قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 05:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة زهير الزناتي(زهير الزناتي&zuhair zenaty)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2009, 06:26 PM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مات واصل ياخ (Re: زهير الزناتي)

    هذه القصة حقيقية بكامل أحداثها الطريفة مع تغيير الأسماء والأحياء ....

    الحاجة نفيسة تعيش في أمدرمان مع زوجها وحيدين بعد زواج البنات الخمس ، في ظروف معيشية بائسة لحد ما ، تفتق ذهن الحاجة نفيسة عن صندوق نسائي لكل نساء العائلة الممتدة والأصدقاء المقربين ، واستطاعت أن تجمع لهذا الغرض ثلاثين إمراءة ، جرت العادة أن يتم تسليم الصرفة في أحتفال عائلي نسائي كبير ، حيث يجتمع شمل أعضاء الصندوق عند الحاجة نفيسة ومنها عبر حافلة مستأجرة لمنزل صاحبة الحظ السعيد لتناول وجبة الغداء والأحتفال بتسليمها الصرفة أو الختة ،،،، تقوم الحاجة نفيسة بجمع مساهمات النساء في أجرة الحافلة وكذلك في وجبة الغداء بواقع جنيه واحد من كل عضو لوجبة الغداء وأجرة الحافلة حسب المشوار ، في ذلك اليوم أجتمعن عند الحاجة نفيسة باكراً بعد الإفطار مباشرة ، وتحرك الركب الميون صوب الكلاكلة قبل ظهيرة اليوم للإحتفال ، كان كل شئ يسير علي ما يرام ، لم يكن هنالك ما يشير لأن حرباً حقيقة قد تجتاح المدينة في الساعات القادمة ، بناتها وبعض صديقاتها تركن أطفالهن حوالي 15 طفل عند الحاج أمين زوج الحاجة نفيسة ، أطفال في مراحل عمرية مختلفة ، وسلوكيات مختلفة ، بعد أن حط الركب الميمون في منزل الأحتفال بدأت التلفونات في الرنين ، وجاء الخبر كالصاقعة ، وأغلقت الكباري بين المدن الثلاثة ، وأحتار المحتفلون في سبل العودة .....

    المشهد في منزل الحاج أمين :

    بدأت أصوات الرصاص والمدافع تصم آذان المدينة ، والحاج أمين يستمع إليها بإذن خبيرة فقد كان عسكري في زمن مضي ، لم يجد سوي جارته سميرة يستعرض لها معارفه العسكرية :
    - تعرفي يا سميرة دا صوت كلاشنكوف .
    ثم يسرد لها أجزاء الكلاش ، وكيفية عمله ومداه وكيف استخدمه هو حينما كان محارباً لا يشق له غبار ..
    - وعارفه دي دوشكا ...
    ويحكي عن الدوشكا وأثرها المباشر وغير المباشر وكيف تغير بفضلها مسار عدد من المعارك خاصة في حرب المدن ومطاردة فلول المهربين .
    - ودا صوت الهاون الما بيغباني ، يا سلام علي الهاون وقوته ...
    وكان يصمت ويدخل لغرفته مباشرة حينما يسمع صوت عربه في الشارع أو أن إطلاق النار قريب ، ويترك سميره وحدها في الحوش تحرس الأطفال الذين أجبرهم علي الجلوس متراصين في صالون المنزل وحذرهم من أي جلبة أو أصوات عالية ... ثم يعود مرة أخري بعد زوال الخطر لإستعراض معارفه والأستاذة سميرة تستمع له بنصف إنتباهة والنصف الثاني مع أفراد اسرتها الذين تشتت شملهم داخل المدينة او ساحة المعركة ،
    فكل لزم منزل أحد الأقرباء ، ورغم علمها بأنهم في مكان آمن وبعيد عن الشوارع التي تدور فيها المعارك إلا أن قلب الأم لا يتركها تستمع لحاج أمين بكامل إنتباهها ..
    وحينما تغادره لمنزلها عبر النفاج ، يمسك بتلفونه في للحديث مع نفيسة :
    - هوي يا نفيسة إنتو حا تجو كيف ، الأولاد ديل أعمل معاهم شنو ... انا براي ما بقدر عليهم ...
    - هوي يا راجل نجي كيف في الضرب دا ، بعدين ديل ما اولاد بناتك زي ما هم أولاد بناتي .
    وجري هذا الحديث الدائري مرات عديدة دون فائدة حتي موعد صلاة المغرب ، وخليت الشوارع من المارة وأغلقت المحلات ، وأصبحت أمدرمان كمدينة الأشباح وهنا صلي حاج أمين المغرب علي أعجل ما تيسر له ،، وبعد الصلاة مباشرة تفاجأ بأن رصيده قد إنتهي ، وكلما يتصل علي حاجة نفيسة ، تجيبه بت الكمبيوتر كما يسميها بأنه غير مسموح له بإجراء المكالمة ويلزمه شحن الهاتف برصيد جديد ،، ويتمتم بينه وبين نفسه ...
    - عليك الله بت الحرام دي يجيبوا ليها رصيد من وين ما عارفه الدكاكين كلها قافلة ، الله يقفل ...... أستغفر الله العظيم ... وبدأت غلبة العيال بعد صمت دام ساعات ، فهذا يريد اللبن ، وذاك الحمام ، وآخر لا ينام (إلا يتعشي فول) ، وعدد منهم بدأ في البكاء بحثاً عن أمهاتهم .

    توقفت المعارك في شوارع أمدرمان ، إلا من إطلاق نار متباعد ، وبدأت معركة حاج أمين مع جيش الأطفال في المنزل ، ووصلت حالة حاج أمين النفسية لحضيضها بفعل صخب العيال ومطالبهم التي لا تتوقف ولا سبيل له من بقالة أو كنتين
    كما أن كيس التمباك المدنكل قد رجع أبيض ثانيةً بعد أن قام حاج أمين بفركه براحتي يديه ، ثم ضربه علي كفه الخارجي مراراليضمن أن كل ذرة من التمباك قد (حتلت) اسفل الكيس وهكذا فقد حاج أمين آخر سفه في الكيس ،،، فتداعت عليه المصائب من كل ناحية ،،، أستعان حاج أمين بقوات صديقة لمواجهة جيش الاطفال ، وكانت الأستاذة سميرة حاضرة كعادتها لتقديم أي مساعدة ممكنة ، وتم وضع خطة سريعة ، أولاً حل مشاكل الأطفال الأصغر سناً والذين لم يتوقفوا عن البكاء ... ثم بعد ذلك الأطفال الأكبر سناً ، وجدت سميرة لبن بدرة في ركن البيت ومعه عدس وكثير من الأرغفة الناشفة ، أتت بها وتم البحث في مطبخ حاجة نفيسة عن نفس المواد السابقة وتم جمعها ، ووضعت علي البوتجاز حلتين من الحلل الكبار ، وبهما كثير من الماء ، واحدة للبن والثانية للعدس ،، وفي أقل من نصف ساعة تعشي أولاً الاطفال الصغار عيش بلبن قليل السكر ، ثم الكبار بفتة عدس مدنكلة ، يشكل الماء حوالي 85% من مكوناتها ، وتفرغت هيئة أركان الطوارئ لترتيب أمر مبيت الأطفال ، فأتفقت علي أن الأطفال الصغار يذهبوا (بي غادي) لسميرة والكبار هنا مع حاج أمين وكل إثنين في سرير ، وتسلل الأطفال لمخادعهم وذهبت سميرة بمجموعتها لمنزلها ، وبقي حاج أمين وحيداً علي سريره يجتر ذكريات حروبه الوهمية في ماضي الزمان ، وحربه الحقيقية اليوم ، وكل ما تاتيه نوبة خرمة يلعن ابو الصناديق واليوم اللمانا في الصناديق ، ونسي أن الصندوق قد حل كثير من مشاكله ومشاكل بناته ....


    مشهد ثاني في بيت الصرفة :
    وصل الركب الميمون الي كلاكلات الوطن البعيدة وهنالك أستقبل أستقبال الأبطال ، كل أهل المنزل علي منصة الإنتظار أمام الباب بعد متابعة دقيقة بالتلفون ،
    يرتدون لأجل المناسبة أجمل ما لديهم من ثياب (عزيزة وبناتها أماني وإحسان) ،، اما الزوج عبد السلام وأولاده حسين والطاهر كانوا خارج المنزل في أعمالهم يتابعوا الموقف أولاً بأول ،، فالجميع يعلق آماله علي تلك الصرفة ، وكل الاحلام والمشاريع الصغيرة تنتظر الصرفة الموعودة لتحقيقها ، رغم أن الخلافات بين الأبناء حول أولويات الصرف حتي صباح ذلك اليوم لم تُسوي ، فالبنتان تريد الكبري تغيير موبايلها الذي يأتي بمكالمة وتضيع الثانية
    في غياهبه التكنولوجية ، والصغري تنتظر لاجل دفع قسط الجامعة لا يحتمل التأخير ، اما أولاد عزيزة فحسين يتمني أن يستلم خمسمائة جنيه (حتة واحدة) لدفع مقدم ماكنة النجارة التي يعتبرها العمود الفقري المفقود لورشته بسوق اللفة مع وعد للأسرة (حا تلعبوا بالقروش لعب) ، في حين أن الطاهر لديه حوجة ماسة رفض الإفصاح عنها مما أضعف موقفه التفاوضي .
    بعد إنتهاء طقوس الإستقبال قامت نفيسة بتسليم الصرفة كاملة لإبنة خالتها عزيزة ، ومعها (الشيرنق بتاع الغدا) ،
    وشرعت في ترتيب أوضاع الضيوف مع أهل المنزل ، ( النسوان الكبار ديل عليك الله يا عزيزة يكونوا في الراكوبة والبنات الصغار ديل في البرندة البهناك والصالون ، والعايزة تنوم تمشي الأوضة دي أو أوضة الأولاد) إحتلال كامل للمنزل من قوات نسائية ، وكانت القهوة جاهزة وكذلك الشاي ، وأثناء طقوس شرب الشاي والقهوة ، بدأت الأخبار تتواتر من أمدرمان عن إطلاق نار وحرب حقيقية تدور في شوارعها ، وتحول المنزل لهرج ومرج وتلفونات للإطمئنان
    علي العقاب والديار ، ومما زاد في الهرج وقلق المجموعة مشاهدتهم لاعمدة الدخان تتصاعد من علي البعد ، مع أن إطلاق النار لم يسمع بوضوح في تلك المنطقة ،
    جاء أقتراح باستئجار حافلة أخري والرجوع لأمدرمان مهما كان الثمن ، ، وأوكلوا المهمة لبنات عزيزة للبحث عن حافلة ، وفشل الأقتراح بعد رجوع البنات بخفي حنين وبعد وقت طويل ، لرفض كل أصحاب الحافلات الذهاب لأمدرمان لخطورة الأمر ، كما أن الكباري قد أغلقت امام حركة العربات ،، فتقطعت بهن السبل تماماً ، وزجرت نفيسة أي إمراءة اقترحت المشي (كداري ) أو عبر أي وسيلة حتي كبري أمدرمان وتعاملت بقسوة مع الباكيات النايحات واللائي كانت بيوتهن في مناطق العمليات ( هوي يا نسوان حسع ما أتصلتوا وقالوا ليكم ما في حاجة ، ولا عايزين تعملوا لي الناس ديل بيت بكا) ، ومجموعة منهن إستسلمت للأمر وبدأن في متابعة الأحداث عبر الفضائيات والتلفونات ، عند الخامسة بدات المعركة تنجلي وتحسنت خطوط الأتصال ، وقليل من الطمأنينة تتسلل للنفوس هي أقرب للتوجس والحذر .
    توزع الناس علي خمس مجموعات لتناول الغداء ، وكانت المجموعة الخامسة تضم رجال المنزل مع ضيفين تقاذفتهم الأقدار لمنزل عبد السلام ، أثناء الوجبة وبعدها تواصلت حلقات التحليل والنقاش عن الأحداث ، وكالعادة إنقسم الناس لقسمين مع وضد رغم أن الجميع كان في حالة ذهول وإستنكار لما حدث ، واعتقد بأن كثير من الشائعات أنطلقت من ذاك المنزل في تلك الأيام ، الصمت كان رفيق عبد السلام الدائم ، وكان تفكيره في كيفية العمل مع هذا الكم من الضيوف ، وبعد قليل سيرخي الليل سدوله ، ويحتاج الضيوف للعشاء والمبيت ، العشاء قد يحل بكميات من الشعيرية من دكان التوم ، جاره الملاصق ، لأن للتوم باب داخلي بين المنزل والدكان ، رغم أن حظر التجول لم يكن بتلك الصرامة في منطقتهم ، وقبل أن تغيب الشمس تماماً كانت أسرة عبد السلام في حركة دؤوبة في الشوارع لإستلاف مراتب وسراير من الجيران الأقربين والأبعدين ، وأتفق الجميع علي ان يبيت الأولاد وضيفيهما مع عمي التوم ، علي أن يقضي عبد السلام ليلته في الزقاق لحراسة الضيوف ومتابعة الأمور عن كثب .
    وسارت الأمور حسب الخطة الموضوعة ، إلا أن انبوبة الغاز قد تحالفت مع سوء الحظ وتم إكمال طهي الشعيرية بفحم عمي التوم ، وتوزع الناس علي أسرتهم والمراتب المفروشة علي بلاط البرنده ، وعند العاشرة مساء صمت الجميع إلا من شخير هنا وهناك ، ونحيب متقطع من مختلف أركان المنزل .... ومجموعة صغيرة من ناس الشمارات تتابع الأحداث والمشاهد عن طريق التلفزيون في غرفة الأولاد .

    مشهد جديد لحاج أمين :
    لم ينم حاج أمين ليلته تلك فالهواجس والكوابيس تداهمه كلما غمض عينيه ، ونوبة خرمة كاربة تقلقل مضجعه ، لم يتبين آذان الفجر فوسوست له نفسه هل شمله حظر التجوال ، ام لم يسمعه لغفوة صغيرة ، توضأ وصلي الصبح ، وهو علي سجادة الصلاة سمع حركة سميرة وهي تعد الشاي لأسرتها ، ولجيرته الطويلة لها عرف أن كباية شاي (كاربة) في طريقها إليه ، فتبسم وهو علي وضعه ذاك سرعان ما تحولت لتكشيرة شرسة عندما تذكر السفة ، فلعن بسره مرة أخري الصناديق والنسوان ، وفجأة تذكر خليل والحكومة وهما سبب ما حدث ، فلعنهما معاً والسياسة والحرب ، وتوكل علي الحي القيوم وفتح باب المنزل ، فوجد الشارع خالي تماماً ، كأن آخر من مشي به قبل عشر سنوات ،
    - يا ربي منو البسف في الحلة دي غير عثمان الخير الثقيل دا ، مرت به خاطرة أولاد عبد الحي الصعاليك ،
    - أكيد بيسفوا خاصة الكبير السكران الحيران دا ، أكيد أمبارح ما بيكون لقي عرقي عشان كده حقو امشي أدق ليهم الباب.
    وعندما هم بالخروج تذكر حظر التجول .
    - حسع يجيك واحد صعلوك يعمل معاك شمطة جاي من وين وماشي وين يا زول كدي النصبر شوية.
    رجع لداخل المنزل وجلس علي سريره ، ودخلت عليه سميرة تحمل صينية الشاي به كباية (مدنكلة ) كما توقعها وتغطيها بغطاء علبة مربة .
    - مرحب يا سميرة كيف أصبحتوا .
    بادر هو بالسلام ، جلست سميرة لجواره تتحدث عن الحرب والخسائر التي تكبدها الطرفان ، وأن خليل لا زال في أمدرمان وأن هنالك شائعة تقول بان الحكومة قد قبضت عليه .
    - عليك الله الزوله دي ما مجنونه مالا علي خليل ، خليل طائر والحكومة طائرة .
    وسرح حاج أمين بخياله بعيداً في خرمته وأزمته الخاصة وهي لا زالت تتحدث وتتحدث وحاج أمين يتخيل ويتمني ( يا ربي سميرة دي قاعدة تسف ) . (يا سلام عليها لو بتسف ، دي كانت تكون زوله عجيبة خالص ) (أصلو النسوان ديل ما فيهن فائدة ، لو الواحد أحتاج ليهن في أي حاجة ما يلقاهن) .
    وقطع حبل تخيلاته صوت بعض الصبية من داخل البرندة يتسامرون ، وهنا إزداد هم حاج أمين ، وتذكر طلباتهم التي لا تنتهي .
    خاطبته سميرة :
    - يتخيل يا حاج أمين في ناس متحركة في الشارع .
    مباشرة قامت بفتح باب الشارع ، فلمح حاج أمين إثنين من الماره لم يتعرف عليهم ، فهب مسرعاً نحوهم فوجدهم إنحرفوا في الشارع الجانبي ، لم يشأ أن يتبعهم خوفاً من التبعات ولكنه تحرك كإبن العشرين مسرعاً نحو منزل آل عبد الحي مشي هو أقرب للهرولة ، (وخبط) الباب بكل قوته ، فجاءه أحد أبناء عبد الحي مسرعاً ، ودون مقدمات
    - عليك الله يا ولدي أديني سفة ...

    رجوع لـ (كلكلات) الوطن :
    عدد كبير من النساء لم يعرف النوم طريقه لعيونهن ، وفي ساعات الفجر الأولي تناوبن دخول الحمام والصلاة علي سجادتين باليتين حتي فايزة المعروف عنها التمرد والتفلت كانت تصلي ذاك اليوم ولكنها لم تسلم من ألسنة النساء .
    - عليكم الله فايزة دي تصلي بعد الشمش تبقي في نص السماء .
    رغم أن شمس ذلك اليوم لم ترسل أشعتها بعد . . ، إنهمكت نفيسة وعزيزة بمساعدة بعضهن في إشعال كميات مهولة من الحطب ، لعمل الزلابية والشاي بكميات تجارية ، تشتت النساء في كل ضل يحتمل وضع سرير أو كراسي ، وهنالك مجموعة كبيرة تقرفصت علي برش ماهل ، الكل يتحدث لا احد يسمع ، من لا تحدث رفيقتها ، تحادث أهلها في التلفون ، رغم شح الأرصدة وكهرباء البطاريات للإطمئنان علي أن الكل بخير ، لم تكن الأخبار كلها سعيدة ، فهنالك من لم يرجع من أهلهن لمنزله ، منهم من عرف مكانه ، ومنهم من لم يستجب هاتفه ، هذا ما كان يسبب القلق لنفيسة ، فهي المسئولة معنوياً ومادياً عن كل عضوات المهمة وأهلهن حتي الرجوع للديار .
    لا شئ يمكن فعله سوي مشاهدة التلفزيون والثرثرة حول الأحداث ، والتحضير لوجبة تالية قبل أن يحل أجلها ، دارت نفيسة علي الجميع ككمساري حافلة (مقرم)، (وطقتطتهم ) مرة أخري .
    - هوي يا نسوان والله صرفتكم دي أكلتوهافي بطونكم دي .
    وجمعت منهم ما تعسر ، مع تركزيها علي من يحملن احتياطي من أوراق البنكنوت ، وضعت علي محفظة صدرها مبلغ مالي معتبر .
    - دا حق حافلة الرجعة .
    وقسمت المتبقي علي وجبتي الإفطار والغداء ، قررت أن الرجوع لا بد يكون عصراً إذا ما سارت الأمور هادئة حتي ذلك الحين ، لم يكن كسر حظر التجوال في الكلاكلة شيئاً عسيراً ، تمكن أهل الدار من تجهيز وجبتي الفطور والغداء بمساعدات نفيسة المالية والفكرية والجسدية ، رتبت أمر الرغيف ، عواسة الكسره ، وشراء نصف قدرة فول البرقاوي ، والخضارات ، وأصرت علي شراء اللحمة بنفسها بعد إلحاح عزيزة علي إكرام ضيوفها بطبيخ ما خمج ، للأسف لم يكن الجزار حاضراً في الموعد ، فكانت الفاصوليا الحل الأمثل لعدة أسباب قدرتها نفيسة التي لم تخفي سعادتها من غياب الجزار وصديقه بتاع الخضار . لم يكن الغداء كما تعود سكان الخرطوم في أواخر العصر المتاخمة لغيب الشمس ، لإصرار نفيسة علي ان الفاصوليا قد أستوت تماماً رغم علمها التام (لا الحيز الزمني ولا الفحم التعبان يسمحان بذلك) ، وأصرت نفيسة أن تبحث أمر الحافلة بنفسها فرافقتها إبنة عزيزة الكبري ، لينجح مسعاها بعد جهد جهيد ، بمساعدة كبري من الحظ بإعترافها للنسوة ، لأن صاحب الحافلة من سكان الفتيحاب وبات ليلته مضطراً هنا مع إبنة عمه ، وأشترط عليهن بأن الحالة الأمنية إذا لم تكن علي ما يرام سيتخلي عن إتفاقه في أول محطة آمنة وعليهن التصرف بعد ذلك . وفي تمام الرابعة من عصر ذلك اليوم توجه الركب بعد وداع باكي من عزيزة وبناتهاوفرح من عبد السلام الذي لم ينم من كوابيس الزقاق (المسكون حسب زعمه) والذي أفتقد فيه أنس عزيزة فأحس أن كابوساً آخر قد ولي ..
    تحركت العربة (عصراً بدري) كما قالت نفيسة ، متوجهة نحو امدر عن طريق شارع الغابة ، مر الموكب العظيم بنقاط تفتيش متعددة ومختلفة التركيبة ، دون أن يتم توقيفهم ، فما أن يشاهد الجندي الثياب المزركشة والوجوه المتورمة بفعل البكاء والخوف من المجهول في أمدرمان ، حتي يفسح لهن الطريق ، إلي أن وصلن لمدخل أمدرمان عند كبري الفتيحاب . توقف السائق أمام الجندي المتحفز لإطلاق النار كردة فعل لاإرادية لاي حركة مهما صغرت .
    - جايين من وين .؟ وماشين وين .؟
    - والله يا جنابو النسوان ديل جايبهم من الكلاكلة وقالوا ماشين أمبدة .
    أراد السائق أن يخلي مسئوليته من الوفد المريب ، فألتفت الجندي نحو حاج نفيسة والتي بادرته بسرعة.
    - جايين من بيت الصرفة يا ولدي . (فلاحظت من حركة عيناه أنه ينتظر المزيد من الإيضاح لهذا الحديث المبهم)
    - مشينا ودينا صرفة الصندوق لعزيزة بت خالتي .
    هنا إزداد أرتياب الجندي من هي عزيزة وأي صندوق وصرفة (في عز الحرب) كما قال لنفسه ، وتخيل لبرهة أن هؤلاء النسوة قد يكن من جنود خليل متنكرات في ثياب نسائية أو القوات النسائية لخليل في طريقها لإحتلال مستشفي الدايات في أمدرمان بإعتبارها من المناطق الإستراتيجية لمنع نساء الوطن من الإنجاب . فأمر النساء بالنزول لتفتيش الحافلة لإكتشاف الأسلحة المتوقع وجودها تحت الكراسي .
    - يلا يا هوي اقيفوا صف هنا وكل واحدة تطلع بطاقتها .
    ونادي علي إثنين من زملاءه الجنود لتتفيش الحافلة . وإحتار في كيفية تفتيش النساء ، تم تفتيش الحافلة المريبة بدقة ، وعند المعاينة الشخصية لم يجد من أوراق ثبوتية سوي رخصة للسائق منتهية الصلاحية ،إحتارت أفكاره وهنا رفع الأمر للنقيب المتابع وهو علي كرسيه الحديدي ، مستنداً علي حائط غرفة الحراسة لأن الكرسي فقد إحدي ارجله الأربع بفعل الزمن وليس الحرب .
    - يا سعادتك النسوان ديل انا شاكي إنهم من قوات الغابة والصحراء .
    - يا بجم قلنا ليك إسمهم العدل والمساواة .
    تحرك النقيب نحوهن
    - السلام عليكم .
    - اهلا يا ولدي حبابك .
    - في شنو يا حجاج .؟
    - والله يا ولدي نحن من أمبارح في الكلاكلة مشينا ودينا صرفة صندوق وما قدرنا نرجع ، وسمعنا الليلة قالوا الكباري فتحت ، قلنا نلحق وليداتنا نشوف الحاصل عليهم شنو .
    - يا حجة ما في طريقى تمشوا أمدرمان لأننا لسه بنمشط في الشوارع وبنطارد في فلول الخوارج ديل ودا عشان سلامتكم يا والدة .
    - يسلمك من كل بلا يا ولدي ويعلي مراتبك ، خصمتك بالنبي كان ما خليتنانمشي نشوف اهلنا ، وحسع ذاتو الضرب قالوا وقف .
    وبعد مفاوضات مارثونية بين حاجة نفيسة والنقيب المرتاب في الحكاية .
    - خلاص يا والدة تمشوا لكن علي مسئوليتكم .
    عند دخول العربة لأمدرمان من الناحية الأخري إنهارت فايزة وأغمي عليها ، فنهرتها نفيسة :
    - يا فايزة حركاتك دي أصلك ما بتخليها .
    إلا أن منظر فايزة وهي منهارة علي الكرسي ، جعل الحاجة نفيسة تأخذ الموقف بجدية أكثر ، وتطلب من السائق أن يتوجه بهن نحو السلاح الطبي ، رفض السائق الإقتراح بشدة وأقنعهن بخطورة التوجه لمنطقة عسكرية كهذه ، وبعد مداولات واقتراحات عديدة ، رافق فايزة لمستشفي أمدرمان شثقيقتها بثينة وصديقتها علوية . وفي الطريق شاهد الركب مخلفات حرب اليوم الواحد ، العربات العسكرية المحترقة ومتناثرة هنا وهناك علي إمتداد الشارع الأسفلتي الموازي للمناطق العسكرية والمدنية ، وجثث علي جانبي الشارع كماأكدت إحدي النسوة . وأخذت الحافلة تفرغ حمولتها رويدا رويدا بمجرد دخولها لأمبدة معلنة نهاية يوم عصيب لثلاثين إمرأة . لتكون محطتها النهائية في منزل حاجة نفيسة وحاج أمين

    مشهد ختامي :

    - أبداً والله يا حاج ما قاعد أسف .
    - ما في أي زول في بيتكم دا بسف .
    - عامر وما في ، ما قدر يجي أمبارح ، أتفضل يا حاج لي جوة .
    - شكراً يا ولدي ، عايز أمشي علي عمك عثمان الخير دا يمكن القي سفة عنده .
    وفي تلك اللحظة سمع حاج أمين صوت عربة قادمة نحو شارعهم دون أن يشعر أزاح إبن الجيران بقوة إبن العشرين من طريقه نحو المنزل وصفق الباب بذات القوة . وبدأ كمن يود الإطمئنان علي أهل المنزل .
    - ابوك كيف يا ولد إنشاء الله كويس ، وما يكون في زول من أهلكم جاته عوجه .
    - الحمد لله ما في عوجة .
    بإستغراب وإندهاشة رد عليه إبن الجيران وإزداد إندهاشة حينما إلتفت حاج أمين نحو الشارع فشاهد قلاب لنقل الرمل يعبر الشارع فرجع نحو الشارع مرة أخري مسرعاً دون أن يكمل مشواره لداخل منزل آل عبد الحي ، وهنالك في المنزل وجد سميرة قد قامت بواجبها نحو الأطفال ، نهض من جلسته حينما أن أعياه (الخرم ) ، وبعد محاولات عديدة ما بين باب المنزل وكرسيه الوثير ، توجه نحو منزل عثمان الخير (الثقيل كما يسميه) عله يظفر بما يريد إلا أن المفاجأة التي لم يكن ينتظرها حينما صقعته إبنة عثمان والتي جاءت مسرعة علي أزيز صياحه العالي :
    - يا حاج عثمان ، يا حاج عثمان
    تنفيذاً لتعليمات والدها الواضحة ( أمشي للراجل بتاع المشاكل دا قول ليهو أبوي مافي )

    فرد عليها بمسكنة (لم تأُلف من قبل لدي حاج أمين ) ما بين مصدق للخبر ومكذب :
    - يا بتي أبوك دا ما نسي حقته هنا.
    - أبداً والله يا عمي اللمين .
    لم يستمع لباقي حديثها ، فتوجه نحو منزلهم وقد بلغ من الأعياء مرتبة جعلته كمن يمشي في وحل ، وفي اللحظة التي لامست أقدامه المنزل إنهار حاج أمين ، جاءت سميرة مسرعة علي صراخ الأطفال ، فوجدت حاج أمين متكوماً علي نفسه ، وبمساعدة الأطفال والجيران تم رفعه لأقرب سرير ، (حاج أمين داهمته إحدي نوبات السكري ) كما قالت سميرة ، وقرر الجميع نقله لمستشفي أمدرمان علي عجل بعربة الأمجاد التي يمتلكها عادل جارهم . وتم ترتيب الأمر بأن تبقي سميرة مع الأطفال ويرافقه مع عادل وإثنين من جيرانه .
    وفي الطريق للمستشفي استرد حاج أمين بعض من وعيه ، وهو علي النقالة ما بين باب المستشفي وغرفة الحوادث ورأي فيما يري النائم رجلاً عملاق بملابس بيضاء ، يحمل بين يديه (حقة كبري) وكأنها برميل ضخم مليئ بالتمباك متوجهاً نحوه ، فأعتقد حاج أمين جازماً إن هذا الرجل ملاك وهو في طريقه إلي دار النعيم فإستغرب الأمر (كيف يكون التمباك في الجنة) ، وأرتسمت علي وجهه إبتسامة عريضة ، شاهدها بوضوح مرافقوه . والتي سرعان ما تحولت لتكشيرة كبري حينما جاء جمع من أحفاده يتصايحون ويتلاعبون ليصطدموا بالرجل فإندلق منه الإناء ارضاً واتضح لحاج أمين ان ما به لا يعدو سوي مادة لا معني لها ، عاد حاج أمين لغيبوبته مرة أخري ........

    إنتهي ....

    (عدل بواسطة زهير الزناتي on 02-08-2009, 06:29 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 03:49 PM
  Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان haroon diyab02-03-09, 04:05 PM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 04:56 PM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 04:58 PM
  Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 04:32 PM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان عبدالكريم الامين احمد02-03-09, 04:57 PM
      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 05:00 PM
        Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 05:03 PM
        Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان الصادق ضرار02-03-09, 05:06 PM
          Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 05:10 PM
            Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان حمور زيادة02-03-09, 05:16 PM
              Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 05:34 PM
                Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان هشام حسن02-03-09, 06:54 PM
                  Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان مرتضى الكجم02-03-09, 07:40 PM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 07:44 PM
      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 07:47 PM
        Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان SHIBKA02-03-09, 08:12 PM
        Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 08:23 PM
          Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 09:04 PM
            Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان عبدالكريم الامين احمد02-03-09, 09:05 PM
              Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 09:07 PM
                Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 09:13 PM
                Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان معاوية كرفس02-03-09, 09:34 PM
                  Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-03-09, 09:54 PM
                    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان الرفاعي عبدالعاطي حجر02-03-09, 10:11 PM
                      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان haroon diyab02-04-09, 06:02 AM
                Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان SHIBKA02-04-09, 06:13 AM
                  Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان محمد الشيخ أرباب02-04-09, 06:53 AM
                    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان abdalla BABIKER02-04-09, 07:07 AM
                      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 07:46 AM
                      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 07:48 AM
                      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 07:49 AM
                      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان Zomrawi Alweli02-04-09, 07:50 AM
                      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 07:51 AM
                    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 07:45 AM
                  Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان عبدالله كع02-04-09, 07:56 AM
                    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان SHIBKA02-04-09, 08:01 AM
                  Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان Hala Hassan02-04-09, 08:19 AM
  قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان طارق ميرغني02-04-09, 07:55 AM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 08:06 AM
      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان محمد سنى دفع الله02-04-09, 08:14 AM
        Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان Zomrawi Alweli02-04-09, 12:27 PM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 08:08 AM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 08:09 AM
      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان SHIBKA02-04-09, 08:36 AM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 08:11 AM
      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 08:27 AM
      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان Hala Hassan02-04-09, 08:32 AM
      Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 08:33 AM
        Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 08:40 AM
          Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان SHIBKA02-04-09, 08:44 AM
          Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان Hala Hassan02-04-09, 08:54 AM
            Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان معتصم محمد صالح02-04-09, 09:11 AM
  خلى العيش حرام,,! الملك02-04-09, 09:17 AM
  ساديه لمن غلط يا زناتي فيصل عباس02-04-09, 09:52 AM
    Re: ساديه لمن غلط يا زناتي اسامة الكاشف02-04-09, 10:11 AM
  شنو حكاية ادخل العنوان دى الواحد الا يدافر الناس القدامو ..!! Tabaldina02-04-09, 10:07 AM
    Re: شنو حكاية ادخل العنوان دى الواحد الا يدافر الناس القدامو ..!! طارق جبريل02-04-09, 10:25 AM
      Re: شنو حكاية ادخل العنوان دى الواحد الا يدافر الناس القدامو ..!! SHIBKA02-04-09, 10:30 AM
        Re: شنو حكاية ادخل العنوان دى الواحد الا يدافر الناس القدامو ..!! طارق جبريل02-04-09, 10:36 AM
          Re: شنو حكاية ادخل العنوان دى الواحد الا يدافر الناس القدامو ..!! SHIBKA02-04-09, 10:37 AM
  أهــــــــــــا sami Alzubair02-04-09, 10:46 AM
    Re: أهــــــــــــا جلال عثمان02-04-09, 11:04 AM
  nn ناذر محمد الخليفة02-04-09, 10:57 AM
    Re: nn رأفت ميلاد 02-04-09, 11:21 AM
      Re: nn اسامة الكاشف02-04-09, 11:26 AM
  كمل لينا قصة مشروع المسرحية،،،،،،، ميسرة سيد أحمد02-04-09, 11:46 AM
    Re: كمل لينا قصة مشروع المسرحية،،،،،،، سامي عبد الوهاب إدريس02-04-09, 12:02 PM
      Re: كمل لينا قصة مشروع المسرحية،،،،،،، Mohammed Ibrahim Othman02-04-09, 12:27 PM
    Re: كمل لينا قصة مشروع المسرحية،،،،،،، عبدالله كع02-04-09, 12:21 PM
  كمـــل يا زناتي عبدالله احيمر02-04-09, 12:04 PM
    Re: كمـــل يا زناتي هشام حسن02-04-09, 02:55 PM
      Re: كمـــل يا زناتي هشام حسن02-04-09, 02:59 PM
        Re: كمـــل يا زناتي SHIBKA02-04-09, 05:18 PM
          Re: كمـــل يا زناتي عبدالكريم الامين احمد02-04-09, 05:31 PM
  قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان عاصم ابوبكر حامد02-04-09, 05:49 PM
    Re: قصة حقيقية وطريفة حدثت أثناء أحداث غزو امدرمان زهير الزناتي02-04-09, 06:04 PM
  مات واصل ياخ مازن الجمّال02-04-09, 06:06 PM
    Re: مات واصل ياخ عبدالكريم الامين احمد02-04-09, 06:16 PM
      Re: مات واصل ياخ جمال الباقر02-04-09, 06:29 PM
        Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 06:40 PM
          Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 06:44 PM
          Re: مات واصل ياخ عبدالكريم الامين احمد02-04-09, 06:45 PM
            Re: مات واصل ياخ هشام حسن02-04-09, 06:58 PM
          Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 06:49 PM
          Re: مات واصل ياخ جمال الباقر02-04-09, 06:49 PM
            Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 07:16 PM
            Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 07:20 PM
              Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 07:25 PM
                Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 07:28 PM
                  Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:03 PM
                    Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:07 PM
                      Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:11 PM
                      Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:14 PM
                      Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:21 PM
                        Re: مات واصل ياخ SHIBKA02-05-09, 06:42 AM
                      Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:22 PM
                        Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:25 PM
                        Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:27 PM
                          Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:32 PM
                            Re: مات واصل ياخ زهير الزناتي02-04-09, 09:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de