|
Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote:
النور والنار ، وخلاسيةٌ تتوسط الأعراق ، تشهد ألا مثيل للونها ، ولا شبيه لنورها الخافت الصاحي ، ولا همساتها الزُرق في بياض رغوة النهر العظيم حين تمطّى في عنفوان رحمته .يمَسّ أطراف المكان ويفسح ثعبانه من بسطة الرزق أن تهوى الضفافُ النيلَ من قبل ميلاد المسيح وقبل ميلاد الحضارات ، و حين تُبادره وشوشة العشاق ..يركُض لا يلوي على شيء . على صفحتيه تمُدَّ بصرك الحديد فترى الفؤوس تعزق والخضرة تمُد طيبها لأطيار تُحلق ، وجرادٌ يلعن السماء حين يُمطره المُبيد . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. (Re: عادل نجيلة)
|
إستوقفتني كلمات (صحو الكلمات المنسية) لما فيها من عدمية واضحة ! ذكرتني بعدمية رائد منهجيتها الفرنسي البير كامو.. وأستغربت حينها لماذا يستدعي النور عثمان أبكر لهذه العدمية !! وكان من رواد مدرسة الغابة و الصحراء.. تخرج النور من جامعة الخرطوم كلية الآداب بمرتبة الشرف .. وأحب بعد التخرج في ستينيات القرن العشرين أن يلتحق بالخارجية السودانية كدوبلوماسي .. ولقد أدى النور كل الإمتحانات الشفوية و التحريرية بأكمل وجه .. وكان آنذاك يستعد للإتحاق بالسلك الدبلوماسي مع رصفائه محمد المكي إبراهيم و مصطفى مدني و غيرهم .. ولكن جاءت النتائج بما لا يشتهي النور فلقد تم إستبعاده عن السلك الدبلوماسي ولقد قيل له أنه رسب في الإختبارات وهو المتخرج من جامعة الخرطوم بمرتبة الشرف!!! أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. (Re: عادل نجيلة)
|
كان إسقاط النور أبكر من أن يصبح مستوظفآ في السلك البلوماسي آنذاك وتخطيه في التعيين هي النقطة العدمية التي جعلته يؤلف قصيدة صحو الكلمات المنسية ! لأن وزارة الخارجية وقتها لم تكن في ذات الوعي القومي لتوظيف شخص آنذاك ينتمي لنوبة غرب السودان على حساب أبناء شمال السودان! خرج النور من معركته تلك ممزقآ و كتب عدة قصائد ضمها في ديوانه صحو الكلمات المنسية .. ولقد أتت رؤيته العدمية واضحة فيه بحيث أنه تماثل للإستقراء الفوضوي العدمي دون أن ينتبه أبناء جيله آنذاك لمقاصده!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. (Re: عادل نجيلة)
|
(2)
أخي الأكرم : الأستاذ / عادل نجيلة ، تحية طيبة وكثير ود ، ونشكر محبتكم ما نكتُب ، ونأمل أن تكون كما نودُّ . وإنها لسانحة أن نتخذ مما يتوفر لدينا من مادة و ندلف لكهف الشاعر الذي يختلي فيه لنفسه ، وإني من الذين يتناولون المولود من عُسرة الولادة القيصرية ، ونشق صدور الكنوز المحفوظة في ثِقل الكلمات ، ونتعرف أكثر على تلك البلاد التي أشرقت فناً ، وتدفقت شرايين الشاعر من أثقال حجارة على الصدر ... لقد تأمر الكون كله عليه والشاعر في مُقبل أيامه ، فذاك النزيف لا يصلحُ أمراً طارئاً ، بدلت الكلمات لباسها من كل القواميس المعروفة ، وخطى بالجمر سكين الوشم وكتب .
على ما أذكر إن " صحو الكلمات المنسية " قد كتبت قصائدها خلال الأعوام ( 1959-1963 ) ، فتلك ربما تداعيات إحباط أكبر من حادثة بعد تخرجه ، ولكنها سبقت تخرجه من الجامعة .
أرجو أن تسترسل ، وألا تترك تلك الخواطر المُحفزة للكتابة أن تراوغ وتندسّ بسبب الظروف ...
ونواصل
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. (Re: عبدالله الشقليني)
|
(4)
جلس معي صاحب الرسالة في بهاء وجوده الذي لم ينقطع برحيله . ضاحكاً في الخاطر يهتز جسداً في روح . استدعتني قصائده القديمة ، لعل فيها من حاضرنا القسمات والملامح . كانت أطياف الحُزن في قصائده تُكذب صورته الباسمة على مُحياه ، وتقول إن الشعر أصدق إنباءً عن الحال . كهذا كان المقال . بقيت الصورة الضوئية ، ففتشت أوراق الدنيا المنثورة في السماء بلا قيود ، ووجدت ما يفي . كان حضور الشاعر ساعة كتابة المقال متوهجاً كأننا نجلس إلى بعضنا نتسامر .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النـّور عثمان أبَّكر" : جرَّة ذَهبٍ في بحرِ الغيابْ .. (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: تعجلتَ سيدي الرحيل باكراً قبل الفواجع الكبيرة التي هوتْ . |
قلت لصديق عزيز ذات مرة.أنني أشعر بأن النور ورفاقه المبدعين، قد آثروا الرحيل من تلقاء ذاتهم" ربما كان ذلك إستباقا لما وصفته بـ " الفواجع الكبيرة التي هوت". شكرا لك عزيزي المبدع عبدالله وأنت تسلط الضوء على النور وسنابل الخير. -- رحم الله الوالد رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، والبركة في نسله " سائق الترماى الفكري" على حد تعبير الزميل عادل نجيلة.
محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
|