|
السيارات يقودها "الجن"
|
في بداية سبعينات القرن الماضي، كنا حضورا في حفل زواج، في قرية نائية، أحدهم جاء إلى المناسبة بسيارة كاديلاك موديل 78، تعمل بالريموت، كانت تعد "طفرة" في حينها، صعدنا على سقفها لرؤية الحفل، وتكاثر عددنا، فتضايق صاحبها الذي كان يجلس بعيدا، فاخرج من جيبه المفتاح وضغط على الريموت فأدار المحرك وأضاء "الفليشر"... ولا يمكن تصور مدي الصدمة والرعب الذي انتاب جمعنا ... سيارة تعمل من دون سائق!! ... تدافعنا هروبا من السقف ... باعتقاد أن "شيطانا" بداخلها.
استرجع تلك الحادثة كلما سمعت ورأيت التقدم الهائل في التقنية الذي أصاب قطاع السيارات أيامنا هذه، حتى بز أفلام قراندايزر والرجل الآلي، فقد غدا التنافس في هذا القطاع حول درجة الرفاهية أكثر من أي شيء آخر.
في العاصمة البريطانية استغربت من صديق يسكنها منذ ثلاث عقود، لم يستطيع أن يستدل على مكان يقع في الشارع الخلفي لسكنه، بسبب توقف جهاز الدليل الالكتروني (GPS) في سيارته، فقد أدمن استخدامه، موفرا ذاكرته لمهام أخرى.
كانت التقنيات حتى وقت قريب محصورة الطرازات الفارهة من السيارات الأوروبية والأمريكية على وجه التحديد، لكن دخول لاعبين جدد من مختلف أنحاء العالم ضيًق الهوة، حيث دخلت مجال التنافس على رفاهية السائق والركاب على حد سواء.
معظم طرازات BMW و FORD وMercedes تتسابق الآن لإدخال التقنيات التي أحالت القيادة إلى رفاهية موغلة في "الدلع"، و"الدلال"... فمن كان يتصور أن خطرفات أفلام الكرتون يمكن أن تقود إلى تطبيقها علنا على ارض الواقع، بدءا من إدارة المحرك انتهاء بالتواصل مع الأصدقاء عبر الموقع الاجتماعية، فالسيارة اليوم أصبح بإمكانها أن تركن نفسها في الموقف الطولي أو العرضي بدون أن يمس السائق عجلة القيادة.
ولم ينسى المصنعين الرفاهية والأمان على الطرق السريعة، فعلى الرغم من القدم النسبي لنظام القيادة الآلية (مثبت السرعة)، إلا أن الجديد هو ظهور كل ما يعيق الطريق على مسافة أمان كافية أمام السيارة، فان كان هناك جمل مثلا على بعد معين فان السيارة تظهر خياله على الزجاج الأمامي، مع منبه، فضلا عن اهتزاز ينبه بوجود انحناءات على الطريق، ليتمكن السائق من الانتباه لتعديل المسار الذي تجريه السيارة عبر أنظمتها.
لقد فطنت الشركات المصنعة لاتجاهات وميول الأفراد الذين يركنون إلى المباهاة بنوع السيارة وكمية التقنيات المصاحبة، فبدأت الشركات النامية في منافسة الشركات ذات الباع الطويل في هذا الصدد بطريقة لا تحدها حدود، أصبح امتلاك سيارة أسهل مما كان عليه في السابق، فالطرقات تعج بـ"ديون" تسير على أربع، ويعجز العقل عن تصور التطورات التي يمكن أن تحدث في مقبل الأيام.
http://www.s-alahdath.com/vb/showthread.php?t=118
|
|
|
|
|
|