) - في ذاك الزمان الذي كنا نتباهى به بين شعوب الأرض- كانت تتقارب مسافاتها المتمددة بالتلاقي بين الحين والآخر، ولكن هيهات، شاءت الأقدار أن تتقطع بنا كل سبل التواصل إلا ما احتفظ به القلب من لواعج الذكريات لتلك الأيام الخوالي.
وكان احساسي أنه يبادلني كما غيري من زملاء الدراسة نفس تلك المحبة لطيب خصاله ونبل صفاته واتساع مداركه وسعة صدره ورقة قلبه.
كان الفتى متشبعاً بروح الانسجام في الهم العام من خلال قناعاته التي ازداد احترامي لها حين وجدته بعد 30 عاماً من الإفتراق متمسكاً بها وعاضاً بالنواجذ عليها دون أن تفسد قريحة ذهنه أو قلبه ماديات التغير والتبدل التي ضربت بأطنابها ربيع الشباب في هذا الزمان حتى أضحى الفقير غنياً بجاه الدنيا بين ليلة وضحاها، والغني فقيراً لا ملاذ له إلا وجه ربه الكريم، بعد أن تبدلت الأحوال واختلطت نواميس الكون السوداني في دورة الحياة التي ظلت تغرد بنا خارج سرب الناموس الكوني، متخطية كل قواعد المنطق ومتجاوزة كل حدود العقل.
فرغم مرور ثلاثين عاماً، إلا أن الأمل في اللقاء ظل يراودني ويناوش خيالي حتى لا أغفو، وقد جاءت بوادر التمهيد لطريقه حين هاتفني ذاك الصوت الذي لم تتغير نبراته في ليلة لن أنساها، صوت كنت أبحث عنه سنين عددا، صوت ظل يدق أذني كل ما طافت ذكريات تلك السنين من العمر على تلك البقعة من الأرض التي جمعتنا يوماً ما، لنشكل أروع عنوان للصداقة والمودة.. وكان لقاء حاراً تسابقت فيه دموعنا لتخنق الكلمات بعبرات يشوبها الفرح من كل حدب وصوب، قلنا واستمعنا لبعضنا كأننا في سباق مع الزمن، وكأننا كنا ندري أن تلك الكلمات لن تكون إلا مقدمة لوداع أبدي وليس مدخلاً للتلاقي الموعود. لم نشف غليلنا بالحديث الذي كان يغلب عليه الهم العام الذي يجمعنا، ولقد ظل الرجل على معدنه، وفياً لمبادئه (الإتحادية)، متمسكاً بقيمه، متفائلاً كما هو دوماً أن الغد أفضل، مؤملاً أن تعود لحمة الحزب كما كانت ليظل ذاك الطرواد في مقدمة الحدب لاماً وجامعاً لكلمة الصف والأمة بعد أن ناوشتها مكائد الزمن.
كنت في انتظار وعده أن نلتقي وهو في طريقه من الرياض إلى الحصاحيصا عبر جدة، وما كنت أحسبه سرابا، وانتظرت على أحر من الجمر أن يأتي هذا اليوم، ولكن بدلاً من ذلك ذهب إلى من هو أعظم وأرحم منا وعلينا، سبقنا وهو لا يحمل من دنياه غير أعماله التي نسأل الله أن تكون شفيعاً له من عذاب القبر.
ألا رحمك يا صديقي [red](أزهري محمد بخيت)[/red] رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. إن العين لتدمع والقلب لحزين على فراقك.
"إنا لله وإنا إليه راجعون".
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
الاخ - مصطفى الضو - تحياتي،
هذا أمتع أشكال الحكي ،استدعاء الاعزاء الذين تفرقت
بهم دروب الزائلة .. سبق أن كتبت خيطاً مشابها
بعنوان (راحو مني ناس كتار) .. كانوا يتقافزون
إلى ذاكرتي كحلم مونق تمنيت ألا ينقطع ولكن ..
تلجلج القلم عندما بدأت أقفز عن ذكر الأعزاء الذين
ذهبوا إلى الأبد ولا زال في النفس الكثير من حتاهم
وذكريات وحكاوى انقطعت فجاءة دون أن تكتمل ولم
يبرأ عوارها فتوقفت .. واصل وسأعود
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
رغم أن طلاب بني سويف كانوا مجموعة قليلة مقارنة بالمدن المصرية
الأخرى، إذ لا يوجد غير المعهد حينها، إلا أن النشاط الذي كان يقدمه
طلابها ومدى الترابط الاجتماعي فيما بينهم يعطيك الاحساس باتساع تلك
المجموعة، فقد كان وجودنا في الأنشطة الرياضية يشار له بالبنان على مستوى المدينة،
حيث كان لنا فريق قوي يضم لاعبون على مستوى (التحرير والعامل والمهديى ) في تلك الأيام..
كما كان نشاطنا الثقافي متواصلاً في النادي بشكل شبه دوري..
وكان لرابطة بني سويف الطلابية صوت مؤثر في مجريات وتفاعلات اتحاد الطلاب حينها..
وأعتقد أن الهدوء الذي كان يلف المدينة ومستوى جمالها الطبيعي الأخاذ كان له دور كبير
في صفاء الذهن، إذ كانت تتفتح قريحة شاعرنا المحبوب محجوب ابراهيم الخليفة بدرر رائعة
حتى كنا نشبهه بفطاحلة الشعراء..
كانت بني سويف خاتم جميل ينام على أصبع النيل الذي تحفه الخضرة من كل صوب..
وكانت المدينة مليئة بالحدائق الخضراء التي تسر العين، فكنا نملأها انتشاراً بعد المغيب.
نواصل،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
Quote: حسب الرسول كمال الدين
من زملاء السكن.. جاء من الجزيرة إلى بني سويف,,
شخصية جميلة جداً.. ويتميز بخفة الدم والبساطة..
وكان زكريا حامد يكاويه ويقوله جدك رجل مودرن
سمى ولده كمال الدين لكن أبوك مقلبك في اسمك الشين ده!!
حسبو هو ابن أخ الفنان الشعبي القدير بادي محمد الطيب
رحمه الله، وحباه الله بموهبة التمثيل وهو حالياً من المسرحيين
المعروفين في السودان..
له التحايا،، |
الأخ الأكبر..مصطفى
تحياتي وما شاء الله على ذاكرتك الوفية..
فيما يخص حسبو ود خالتي التومة دا..
هو ابن عم الكروان بادي محمد الطيب..وهو حسب الرسول كمال الدين الطيب.. شايف الطيب ود عبد الله هنا كيف؟؟
الطيب ود عبد الله دا أبو أُمحُمَّد ود الطيب أبو بادي..وكذلك أبو كمال الدين الشهير بــ"الشيخ ود المانيا" اللي هو أبو حسب الرسول الشهير بــ"السيد ود الشيخ"
أو "السيد ود التومة" عندنا نحن أولاد خالاتو
فاصل موسيقي صغير....على طريقة حسب الرسول كمال الدين كأحد أفضل المخرجين في الإذاعة السودانية حالياً..بل منذ فترة..
أها حسب الرسول كمال الدين قام شنو؟؟؟ بعد بني سويف رجع البلد والتحق حسب ميوله بدراسات مسرحية وانضم إلى مجاميع مسرحية
وكانت برضها دراسة قصيرة...وبالشهادة التجارية بتاعة بني سويف ..اشتغل مدرس في الثانويات التجارية في أمدرمان..
والراجل طبعاً عشان فنان بطبعه...قال ما في كبير على العلم...
طوالي انخرط في الدراسة بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح...بلا تدريس بلا هم...
وكان دفعة ناس عيسى تيراب عليه رحمة الله..
تخرج بامتياز طبعاً من المعهد...
تخصص تمثيل وإخراج..
والتحق بخدمة الإذاعة السودانية..
ثم انقطع لفترة قصيرة أمضاها مغترباً بالسعودية
ثم عاد إلى الإذاعة التي أحبها وبادلته حباً بحب..
حيث هو الآن..
هذا لأنه صديقي ولأني أحبه..
شكراً يا مصطفى لأنك أتحت لي هذه الفرصة ..
السيد...أقرا الكلام دا عليك الله...عشان تعرف قدر شنو أنا قاعد أحبك ياخي..
محمود مصطفى محمود
جدة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: Mahmoud Mustafa Mahmoud)
|
Quote: الأخ الأكبر..مصطفى
تحياتي وما شاء الله على ذاكرتك الوفية..
فيما يخص حسبو ود خالتي التومة دا..
هو ابن عم الكروان بادي محمد الطيب..وهو حسب الرسول كمال الدين الطيب.. شايف الطيب ود عبد الله هنا كيف؟؟
الطيب ود عبد الله دا أبو أُمحُمَّد ود الطيب أبو بادي..وكذلك أبو كمال الدين الشهير بــ"الشيخ ود المانيا" اللي هو أبو حسب الرسول الشهير بــ"السيد ود الشيخ"
أو "السيد ود التومة" عندنا نحن أولاد خالاتو
|
أخي الصغير محمود .. شكراً أولاً على النطة الحلوة دي
واللفتة الجابت لينا حسبو جوة الحوش..
وثانياً على الايضاحات التي بدأت تتآكل ذاكرتها من أعمامك..
فقد كان حسبو رمزاً لا تخفيه العين بحيويته ودعابته ومحبة الناس له..
بفطرته عربي أصيل وود قبايل..
نتواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من تجاري بني سويف لصحافة الأزهر.. شخوص في الذاكرة.. تعالوا نوثق (Re: مصطفى احمد الضو)
|
وصلتني رسالة (ايميلية) دفاقة بجمال ذاك الزمن من صديقنا وزميلنا حسب الرسول
كمال الدين، هذا الجمال المتحرك ببسمة لا تفارق محياه أبداً، كان يبث فينا
روح الفرح ويزيل عنا وعثاء (السفر) والغربة ونحن لا زلنا في بداية الحبو
نحو الهروب من واقع الزمن الذي أدلهم في عيون الشباب ليستحيل شتاتاً بينهم
في دروب الحياة دون ملتقى.
استعدت من كلماته جوانب من شقتنا في حي المزرعة التي تزاملنا فيها ونحن برالمة،
وحرقة (بفتح الحاء والراء يا جماعة الخير)الطماطم الكنا بنختها في الزيت قبل البصلة.. ومرق الماجي الذي كان يتفوق
على الفول.. في أهميته بعد أن نفقد لذة (البتلو) بعيد أيام قلائل من آخر الشهر.
في انتظار الحبيب حسبو ليسرد لنا ذكريات تلك الأيام الخوالي.
تخريمة:
عبرك تحياتي الشديدة لبقو.. وقوليه انت لا زلت كبيرنا.. وتعال بي جاي.
شكراً أخي محمود الذي حرك بوصلة الهواء في الاتجاه الصحيح.. وخلينا نتلاقى في جدة.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
مصطفى احمد الضو
كمال ادريس
عبد الدائم سيد أحمد
البشير دفع الله
مجدي عبدالله أبوحريبة
Mohamed Abdelgaleel
Mahmoud Mustafa Mahmoud
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست