اليمن ثورة ضد الملك وثورة ضد الرئيس.. بقلم احمد المسلماني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 07:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2011, 05:15 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليمن ثورة ضد الملك وثورة ضد الرئيس.. بقلم احمد المسلماني (Re: مطر قادم)

    ثورة ضد الإمام وثورة ضد الرئيس «2»
    أحمد المسلمانى


    كان ملك اليمن هو الإمام يحيى حميد الدين، وكانت مملكته هى الأكثر تخلفاً على مستوى العالم. تم إسقاط نظامه بعد عمل ثورى طويل.. لكن المفارقة كانت فى عدم التغيير.

    انتهت الرجعية ولم يأت التقدم، سقطت الملكية ولم يسقط التخلف.. رحل الإمام وجاء ألف إمام وإمام.

    (1)

    قامت أول ثورة واسعة ضد الإمام عام 1948.. كان القصر الإمامى يسمى الثوريين بالقصريين أى الكفار. وأقسم الإمام يحيى حميد الدين أنه يريد أن يلقى ربه وسيفه مخضب بدماء العمريين. وأفهم الناس أن الدستور الذى يدعو إليه العصريون هو اختصار للقرآن الكريم، وأن الدستوريين كفار ملحدون!

    فشلت الثورة رغم مقتل الإمام يحيى، وجاء ولى العهد الإمام أحمد الذى واجه معارضة يمنية قوية وحديثة.

    فى هذه الأثناء قامت ثورة 23 يوليو 1952 فى مصر، وفى عام 1955 قام العقيد اليمنى أحمد الثلايا بمحاولة الانقلاب ضد النظام كان الرئيس عبدالناصر فى ذلك الوقت فى مرحلة القناعة الثورية ولم يكن حينها ذلك الزعيم العربى على نحو ما صنعته حرب السويس عام 1956، ولم تكن أيضاً فكرة تصدير الثورة أو تقويض نظم الحكم الملكية هدفاً لنظامه، لذا كان طبيعياً أن يهاجم نظام الرئيس عبدالناصر محاولة الثلايا للانقلاب على الملكية. وهاجمت إذاعة صوت العرب محاولة تغيير حكم الإمام!

    بل إن عبدالناصر أوفد حسين الشافعى إلى اليمن للتأكيد على أن مصر بعيدة تماماً عن تلك الحركة التى حاولت إسقاط النظام!

    (2)

    لم يمكث عبدالناصر طويلاً فى موقفه هذا إذ سرعان ما اتخذ موقفاً مناهضاً للنظام الملكى فى اليمن. أوت القاهرة المعارضين اليمنيين وأصبح الإمام كارهاً وناقماً على عبدالناصر.

    وضع الإمام أحمد ملك اليمن الرئيس عبدالناصر أمام خيارين: إما أن يكف معاداته أو أن ينضم إلى «حلف بغداد» الاستعمارى المعادى لسياسات التحرر فى العالم العربى، وكان أن أمر عبدالناصر بوقف الهجوم على النظام اليمنى تماماً.

    ثمة مفاجأة بعد قليل.. ففى 21 أبريل عام 1956 أبرم عبدالناصر ميثاق جدة العسكرى الثلاثى مع الإمام أحمد والملك سعود وهو حلف مضاد لحلف بغداد.. وموجه ضد الاستعمار البريطانى.

    ومضت العلاقة جيدة.. إلى أن تم إعلان دولة الوحدة بين مصر وسوريا فبراير 1958، بعد أسبوعين انضمت اليمن بقيادة الإمام أحمد إلى دولة الوحدة المصرية السورية وفى 8 مارس 1958 تم إعلان اتحاد الدول العربية من مصر وسوريا والمملكة المتوكلية اليمنية.

    ■ كان عبدالناصر يخشى من عداء الملك سعود لدولة الوحدة وأراد «تكتيف الإمام بدلاً من تركه هدية للملك سعود» وكان الإنجليز يعدون للتحالف الهاشمى بين العراق والأردن.

    إن المدهش هنا هو أن «اتحاد الدول العربية» الذى ضم دولة الوحدة المصرية السورية واليمن ظل قائماً إلى ما بعد انفصال سوريا. وقد انتهى «اتحاد الدول العربية» رسمياً فى 26 ديسمبر عام 1961.

    (3)

    بعد الانفصال بين مصر وسوريا عام 1961 انتشرت قصيدة للإمام أحمد بن يحيى حميد الدين تتكون من «64» بيتاً يهاجم فيها عبدالناصر وسياساته.. وزادت القاهرة من انقلابها على الإمام وكتب محمد حسنين هيكل فى الأهرام عدد 29 ديسمبر 1961 يقول «لقد تم الاتحاد مع اليمن فى ظروف مرحلة سابقة من النضال اقتضت أو تصورنا خطأ أنها اقتضت مداراة الرجعية والسكوت عليها.. حتى تتفسح فرصة لتدعيم تجربة الوحدة الأولى بين مصر وسوريا».

    ويذكر صلاح نصر فى مذكراته أن «الاتحاد كان مثار تهكم الأصدقاء والأعداء.. كيف يتحالف عبدالناصر زعيم التقدمية العربية مع إمام يمثل الرجعية المتخلفة قروناً؟».

    (4)

    لجأ الإمام أحمد بطبيعة الحال إلى الملك سعود العدو الأهم لجمال عبدالناصر، ولكن الملك سعود نفسه كان قد وصل إلى مدى أبعد فى العداء لعبدالناصر فقد بادر بالإعداد لفتوى دينية بتكفير عبدالناصر وسعى الملك سعود إلى علماء الدين فى اليمن لإصدار هذه الفتوى ووافقه الإمام أحمد على ذلك.

    ويحكى القاضى عبدالرحمن الإريانى فى مذكراته «استدعانى الإمام أحمد أنا والسيد أحمد زبارة رئيس الهيئة الشرعية اليمنية فى 20 أغسطس 1961.. وسألنا: ما رأيكم بعبدالناصر؟ لزمت الصمت، وقال رئيس الهيئة: من أى ناحية؟ قال الإمام: هو كافر لأنه يصادر أملاك الناس ويخالف الشريعة فقال رئيس الهيئة: يا مولانا.. إن التكفير خطير ولاسيما لرئيس دولة مسلمة فقال الإمام: ولكن عبدالناصر يخالف القطعى والمتواتر لحديث (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا فى بلدكم هذا.. اللهم قد بلغت). ثم قال الإمام: وأنت ما رأيك يا إريانى؟.. وكنت قد اطلعت على مقال للداعية العراقى الصواف فى صحيفة (البلاد) السعودية يكفر فيها عبدالناصر. وكان الملك سعود قد طلب من الإمام أحمد استصدار فتوى من علماء اليمن بتكفير عبدالناصر وقد عارضت أنا ورئيس الهيئة الشرعية».

    ■ وفى اليوم التالى واجهنى الإمام بمفردى وقال «إنت شيوعى»، قلت: أعوذ بالله. قال: ولماذا أعوذ بالله؟ أو لست تدافع عن عبدالناصر؟ ألم يعلن الاشتراكية العلمية ومعناها الشيوعية. قلت: إن عبدالناصر يقول إن ما فعله هو تطبيق للعدالة الاجتماعية، وأول من دعا إليها أبوذر الغفارى ونحن لو فرضنا أن عبدالناصر قد خالف قطعياً ما جاء فى القرآن الكريم، فإنه لا يجوز تكفيره ما لم ينكر ذلك، وإنما يعتبر مرتكب كبيرة ولا يكفر. ولا يقول بكفره إلا الخوارج.. ولسنا منهم».

    (5)

    يكمل القاضى الإريانى فى مذكراته مصير فتوى تكفير عبدالناصر.. يقول: «ذهبت إلى جدة فى سبتمبر 1961 لحضور مؤتمر الرابطة الإسلامية قال لى الإمام: سيكون سفرك غداً إلى جدة، قلت له: لقد عرفت مما اطلعت عليه من الصحف السعودية أنهم يهيئون لاستصدار بيان يكفرون به عبدالناصر وأنتم تعرفون رأيى فى الموضوع فلو تفضلتم بتكليف أمير الجح. فقال: حاولنا ولكنهم طلبوك ولا مانع لدينا أن تقول رأيك».. «ذهبنا إلى أداء مناسك الجح، والتقيت د.سعيد رمضان أحد زعماء الإخوان المسلمين وطرحت عليه الموضوع، وكنت قد عرفت أنهم أعدوا العدة لاستصدار القرار، وقلت له: إنهم يريدون استغلال الدين ورجال الدين لأهدافهم السياسية.. فقال: أنا لا أتردد فى تكفير من قتل محمد فرغلى وعبدالقادر عودة.. ولكن هؤلاء الملوك يريدون استغلال الدين ويسخروننا لاستغلال مقاصدهم السياسية.. أنا معك فى معارضة الفكرة».

    ■ وجاءت أول جلسة للمؤتمر فقدم العلامة الباكستانى أبوالأعلى المودودى بحثاً حول الاشتراكية، وقرر أنها العدالة الاجتماعية التى هى من مبادئ الإسلام، وقامت قيامة علماء السعودية.. ولما كانوا يجلون المودودى فقد حاروا فى أمره، ورجوه أن يحذف بعض الفقرات.. لقد التفت إلىّ د.سعيد رمضان وقلت له: لقد كفانا الله شر الجدال».

    (6)

    بعد أيام من فشل محاولة تكفير عبدالناصر توفى الإمام أحمد وجاء من بعده ابنه الأمير محمد البدر وتلقب بالإمام المنصور.

    ■ فى 22 سبتمبر 1962 أرسل المعارض اليمنى فى القاهرة أحمد محمد نعمان رسالة إلى الإمام البدر باسم «الاتحاد اليمنى» يهنئه فيها بإمارة المؤمنين ويذكره بمطالب الشعب، وفى يوم توليه العرش قام الإمام البدر بإصدار عفو عام عن المسجونين السياسيين.. وبعض القرارات الإصلاحية.. لكن المجموعة الثورية فى المعارضة لم تمهله أكثر من أسبوع لبدء الثورة.. وبدء حرب اليمن الطويلة.

    ■ لقد عرضت فى كتابى «خريف الثورة» تلك الأجواء الصعبة التى عاشها شعبنا فى اليمن فى ظل الملكية.. وهى الأجواء الصعبة التى توالت فى ظل الثورة وهى الأجواء الصعبة التى يواجهها اليمنيون اليوم وهم يقومون بالثورة على الثورة!

    إلى الأسبوع المقبل
                  

العنوان الكاتب Date
اليمن ثورة ضد الملك وثورة ضد الرئيس.. بقلم احمد المسلماني مطر قادم10-09-11, 05:08 PM
  Re: اليمن ثورة ضد الملك وثورة ضد الرئيس.. بقلم احمد المسلماني مطر قادم10-09-11, 05:15 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de