فى تونس ومصر نجد ان الحركة التلقائية قد صحبها امرين , الاول ان التركيبة السكانية ليست قبلية , والثانى ان التركيبة العسكرية مهنية , وكان هناك عنصر المفأجاة , كلها عجلت برحيل بن على ومبارك بالصورة التى حدثت وبالسرعة التى حدثت , ولكن البلدان الأخرى والتى حدثت فيها ردود فعل مُضادة او ثورة مُضادة هى تعيش واقع مختلف حيث تمتلك تركيبة سكانية قبلية وعندها عدم المفأجاة حيث أستعد فيها الطغاة بالقوانين والوسائل المختلفة , وعدم مهنية القوات المسلحة , حيث ان القوات المسلحة فيها اما مؤدلجة او قبلية او طائفية الخ , ولذلك حدث فيها ما يُمكن ان نُطلق عليه أسم الثورة المضادة لتمنع تعميم هذه الثورة , ولكن كل هذا مؤقت فمهما كان الامر فانه فى تقديرى وحسب التحليل ان الثورة الديمقراطية قادمة مهما كانت العوائق قائمة , صحيح انها من الممكن ان تتأخر , لكن الحقيقة ان جزء من تركيبة العالم الان ان هناك ضرورة قصوى لدى الشعوب للديمقراطية ذات الرؤوس الثلاثة السياسية والاجتماعية والدولية . انا مشغول جداً بحقيقة ان هناك قفل باب الاجتهاد السياسى وهناك فقر فكرى وسياسى كبير للغاية , ثم ماذا بعد ؟ , نعم هناك مطالب ونعم هناك حقوق , ونعم هناك أهداف عامة , ولكن ليست هناك برامج لتلبية أشواق هذه الشعوب , والكتاب يتطرق الى ان هناك معالم أحتقان عامة فى البلاد المعنية فى عام 2002 البرنامج التنموى للامم المتحدة اصدر تقرير تحدث فيه عن ان العالم العربى فيه تنمية أقتصادية ولكن ليس هناك تنمية بشرية , وبه تنمية تعليمية ولكن ليس به تطبيق لهذه المعانى , وان العالم العربى أكثر بلدان الدنيا تخلف من حيث التنمية البشرية , وحدثت حركات كثيرة تدل على هذا الاحتقان , فى الأسكندرية فى 2004 انعقد مؤتمر هام للغاية وقام باصدار أعلان أطلق عليه أسم (الاستقلال الثانى) باعتبار ان هذه البلدان أصبحت تحت ادارة أستعمار داخلى . نادى مدريد مكون من أكثر من 80 رئيس دولة سابق ورئيس وزراء سابق مُنتخبين ديمقراطياً , وقمنا بتكوين بعثة فى 2006 , وهذه البعثة وأنا كنت فيها قامت بالطواف على بلدان عربية والغريب انه لم يتم منعنا / ربما لوجود غربيين معنا / من جمع الأحزاب الحاكمة والمعارضين , قمنا بالطواف على البلاد العربية لمدة عامين وانتهى الطواف فى يناير 2008 وجمعنا ممثلين لـ 19 دولة عربية فى البحر الميت فى الاردن واصدرنا بيان تحت عنوان (نداء البحر الميت) وقلنا فى هذا البيان ان المعلومات التى تحصلنا عليها من هذا الطواف دلت على ان هناك أحتقان شديد بين الحكومات والشعوب , وقلنا انه اما ان يحدث حوار للأتفاق على مخرج يُحقق تطلعات ومطالب الشعوب او سيحدث أنفجار . وليس هناك شك فى ان الفكر والثقافة والادب العربى كان فيهم تعبير بصورة قوية جداً عن معالم هامة , لدرجة ان محمد سلماوى كتب قصة بعنوان (أجنحة الفراشة) وهى قصة صدرت فى اواخر 2010 وتقريباً تخيلت القصة ما حدث فى 25 يناير فى مصر , ثم حدث أستقتال / والبعض يقول أنتحار / محمد البو عزيزى وبدأ التعبير بالفعل وحدث ما حدث . الكتاب يتحدث عن هذه الثورة حتمية لان أسبابها واحدة , لكن نحن لدينا فقر شديد فى الفكر فما هو الفكر الذى نًُريد ان نقوم بطرحه لهذه البلدان حيث ان الحرية تأتى بمشاكلها , ويجب وجود ناس لديهم الأسلحة النظرية , والكتاب يتحدث فى القسم الاول منه عن البلاغ الاسلامى وفيه حديث ان الاسلام فى البلدان الاسلامية يشكل راس المال الاجتماعى الاكبر , لكن الاسلام مدارس بين من يستشرفون المستقبل مثل أردوغان ومن يستشرفون الماضى مثل طالبان , مدراس كثيرة وخلافات أساسية سنة شيعة , فاصبح من المهم توضيح ماذا نعنى بالاسلام , الفصل الاول فى الكتاب يُحدد هذا ويقول ان هناك ضرورة للحوار بين كل هذه المدارس , لكن فى النهاية فان الاسلام يجب ان يُراعى قفل باب الفتن الطائفية بين المسلمين وقفل باب التناقض بين الاسلام والعصر , باعتبار ان العصر يُريد تنمية وحرية وحقوق انسان والتعامل باستنارة مع الوافد من الماضى والوافد من الخارج , ونحن فى حوجة لمشروع صحوى للتعامل مع الوافد من الماضى ومع الوافد من الخارج . الكتاب يقدم مانفيستو اسلامى , ويتناول اجتهادياً ماهى مطالب الاسلام , وماهى مطالب الواقع .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة