|
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا (Re: Ridhaa)
|
وفي منتصف الستينيات أهدي بازرعه لعثمان حسين عملاً كبيراً يحمل مضامين جديده في مكنوناته .. كان ذلك العمل ولا يزال من أرق وأعذب الأشعار في ساحة الغناء في السودان وحتي هذه اللحظة ظل هذا العمل الغنائي يقاوم كل الجديد الذي يطل من وقت لآخر في ميدان الشعر الغنائي ، أنها تلك الرائعة (شـجن) . فهي ليست شجناً واحداً فقط .. إنما هي كمية هائله من الأشجان التي تبرز من بين ثنايا تلك القصيده الصامدة حتي الآن .. كما أن عثمان حسين قد جاد خياله الخصيب بتأليف لحن جميل هاديء ينساب بكل رقة إلي المسام .. وقد إستخدم أبوعفان في موسيقي المقدمه كل أنواع الصولات واللزمات الموسيقيه .. ثم تدخل كل الآلات في اللحن بإنسجام تام .. مع توظيف إيقاع في غاية الهدوء وجمال التـقاسيم:
لمتين يلازمك .. في هواك مُر الشجن
ويكون في أيامك.. ويطول عذاب
ياقلبي.. لو كانت محبتو.. بالتمن
يرضيك هدرت عُمر
حرقت عليه شباب
لكن هواك أكثر.. وما كان ليه تمن
والحسره مابتـنـفع ..ومابجـدي العتـاب
أحسن تخليه لليالي وللزمن
يمكن يحس ضميرو.. ويهديـه للصواب
وهنا أذكر طرفة أري ضرورة نشرها هنا وهي : أنني قرأت ذات مرة في صحيفة الراي العام السودانية في الإنترنت مقالاً صغيراً قبل عدة سنوات وقد كنت وقتها لازلت أعمل بدولة قطر كتبها شخص لا اذكر إسمه الآن حيث قال بأنه كان يستغل سيارة أجرة (تاكسي ) من الخرطوم إلي بحري وكان يسكن بحي الأملاك في مدخل بحري .. وفي ذلك الوقت كان عثمان يغرد بهذه الأغنية(شجن) من راديو العربه التاكسي.. فطرب الرجل وطلب من السائق أن يواصل المشوار حتي إشارة مرور المؤسسة ببحري وسيعمل له زياده في الأجره دون أن يذكر السبب للسائق .. و من هناك عاد مرة أخري بذات التاكسي ولايزال أبوعفان يترنم (وتعود مراكب ريدنا)..حتي وصل إلي منزله في حي الأملاك.. وهنا سأله السائق :(لماذا كل هذا المشوار مع التكلفه الزائده وإنت أصلاً تسكن في حي الأملاك ولم تـنزل فيها منذ البدايه؟؟) فأجاب الرجل بانه طرب لأغنية شجن التي أهاجت أشجانه بالكامل .. ولذلك طلب منه أن يواصل المشوار حتي يستمتع بكل الأغنية.. ولكن الرجل عندما همّ بدفع أجرة المشوار لإغن صاحب التاكسي رفض إستلامها .. بل (حلف بالطلاق) ألاّ يدفع ولا مليماً واحداً لأنه هو الآخر كان في غاية الطرب وأن أبوعفان هو فنانه المفضل.. فعجبت لشاعرية هذا الراكب كاتب المقال وعجبت أكثر لشفافية ورقة صاحب التاكسي.. ولا أملك هنا غير أن أقول ( ياهو ده السودان ) .. ولا أزيد.
ختاماً .. يجب أن نحيي ذكري مطربنا الراحل الضخم عثمان حسين بقدرما أضاف لتاريخ الفنون في بلادنا أشياء جميله تتعدي عصرنا هذا وتظل تراثاً إبداعياً يسكن في وجدان مستقبل الأجيال القادمة .. واطال الله في عمر شعرائه ونحييهم جميعاً : عوض أحمد خليفه و السر دوليب ومحمديوسف موسي صاحب الدرب الأخضر وصلاح أحمد محمد صالح والرائع حسين بازرعة ونترحم علي روح إسماعيل حسن وقرشي محمد حسن وصاحب غرد الفجر الشاعر والدبلوماسي السعودي حسن عبدالله القرشي وغيرهم .
نعم ... إننا مع الفنان عثمان حسين .. كانت لنا أيام .. في قلبي ذكراها .. ما زلت أطراها ... ياليتنا عدناها ... أو عادت الأيام ،،،،،،
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Ridhaa | 09-24-11, 00:25 AM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Ridhaa | 09-24-11, 00:28 AM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Ridhaa | 09-24-11, 00:29 AM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Ridhaa | 09-24-11, 00:31 AM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Ridhaa | 09-24-11, 00:32 AM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Ridhaa | 09-24-11, 00:33 AM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | محمد الكامل عبد الحليم | 09-24-11, 07:08 AM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Ridhaa | 09-24-11, 05:19 PM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Gaafar Ismail | 09-24-11, 08:01 AM |
Re: لمحبي الراحل/عثمان حسين ..بقلم عضو المنبر صلاح الباشا | Ridhaa | 09-24-11, 05:26 PM |
|
|
|