ليس هناك شك ان كثير من الناس الذين يمتلكون شعبية اسلامية مُدركين ان اى محاولة ليفعلوا ما فعل الاسلامويين فى السودان ستكون كارثية , لانها سوف تقود لفتنة بين المسلمين , وبين المسلمين وغيرهم , وبين المسلمين والعالم , وهذه هى الازمة الثلاثية التى خلقها التطبيق القصير النظر والحزبى للتطلع الاسلامى فى السودان , حيث خلق أنقسام فى الجسم الاسلامى وأنقسام فى الجسم الوطنى وأنقسام بين الوطن والعالم , وهو ما جعل الاخوان المسلمين فى مصر وحركة النهضة فى تونس وغيرهم فى مختلف البلدان , ان يخرجوا باقوى صورة للحديث عن عدم أحتكار السُلطة والترحيب بحقوق المرأة والاديان الأخرى والوحدة الوطنية الخ , كلهم يتحدثون الان بهذه اللغة , وتجنب التجربة السودانية هو الفرار من الطاعون . ونحن الان فى السودان ونتيجة لهذه التجربة فى حالة شلل تام , شلل فيما يتعلق بالتعامل داخل الجسم الاسلامى مادام الطرح هو الطرح الاقصائى , وشلل داخل الجسم الوطنى والانفصال لن يتوقف عند الجنوب بل سوف تتولد انفصالات أخرى لان التصور للوحدة الوطنية مفقود , وشرخ أساسى فى التعامل مع العالم . القسم الاول من الكتاب يتحدث عن ان الاسلام يُمثل راس المال الاجتماعى الاكبر ويجب ان لا يمشى فى خط التكفيرين او خط الطالبانيين , وشروط المسيرة موضحة فى الكتاب , وأعتقد ان السودان قد قدم خدمة لا تُقدر بثمن للعالم لانه أوضح ما يجب تجنبه وليس ما يجب فعله . القسم الثانى من الكتاب يتكلم عن البلاغ الديمقراطى , وحقيقة ان ديمقراطية بدون توازن لن تنجح وهى فى حاجة لمجموعة توازنات , توازن ثقافى , توازن اجتماعى ونوعى , وتوازن جيلى , والكتاب يقول ان ليس هناك معنى للديمقراطية السياسية بدون الديمقراطية الاجتماعية من تنمية وتوزيع عادل للثروة , والا فان الفقر والعطالة سيقودان لثورةة ضد النظام الديمقراطى نفسه , نحن فى حوجة نعم لثورة ديمقراطية وتحول ديمقراطى , ولكن ايضاً لتحول أجتماعى يُراعى المطالب الاجتماعية , وكذلك تحول ثقافى يحترم التنوع الدينى والأثنى واللغوى فانت تقوم بخلق ردود فعل باسم المهمشين او باى أسم من الأسماء . الفصل الثالث يقول بوضوح اننا لسنا وحدنا فى هذا العالم وانما نحن جزء منه , وهناك عوامل كثيرة تجعل منه عالماً مُترابطاً من ثورة أتصالات وتنمية الخ , لكن هذا العالم فيه عوامل توحيد وعوامل تمييز ولابد من التوازن بينهما , ويقول الكتاب ان اى حكم قائم على التبعية للدول الغربية هو حكم مرفوض ولابد من شروط جديدة للتعامل مع العالم , فبعد سقوط حائط برلين أصبحت هناك أحادية عالمية وسيطرة الولايات المتحدة على العالم , ولكن شكراً للسيد بوش لانه قام بكسر هذه الأحادية لانه قام باستخدامها بشكل غير مقبول بدخوله حروب فى كل العالم وهى حروب دمرت قدرات الولايات المتحدة وأصبحت اليوم أكبر دولة فى العالم مديونة واى دولار يُصرف فيها 40% منه مقترض من الخارج وعلى راس الدائنين نجد الصين وهى أكبر خصومها ومنافسيها , وقد أكتشفوا ان القوة العسكرية لها حدود , وقد أرسلت للسيد بوش خطاب قبل هجومه على العراق قلت له فيه انك سوف تهزم الجيش العراقى فى لمح البصر , لكنه نصر عسكرى سوف تتبعه هزيمة سياسية , وفى أفغانستان نجد ان أمريكا تبحث عن وسيلة للخروج منها بدون فقدان للكرامة وهى هزيمة , الصومال هزيمة , وكذلك ثبت هذا الامر لاسرائيل , امر محدودية القدرة العسكرية . أصبحت هناك حوجة لتعريف جديد للعلاقة مع العالم , تعريف يقوم على الندية والمصلحة المشتركة ولا للتعبية , ويتحدث الفصل عن أستحالة قبول السلام غير العادل فى المنطقة , وأنا اقول ان اسرائيل مشروع قد فشل والمشروع الصهيونى قد سقط فلا يمكن جعلها دولة يهودية بالكامل الا لو قاموا بالتطهير العرقى والعا لم لن يسمح بهذا , لذلك ستكون رقعة فلسطين ذات أغلبية عربية , وقد كتبت ان حل الدولتين قد سقط , والتطلع الان لدولة واحدة ديمقراطية مكونة من عنصر عبرى وعربى ويتم التعايش فى أطار حقوق الانسان والزمن سوف يفرض هذا . وفى هذا الفصل تحدثنا عن العلاقة بالأخر , الأخر الدينى , والأخر الدولى , والأخر العدو .. والتعامل مع هذا الأخر سوف تكون على أسس ترتضيها الشعوب . وفى الخاتمة تحدث الكتاب عن ان أستمرار الوضع المختل هو ضد طبيعة الأشياء ولابد ان تتغير العلاقة بين الحكام والشعوب . هذا الاجتهاد الفكرى أقدمه لكل القوى الفاعلة فى المنطقة العربية والافريقية والمسلمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مركز الخاتم عدلان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست